قالت وكالة مهر، الإيرانية، أنه بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية، رأى العديد من الخبراء أن هذا الحدث هو بداية موجة تطبيع العلاقات بين طهران ودول أخرى، وضمن ذلك مصر والبحرين.
منذ نهاية العام الماضي، تم طرح البحرين لتكون الدولةَ التالية التي تسعى إلى استئناف العلاقات مع إيران؛ واكتسبت هذه الفرضية قوة خاصة بعد تصريحات ملك البحرين سواء في لقائه مع الرئيس الصيني أو في لقائه مع فلاديمير بوتين في قصر الكرملين.
وأكد ملك البحرين في هذه اللقاءات، ضرورة إزالة العوائق كافة أمام التواصل مع طهران، وتحدث عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وهذا ما لم ترفضه سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة في الحكومة السابقة، وقد بذل الرئيس الإيراني الراحل جهوداً كبيرة لتوسيع العلاقات مع الجيران.
وإلى جانب المنامة، تعد القاهرة عاصمة عربية أخرى جذبت انتباه المحللين الإقليميين وأثارت تكهنات حول تطبيع العلاقات بينها وبين طهران.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من رغبة الدولتين المذكورتين في توسيع العلاقات، فإن هناك عوائق من الماضي حتى الآن، مما يضع أمام هذه العملية بعض الصعوبات.
البحرين.. من الخلافات طويلة الأمد إلى دوافع تحسين العلاقات
البحرين هي الدولة العربية الوحيدة في الخليج العربي حيث غالبية سكانها من الشيعة، لكن تحكمها الأقلية السنية.
وقد برز الخلاف في الرأي بين البحرين وإيران في مجال العلاقات الخارجية مرة أخرى خلال اتفاق أبراهام وتطبيع العلاقات بين البحرين والكيان الصهيوني.
لكن الأحداث جعلت إمكانية تحسين العلاقات بين طهران والمنامة لا تبدو بعيدة المنال. أولاً، تتحرك البحرين، خاصة في سياستها الخارجية، عادة مع السعودية، وبعد تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، من المحتمل أن تنضم المنامة إلى موجة تطبيع العلاقات مع طهران.
مصر وتقلبات الظروف السياسية
في السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية بإيران، حدثت عدة أحداث وضعت مصر في موقف الدول التي كانت إمكانية إقامة علاقات معها مع طهران قريبة من الصفر، فبعد فرار محمد رضا بهلوي من إيران، وفرت له مصر المأوى، وكان هذا هو العامل الأول في خلق فجوة تتعمق مع مرور الوقت. وبتوقيعها على اتفاقية كامب ديفيد، أثار ذلك أزمة مع إيران.
وبعد أكثر من أربعة عقود من الثورة الإسلامية، لم تتم استعادة العلاقات بين طهران والقاهرة بشكل كامل حتى العامين الأخيرين عندما قيمت سلطات البلدين فوائد تطبيع العلاقات الدبلوماسية أكثر من خسائره.
وفي العام الماضي، بحث الرئيس الإيراني الراحل تحسين العلاقات الثنائية في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتزايدت احتمالية حدوث ذلك بعد لقاء الرئيسين على هامش قمة رؤساء الدول الإسلامية. وفي هذا الصدد، زاد لقاء وحديث وزير الخارجية الإيراني الراحل مع نظيره المصري على هامش القمة في غامبيا من قوة التكهنات بشأن تطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة.
وكان حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، حفل تكريم الرئيس الإيراني الراحل كأول زيارة لمسؤول مصري لإيران بعد الثورة الإسلامية، واعتبر ذلك مؤشراً على تحسن العلاقات بين البلدين.
وفي العام الماضي، أعلن هيثم بن طارق آل سعيد أيضاً استعداد عُمان للتوسط بين إيران ومصر، وقد قوبل ذلك بردِّ فعل إيجابي من قبل المرشد الأعلى للثورة، وذكر أن إيران سترحب بمثل هذه الخطة.