كتبت: رضوى أحمد
واجه أسد الله نكنجاد، مخرج فيلم لاله، انتقادات عديدة بعد عرض فيلمه على شبكة Apple TV في أمريكا وكندا، ولم تكن تلك العقبة هي الوحيدة التي واجهته منذ بداية إنتاجه لهذا الفيلم، فقد واجه مشكلات أخرى مثل تكلفة الإنتاج وموضوع الفيلم وغيرهما، والتي جعلت إنتاجه يستغرق عقداً كاملاً. وقد تم إنتاج هذا الفيلم باللغة الإنجليزية؛ حتى يتمكن من الوصول للعالمية بسهولة كما قال مخرج هذا الفيلم، وكان أسد الله قد أشار سابقاً، إلى موعد عرض الفيلم دون تحديد المكان.
وتناقلت عدد من وسائل الإعلام أخبار هذا الفيلم، فكتبت وكالة الأنباء الإيرانية “خبر أونلاين”، في تقرير لها يوم الإثنين 9 سبتمبر/أيلول 2024، أن فيلم “لاله” يعتبر أحد أكثر المشاريع السينمائية جدلاً بإيران في العقد السابق، فقد بدأ إنتاجه في فترة حكم أحمدي نجاد بميزانيةٍ قدرها 2 مليار و500 مليون ريال إيراني (60 ألف دولار أمريكي) تحت إدارة شفيع آغامحمدي مدير مركز نشر السينما الوثائقية والتجريبية آنذاك ومنفذ هذا المشروع منذ 2012، وحينها كان يعتبر أغلى مشروع سينمائي في تلك الفترة، مما أثار انتقادات حول هذا المبلغ الذي كان يعادل ميزانية المركز المخصصة لإنتاج الأعمال الوثائقية لسنتين كاملتين، والتي كان يمكن أن تُخصص لصالح صناع الأفلام الشباب. ومع مرور الوقت وردت أنباء عن زيادة هذا المبلغ أيضاً إلى 5 مليارات ریال إيراني (120 ألف دولار).
ورد آغا محمدي على مسألة تخصيص هذه الميزانية في لقاء له قائلاً: “إن التكلفة البالغة 120 ألف دولار تعتبر مبلغاً ضئيلاً مقارنة بمعايير الإنتاج السينمائي العالمي”. وأشار إلى أن أسد الله نكنجاد، المخرج الذي عمل لسنوات في مجال السينما بأمريكا، يعتزم إدخال موارد ومعدات من خارج البلاد إلى السينما الإيرانية بفضل علاقاته.
أما عن سبب إنتاج فيلم يتناول حياة لاله صديقي، بطلة السباقات الإيرانية، التي لا تعتبر شخصية هامة بالنسبة للبعض، وإنفاق ميزانية ضخمة لهذا الغرض، فقد كان هذا الأمر محط تساؤل كثيرين، وكان من بينهم أعضاء اللجنة الثقافية بالبرلمان، والتي قرر أعضاؤها أن هذا الفيلم ليس من أولويات الثقافة في إيران، وطلبوا توضيحات من جواد شمقدري رئيس المنظمة السينمائية وسيد محمد حسيني وزير الثقافة والإرشاد آنذاك، اللذين وعدا بأن يتم أخذ الأولويات الثقافية بعين الاعتبار في إنتاجه.
هذا وقد تسبب ظهور أعمال أسد الله نك نجاد في مجال السينما بأمريكا، واستقالة فريق الإنتاج الأوّلي لهذا الفيلم، إلى تضاعف الشائعات حول الفيلم، لكن جمال شورجة، أحد المقربين لأسد الله نك نجاد، وخلال حديثه مع وكالة مهر للأنباء وبعض وسائل الإعلام النقدية الإيرانية الأخرى، دعا إلى التوقف عن متابعة الأخبار المتعلقة بهذا المشروع، وأشار إلى أن أسد الله يقوم بإنتاجه بدعم مباشر من محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة العاشرة وذلك بعد لقاء جمعهما خلال زيارات الرئيس لنيويورك.
كانت التكلفة المقدرة لإنتاج هذا الفيلم ترتفع يوماً بعد يوم، وكانت الشائعات تطغى على سير الإنتاج، وتراجع العديد من الرعاة الأجانب الذين كانوا قد وعدوا بدعم إنتاج هذا الفيلم، فتم إيقاف إنتاج هذا الفيلم لفترة، حتى جاء الخبر بأن بروانه برتو، حلت محل عليرضا سبط أحمدي في إنتاج هذا الفيلم واستؤنف الإنتاج مرة أخرى في أواخر عام 2012.
وبعد فترة قصيرة تولت الحكومة الـ11 برئاسة حسن روحاني الحكم، ولم يتحمل المسؤولون مسؤولية استمرار إنتاج هذا الفيلم، فتوقف تخصيص الميزانية في المرحلة الأولى من إنتاجه، ثم تحول الأمر إلى صراع وشكوى بين المخرج والمنتج للفيلم مع مركز تطوير السينما الوثائقية والتجريبية بإدارة محمد مهدى طباطبائي نجاد، وكانت القضية تتعلق بملكية الفيلم التي تعود إلى شركة (نور) في لوس أنجلوس. وفي النهاية تم حل هذا الأمر بحكم رئيس المنظمة السينمائية.
ولكن وبعد مرور عقد من الزمن على تأجيل عرض هذا الفيلم، فقد أعلن أسد الله نك نجاد عن عرض فيلمه على منصة (Apple TV) في أمريكا وكندا، الأمر الذي أثار تساؤلات حول حقوق الطبع والنشر لهذا الفيلم، وقد صرح أسد الله نيدك نجاد، لوكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية قائلاً: “بعد سنوات من العرقلة في الإنتاج والعرض، أخيراً تم عرض هذا الفيلم مع مراعاة حقوق الملكية باللغة الإنجليزية من قبل شركة (نور) والتي تباشر عملها في أمريكا”.
وتابع: “أقيم العرض السينمائي الوحيد لهذا الفيلم بعد كوفيد-19 بواسطة شركة التوزيع الأمريكية (Mac theater)، وهي من أرقى الشركات التي تقوم بتوزيع أفلام هوليوود، ونظراً إلى أن الحقوق الدولية لهذا الفيلم لم تكن تعود لإيران، فقد تم تسليم جميع الأمور بشكل قانوني إلى شبكة (Apple TV)”.
وأشار مخرج الفيلم “لاله” إلى أن هذا الفيلم تم إنتاجه قبل عقد من الزمن حول نجاح امرأة إيرانية على المستوى الدولي في مجال سباقات السيارات (الرالي)، وأكد: “فيلم (لاله) هو عمل سينمائي يتناول وجود النساء الإيرانيات بشكل مختلف على الساحة الدولية، وأنا سعيد بعد سنوات طويلة، بأن هذا الفيلم عرض أخيراً وطرح نوعاً آخر من حياة النساء في إيران على الساحة الدولية”.
يتحدث هذا الفيلم يتحدث عن حياة لاله صديق، بطلة سباقات السيارات الإيرانية والتحديات التي واجهتها هذه السائقة المحترفة، وتم إنتاجه بمشاركة ممثلين إيرانيين وباللغة الإنجليزية، وعند عرضه تم تقديمه في نسختين منفصلتين، باللغة الإنجليزية مع ترجمة فارسية ودبلجة فارسية.
أبطال هذا الفيلم هم: سارا أميري، وسام قریبیان، وایرج نوذري، ونيكي کریمي، ومیترا حجار، وبیام اینالویي، ومحمد صادقي، وهمایون إرشادي، وآخرون.