كتبت: يسرا شمندي
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات جديدة، أن الحكومة الإيرانية تعمل وفق مبدأ “إيران للجميع”، وناقش بزشكيان الخطط الحكومية لتطوير التعليم والرعاية الصحية، وموقف الحكومة من قانون الحجاب ورفع الحجب عن بعض مواقع الإنترنت.
التقرير التالي يستعرض بعض أبرز تصريحات الرئيس الإيراني خلال حواره التليفزيوني الثاني منذ توليه الرئاسة، والذي بثه التلفزيون الإيراني مساء 2 ديسمبر/كانون الأول 2024.
الحكومة الإيرانية وملفاتها الداخلية
صرح بزشكيان بأن الحكومة الإيرانية الجديدة تشكلت على مبدأ “إيران للجميع” لتعزيز الوحدة الداخلية والتصدي للتوترات الخارجية، وأضاف أن الحكومة تسعى لإعادة الأساتذة المهاجرين إلى الجامعات وتنظيم هجرة الأكاديميين، مشيرًا إلى عودة العديد منهم، وشدد على ضرورة احترام النخب الأكاديمية ودعوتهم للبقاء في إيران والمساهمة في حل مشاكلها، مؤكدًا أن دعم الأكاديميين والنخب سيكون أساسيا لتحقيق التقدم والتنمية.
وأضاف الرئيس الإيراني أن الحكومة تعمل بالتوازي مع استعادة عقولها المهاجرة، على تطوير نظام التعليم في إيران، مع التركيز على بناء المدارس، واستخدام الأساليب العلمية المتطورة، مثل العمل الجماعي وحل المشكلات، وتعليم الطلاب كيفية حل مشاكل المجتمع لضمان بقائهم في إيران، مشدداً على أن التعليم يجب أن يرتبط بالقضايا الحقيقية للمجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن هجرة الأكاديميين من إيران تعتبر ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مما يعيق قدرة الشباب على إيجاد وظائف تناسب مؤهلاتهم.
إضافة لخوف العديد منهم من السجن نتيجة صدور أحكام ضدهم على خلفية المشاركة في احتجاجات داخلية، في المقابل، توفر الدول الغربية مثل ألمانيا والولايات المتحدة فرصًا أفضل في مجالي العمل والتعليم، مما يعزز رغبة الأكاديميين في مغادرة البلاد.
قوانين الحجاب والحجب
وحول الحجب الذي تفرضه إيران على بعض مواقع الإنترنت، قال بزشكيان: “فيما يتعلق بمسألة إزالة الفلترة على الإنترنت، إذا أردنا المضي قدما على أساس الإجماع الوطني، يجب على مؤسسات الدولة المعنية بهذا الشأن التوصل إلى لغة مشتركة لإيجاد حل هذه المسألة”.
وأضاف أن المسؤولين الإيرانيين يسعون لحل قضية حجب الإنترنت بطريقة تشاركية، بناءً على توجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي تدعو إلى الحفاظ على سيادة الدولة في هذا المجال لكن دون اللجوء إلى إجراءات مثل الحجب أو الحظر، مع التركيز على تحقيق التوافق بين الأطراف المعنية بالقانون.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإيرانية تفرض قيودا صارمة على الإنترنت، تشمل حجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، واستخدام تقنيات فلترة معقدة تؤثر على جودة الاتصال بالإنترنت، وخلال الاحتجاجات، يتم قطع الإنترنت بشكل كامل في بعض المناطق، مما يثير انتقادات محلية ودولية.
وحول قانون الحجاب الجديد، قال الرئيس الإيراني إن هناك الكثير من الغموض حول هذا القانون، وأشار إلى ضرورة موازنة تطبيقه مع الحفاظ على القيم الدينية والتأكد من توافقه مع المجتمع، كما أكد ضرورة تمتع المعنيين بتنفيذ القانون بالمهارات والآليات اللازمة لتطبيقه، لكنه لا يرى الظروف مواتية لتنفيذه بشكل صحيح في ظل نظامه الإداري.
وأضاف بزشكيان أن كتابة القوانين يجب أن تتم على أساس العدالة والحق، حيث لا يمكن تنفيذ قانون غير عادل، وشدد على ضرورة احترام حقوق الناس في التشريعات، وأوضح أن القوانين التي تستند إلى الحقيقة والعدالة تضمن رضا الجميع، كما أشار إلى أهمية الاعتراف بقوة الشعب الإيراني بكل فئاته وأعراقه، مؤكدا أن حل المشاكل يمر عبر تحقيق الإنصاف ومنح الناس الفرصة للنمو والمساهمة في بناء البلد.
وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان الإيراني أقر قانونا جديدا للحجاب الإلزامي، يفترض بدء العمل به منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024، ما أثار جدلا واسعا محليا ودوليا، حيث يتضمن القانون يتضمن عقوبات مشددة مثل الغرامات والسجن والملاحقات القضائية، ويهدف إلى إجبار النساء على الالتزام بارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
الخارجية الإيرانية
كما تناول الرئيس الإيراني، أثناء حواره، بعض الملفات المرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية، وحول الأزمة السورية، قال بزشكيان إن الوجود الإيراني في سوريا يقتصر على الأنشطة الدبلوماسية، حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني محادثات مع تركيا، وتُجرى تحضيرات لاجتماعات قادة أستانا (إيران، تركيا، روسيا، وسوريا)، مشيرًا إلى استمرار الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والرؤساء لتحقيق التفاهمات اللازمة.
تجدر الإشارة إلى أن إيران أعلنت دعمها الكامل لنظام الأسد في مواجهة فصائل المعارضة السورية، وذلك عبر تصريحات ممثليها الرسميين وتحركات دبلوماسيتها، إضافة لوجود تقارير صحفية تزعم أنها تدعمه بالمقاتلين والسلاح.
وحول ملف المفاوضات الإيرانية الأوروبية، صرح الرئيس الإيراني بأن المفاوضات كانت تسير بشكل جيد، ولكن التدخل الإسرائيلي من خلال خلق التوترات ألحق ضررًا بها، مضيفا أن إسرائيل تسعى لخلق الفوضى دائماً من أجل إضعاف الحكومة الإيرانية ومنع إيران عن تحقيق أهدافها.
وأشار بزشكيان إلى رغبة طهران في التمسك بالحلول السلمية بدلا من الحروب، وأضاف أن إيران تسعى لتطوير علاقاتها مع دول العالم، خاصة العلاقات الاقتصادية، وذلك عبر أكثر من 95 اجتماعًا مع مسؤولين دبلوماسيين في بلدان مختلفة، بالإضافة إلى التعاون مع الصين وروسيا في مجالات النفط والغاز والكهرباء. وتوقيع اتفاقيات مع دول مثل قطر والعراق، مع متابعة دقيقة من وزراء الطرق والطاقة والنفط لضمان تنفيذها بفاعلية.