كتبت-هدير محمود
يحاول الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إرضاء التيار الأصولي، ومن جانب آخر يسعى لإثبات ولائه للتيار الإصلاحي الذي وصل من خلاله لمقاليد السلطة. ورغم انتقادات الإصلاحيين، له، إلا أنهم وبشكل عام يدعون لمساندته. على ذلك، رد بزشكيان يوم الثلاثاء 13 يوليو/ تموز 2024، في تغريدة له على منصة X حول الانتقادات التي وجهت له بعد تشكيل الحكومة الرابعة عشرة.
انتقدت صحيفة “جمهورى إسلامى” تأخير تشكيل الحكومة الرابعة عشرة، وذكرت إنهاء قائمة الوزراء للحكومة للرئيس عمل صعب، ولكن من الضروري أيضًا التأكيد على أن كل ساعة تأخير في هذا الإجراء تسبب خسارة كبيرة.
وبتخليه عن وعود قطعها على نفسه، تخص نسب الشباب والنساء والسُّنة في الحكومة الجديدة بحسب صحيفة شرق الإيرانية والتي قالت في تقرير لها يوم 7 أغسطس/ آب 2024، إنه مع اقتراب تقديم التشكيلة الوزارية الرابعة عشرة، يبدو أن العديد من الوعود بشأن الحضور القوي لأهل السنة والشباب والنساء لم يكن لها تأثير فعلي.
حكومة الظل تسعى لإفشال بزشكيان
في مقابلة مع صحيفة “خبر اونلاين” أكد البرلماني الإصلاحي السابق محمود صادقي أن “حكومة الظل” ستبذل كل جهدها من أجل إفشال عمل الحكومة الإصلاحية الجديدة.
وذكر الكاتب والبرلماني السابق أن هذا التيار، بسبب ما يملكه من ثراء ونفوذ واسع في مؤسسات الدولة، لديه القدرة الكافية على تهميش حكومة بزشكيان، والإضرار بكل أعمالها المستقبلية، ما لم يتم اتخاذ تدابير وقائية من قبل بزشكيان والمحيطين به. ودعا صادقي الإصلاحيين وحكومة بزشكيان إلى عدم الاعتماد على وسائل الإعلام الرسمية في التواصل مع الشارع، وقال إنه ينبغي استغلال إمكانات وسائل التواصل الاجتماعي، كما حدث ذلك في أيام الانتخابات، للتواصل المباشر والصريح مع الشارع الإيراني حتى لا يحرمه من الحضور القريب من المواطن العادي.
التقارب مع الأصوليين
في حين أنه وبحسب وكالة أنباء “خبر أونلاين” لرئيس جبهة الإصلاحيين السابق، بهزاد نبوي، الذي انتقد فيها تسابق بعض الشخصيات والمسؤولين إلى أخذ حصة في حكومة بزشكيان، وقال إن هذه الانتقادات بحد ذاتها هي محاولة للتأثير على أن يكون بزشكيان مسيّرا بيد هذا التيار وقادته، وأن يختار المسؤولين القادمين وفقا لرؤى “الإصلاحيين”.
كما انتقدت صحيفة “جوان“، المقربة من الحرس الثوري، الإصلاحيين الذين يتخيلون أنهم قد أوصلوا رئيس الحكومة الرابعة عشرة إلى النصر في الانتخابات، بأنهم قد بدأوا يظهرون عدم رضاهم عن قائمة الحكومة.
في إشارة إلى تشكيل الحكومة الرابعة عشرة، قدم محمد جواد ظريف استقالته من منصبه في الحكومة كنائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية، وقد أشار ظريف في استقالته إلى عدم التزام بزشكيان بوعوده بشأن تواجد النساء والشباب والأقليات في مناصب وزراء الحكومة الرابعة عشرة، مما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار، موضحًا أنه سيستكمل عمله في الجامعة.
انتقادات بزشكيان
وفقًا لموقع شرق، رد بزشكيان على منتقدي تشكيل الحكومة الرابعة عشرة. ولهذا، طلب رئيس الجمهورية “مسعود بزشكيان” من منتقدي الحكومة الـ14 المقترحة انتقاد الحكومة على أدائها بعد بدء العمل. وفي رد على بعض الآراء المتعلقة بالحكومة المقترحة، كتب “مسعود بزشكيان”: “أنتم، الشعب العزيز، الثروة الكبيرة للحكومة، واهتمامكم وحساسيتكم في اختيار أعضاء الحكومة ذو قيمة. تجاهل تصرفات السياسيين قد تحول إلى نقد، وهذا يعني أننا خطونا خطوة إلى الأمام.”
وأضاف: في مرحلة اختيار ودراسة الحكومة، تشاورنا مع العديد من الخبراء وحاولنا التوصل إلى الوضع الأمثل بالإمكانات المتاحة وبمنهج التوافق، فانتظروا حتى تعمل الحكومة وقوّموها بناءً على أدائها.”