كتب- محمود شعبان رئيس تحرير زاد إيران
وجدت إيران نفسها أمام تصعيد إسرائيلي جديد يخص استهداف المئات من عناصر حزب الله داخل لبنان بتفجير أجهزة لاسلكي يطلق عليها “بيجر” ما أدى إلى إصابة المئات ووفاة بضعة أشخاص في لبنان.
ورغم ما حدث من تفجير لهذه الأجهزة، وما أنتجه التحرك الإسرائيلي تجاه الحزب، من رد فعل قوي، إلا إن الكيان الإسرائيلي عاود وقام بتفجير أجهزة لاسلكي أخرى كذلك من نوع اسمه “ووكي توكي أيكوم” وقد تسبب ذلك في إصابات بالعشرات كذلك.
الإصابات التي أحدثها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وصلت إلى السفير الإيراني في بيروت أماني مجتبى والذي أصيب في عينيه جراء تفجير جهاز “بيجر” فيه، في حين قال الإعلام الإيراني إن إصابة الرجل طفيفة على الرغم من إن الإعلام الإيراني نشر بعض الصور للسفير تظهر حجم الإصابة الكبيرة في وجهه!
تقول الرواية الإيرانية التي نقلتها مصادر لـ” زاد إيران”، إن إسرائيل تتجسس على كامل لبنان طيلة الأربعة والعشرين ساعة، و قد استطاعت اختراق أحاديث الهواتف واللاسلكي بين عناصر الحزب طيلة الشهور الماضية، وقد فهمت إسرائيل من جراء اختراق هذه الاتصالات أن الحزب ينوي شراء مجموعات متنوعة من أجهزة اللاسلكي سواء من نوع “بيجر” أو أنواع أخرى مثل “ووكي توكي أيكوم”، وانطلقت في ترتيب اختراقها لهذه الصفقة التي تعاقد عليها حزب الله واشتراها منذ شهرين فقط.
تقول الرواية الإيرانية التي نقلتها مصادر لـ” زاد إيران”، كذلك، أن الاحتلال ومعه أمريكا استطاعا إغراق السوق اللبناني بأجهزة هواتف ولابتوب، يتم اختراقها بسهولة من جانب الاحتلال ما يسهل عليه التجسس على اللبنانيين بالكامل وفي ضمنهم عناصر الحزب بطبيعة الحال.
ترى إيران إن الاحتلال الإسرائيلي استطاع إن “ينتصر” ويستفيد إعلاميا من الهجوم الذي طال الآف العناصر من حزب الله في لبنان، لكنها ترى في نفس الوقت أنها لن تقوم بتغيير استراتيجيتها تجاه الاحتلال في الفترة الحالية لأنها ترى إن التصعيد الإسرائيلي يستهدف دفع إيران للتعجل ودخول حرب غير مدروسة العواقب! وتقول إيران من وجهة نظرها وقناعتها إن الاحتلال ومن وراءه أمريكا لا يرتبون لحرب شاملة ضد إيران أو محور المقاومة في الوقت الحالي، وتتعلل إيران هنا بأن كلفة الحرب صعبة على المصالح الأمريكية في المنطقة وكذلك على الاحتلال لنفسه، وان إيران ماضية في قرارها الاستراتيجي تجاه الكيان وهو حرب الاستنزاف.
التعاطي الإيراني مع ما حدث في لبنان، سار في مسارات كثيرة، الأول، كان حريصا على نفي تعرض السفير الإيراني في لبنان أماني مجتبى لأي إصابات خطيرة أو تعرضه للقتل، وكان حريصا على إن يقلل من خطورة ما حدث بالحديث عن إن السفير أصيب إصابات طفيفة وانه في طريقه للتعافي بشكل كامل، وقد كانت إيران حريصة على إثبات هذه الحالة للسفير حتى لا تكون مطالبة بالرد على استهداف سفيرها داخل الأراضي اللبنانية.
كذلك كان الحرس الثوري سريعا في رده على الأنباء التي قالت بأن أحد عناصرها قتل في لبنان، وخرج المتحدث باسم الحرس الثوري ببيان رسمي وقال فيه: “إن بعض التقارير الإعلامية التي تفيد بأن عناصر من الحرس الثوري استشهدوا في لبنان جراء وقوع هجوم إرهابي بواسطة تفجير أجهزة الاستدعاء غير صحيحة”.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن سردار علي محمد نائيني، المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، أنه “خلافا لما تردد في بعض وسائل الإعلام والحسابات الفضائية، لم يستشهد أي من قوات الحرس الثوري في الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع من خلال تفجير أجهزة الاستدعاء في لبنان”، على حد قوله.
بل إن وكالة تسنيم المحسوبة على الحرس الثوري ذهبت في تغطيتها لما بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان بالحديث عن خوف الإسرائيليين في شمال الأراضي المحتلة من العودة إلى أماكنهم بعد تهجير حزب الله لهم جراء القصف المستمر عليهم، وقالت الوكالة في تغطيتها لما حدث: “بعد الجريمة الإرهابية السيبرانية التي ارتكبها الاحتلال في لبنان والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 أشخاص وجرح 3000 شخص، فإن الاحتلال في حالة تأهب ويتوقع أن هجمات حزب الله سوف تتجاوز حيفا هذه المرة، والوصول إلى قلب تل أبيب، خاصة وأن المقاومة اللبنانية أثبتت أن مشاركتها في معركة عاصفة الأقصى هي استراتيجية طويلة الأمد لن تتوقف، ومع تصاعد عدوان العدو يتصاعد رد حزب الله”.
وقالت الوكالة:” إن الجريمة الإرهابية السيبرانية التي ارتكبها الاحتلال بتفجير أجهزة اتصال تسببت بأضرار جسيمة للمدنيين اللبنانيين، تشير إلى أن هذا النظام دخل مرحلة جديدة من الجرائم وتجاوز كل الخطوط الحمراء. إن هذه الجريمة التي ارتكبها نظام الاحتلال تظهر أن السلطات الصهيونية تسعى إلى إشعال حرب في المنطقة بأكملها، وتريد توريط أمريكا في هذه الحرب على أي حال. لأنه بدون الدعم الأميركي لن يستمروا أكثر من بضعة أيام في أي حرب”.
وهي نغمة صحفية معروفة، تلجأ إليها إيران في حال التعامل مع أي “انتصار إسرائيلي” من خلال تضخيم فعل الحرس الإيراني أو الحزب اللبناني، كما لو كان “الخطاب الإعلامي يخاطب أشخاصًا بعيدين عن أرض الواقع”.
في الوقت نفسه، اشتبكت إيران إغاثيًا مع ما حدث في لبنان وقامت بإرسال فريق طبي إلى لبنان لإغاثة المصابين بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة، وقال محمد حسين زرزاده، رئيس منظمة تعبئة المجتمع الطبي في إيران: “بالنظر إلى عدد الجرحى في هذه العملية الإرهابية والحاجة التي نشأت في لبنان، قمنا، في أقل من 24 ساعة بعد الحادث، بإرسال أول مجموعة طبية إلى لبنان بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة لتقديم الإغاثة للجرحى. وكانت هذه المجموعة أساسًا من أطباء العيون بناءً على احتياجات المصابين”.
رواية أخرى تلقفها الإعلام الإيراني حول الأزمة في لبنان، فقد تفاعلت وسائل الإعلام الإيرانية مع ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي قالت في تقرير لها إن البيت الأبيض تواصل مع طهران عبر “قنوات اتصال غير رسمية” للإعلان عن عدم وجود دور للولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي على حزب الله اللبناني.
وقالت الصحيفة الأمريكية: “كان المسؤولون الأمريكيون على اتصال مع إيران يوم الثلاثاء عبر قناة اتصال غير رسمية ليقولوا إن الولايات المتحدة ليس لها دور في الهجوم. ويقولون إن شعور إدارة بايدن في الوقت الحالي هو أن حزب الله اللبناني أصيب بالصدمة ولن يرد عسكريًا على الفور”.
هذه الرواية الأمريكية تفاعل معها الإعلام الإيراني ونظروا إليها باعتبارها “مزاعم” من الإعلام الأمريكي ولا ترقى إلى درجة الصحة وبذلك رفض الإعلام الإيراني التسليم بها.
وفي خضم التفجير الذي حدث في لبنان، طرح تساؤل حول ما إذا كان لدى إيران أجهزة “بيجر” ولماذا لم يتم تصديرها إلى حزب الله، بدلًا من أن يقوم الحزب باستيرادها من دول أخرى ما جعلها عرضة للاختراق الإسرائيلي. وبالعودة إلى السوق الإيرانية، فوجدنا أن إيران تعتمد على تصنيع أجهزة “بيجر” محليًا من خلال شركة كافان سمارت (AHK) والتي تتكون من فريق إلكتروني واتصالات متخصص بدأ العمل في عام 2008 ويتخصص في تصميم وتصنيع أنظمة التحكم اللاسلكية وأنظمة الأجهزة الدقيقة.
وتقول الشركة في التعريف عن نفسها: “من إنجازات هذه الشركة تصميم وبناء أنظمة التحكم الذكية في غرفة المحرك، وأنظمة التحكم الذكية في الحزم، وأنظمة التحكم الذكية في الإضاءة (جميعها في مجال تحسين استهلاك الطاقة في المباني) وأيضًا أنظمة النداء اللاسلكي التي تعد خطوة جديدة في مجال أنظمة الترحيل في البلاد”.
وقالت كذلك الشركة عن نفسها في موقعها الإلكتروني: “جميع منتجات الشركة حاصلة على شهادة براءة اختراع ويتم إنتاجها تحت العلامة التجارية AHK في الدولة، وكلها نتيجة نصف عقد من الجهود المتواصلة والمثابرة لهذه الشركة بفضل الله وعنايته”.
كما قالت: “شركة AHK هي أول وأكبر شركة مصنعة للبيجر في إيران، ولذلك فإننا نعتبر دعم منتجاتنا أحد أكبر واجباتنا، وفريق الدعم لدينا دائمًا في خدمة عملائنا الأعزاء ويضمن أداء المنتجات للعملاء. دعهم يشعرون بالراحة تجاه منتجاتنا، لأن رضا العملاء هو أكبر أصولنا”.
وقالت كذلك: “بالإضافة إلى دعم إنتاج المنتجات ذات الجودة الأفضل، فقد جعلنا ذلك هدفنا الأهم ونحاول إنتاج منتجات يمكنها منافسة العينات الأجنبية وحتى بجودة أفضل، وهو ما حققناه بفضل الله. نحن فخورون أيضًا بأننا خدمنا أكثر من 2500 مجموعة حتى الآن ونحن مصممون على المضي قدمًا نحو أهدافنا بقوة أكبر وجودة أعلى”.
هذا هو تعريف الشركة الإيرانية التي تنتج منتجات “بيجر” المحلية داخل إيران، لكن وفقًا لحجم السوق الإيراني فإن طهران نفسها تواجه أزمة كبيرة تتعلق بحجم الإنتاج الذي تستهلكه سنويًا من أجهزة بيجر، إذ أنها ورغم وجود شركة محلية تقوم بتوفير كميات كبيرة من أجهزة بيجر، إلا أن إيران تضطر إلى الاستيراد كذلك من الخارج لتغطية كافة الاحتياجات التي يحتاجها السوق المحلي وكذلك عناصرها من الأجهزة الأمنية والعسكرية بما فيها الحرس الثوري سواء داخل إيران أو في مناطق الصراع التي تشتبك فيها إيران في المنطقة.
وبالتالي فإن إيران بات لديها تخوف حقيقي من أن تكون أجهزة بيجر التي تستوردها من الخارج، عرضة لأي اختراق إسرائيلي كما حدث في جنوب لبنان، وقد علت أصوات داخل إيران في الآونة الأخيرة بضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة النووية من أجل ردع إسرائيل وذلك ردًا على ما يقوم به الكيان في المنطقة وتجاه محور المقاومة وكذلك تجاه إيران ذاتها، حتى أن كمال خرازي رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، والمحسوب على التيار الإصلاحي، بات من الأصوات الداعية إلى تغيير الاستراتيجية الإيرانية بخصوص فتوى خامنئي حول إنتاج الأسلحة النووية ودعا إلى ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة من أجل ردع إسرائيل.
هذه التحولات داخل إيران تدفع للتساؤل حول، كيف ترى إيران، الرئاسة والتيارات السياسية ما حدث في لبنان وما تأثير ذلك على مساعي الجمهورية الإيرانية في الرد على اغتيال إسماعيل هنية، بالنظر إلى التيار الإصلاحي الذي يدير البلاد الآن، فإن التيار الإصلاحي يعول على أن تفتح أمريكا أبواب التفاوض مع بزشكيان حول العقوبات ومن ثم الملف النووي، ويعول بزشكيان على أن لقاءه بماكرون رئيس فرنسا على هامش الدورة الجديدة للجمعية العمومية للأمم المتحدة خلال أيام وكذلك أمين الاتحاد الأوروبي، أن يكون لذلك تأثير على تهيئة الأجواء بين إيران وأمريكا لبدء التفاوض.
وهذه الرغبة التي يسعى إلى إيجاد مناخ لها، التيار الإصلاحي، هي التي تدفعه إلى الضغط وبقوة على باقي مؤسسات إيران من أجل وقف أو تأجيل الرد على اغتيال إسماعيل هنية وكذلك الاشتباك مع ما حدث في لبنان من استهداف لعناصر حزب الله حتى يتبين له المزاج النهائي للغرب فيما يخص ملف المفاوضات حول الملف النووي. ورغم أن التيار الإصلاحي ينظر إلى الموقف الأمريكي بعين الشك إلا أنه “يمني نفسه” بإقناع أمريكا من خلال وساطات غربية بالدخول في ملف التفاوض.
يضغط بزشكيان من خلف الستار على البرلمان وكذلك الكتل السياسية، وخاصة بعض التيارات داخله مثل تيار قاليباف وجزء من التيار الأصولي، الذين يطمحون في التحالف مع بزشكيان من أجل الحصول على امتيازات سياسية في الفترة المقبلة، لكي يتحالفوا معه في مساره الراغب في الغاء أو على الأقل إرجاء الرد على اغتيال هنية إلى مرحلة بعيدة، وكذلك عدم الاشتباك مع حزب الله في لبنان دعمًا له، حتى يتضح له بشكل نهائي الموقف الأمريكي من التفاوض حول العقوبات الاقتصادية.
أما باقي التيارات السياسية في إيران، فهناك التيار الثوري، الذي يمثله سعيد جليلي، والذي يرفض مسار بزشكيان بالكامل ويرى ضرورة الرد على اغتيال هنية والاشتباك مع حزب الله في لبنان دعمًا له في مواجهة الاحتلال، ولا يثق بالمطلق في أي مسار أو وعد أمريكي أو غربي بخصوص ملف المفاوضات.
وهناك باقي التيار الأصولي الذي يمثله الكثيرون داخل البرلمان ويرفضون مسار بزشكيان كذلك لكنهم يقولون بضرورة منحه الفرصة لكي يرى الشعب الإيراني مدى قدرته على إنجاز أي نجاح في هذا الملف.
لكن في الوقت نفسه يتجسد أمام بزشكيان التجربة السيئة من مفاوضات 2015 وأن أمريكا انسحبت في وقت لاحق بعد ذلك في فترة دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق، ومن ناحية أخرى يريدون إنجاز المفاوضات وحل الأزمات المعقدة مع أمريكا بكلفة سهلة.
أما فيما يتعلق بموقف خامنئي من كل ذلك، فهو يرصد كل هذه الخلافات والتجاذبات وسوف يتدخل في اللحظة الحاسمة إذا ما وجد أن هناك خطرًا وجوديًا على المقاومة في لبنان فإن إيران سوف تتخذ القرار “المؤجل” بالتدخل العسكري الضخم لدعم الحزب والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي بكل قوة في المنطقة بالكامل من خلال كل الفواعل المسلحة المدعومة من جانب إيران كما الحال في العراق وفي اليمن وفي سوريا، وعندها سوف يكون الغلبة في اتخاذ قرار الاشتباك الكامل مع الاحتلال للتيار الثوري الذي يرفض منذ البداية مسار بزشكيان بالكامل.
ويعول الأصوليون على أن “يكشفوا” للجمهور الإيراني موقف بزشكيان الذي يفرط في “ثوابت” السياسة الإيرانية فيما يتعلق بالمقاومة وبالتالي رغم رفضهم مسار بزشكيان الراغب في التفاوض مع الغرب إلا أنهم يريدون أن يمضي الرئيس الإيراني في هذا المسار حتى نهايته لأنهم يدركون أن بزشكيان سيفشل في تحقيق أي شيء وفق قناعتهم وهو ما سيكشفه أمام الجمهور الإيراني ويتسبب في انهيار شعبيته ومعه شعبية الإصلاحيين.
لكن على أي شيء يستند بزشكيان في الضغط لإرجاء الرد على اغتيال هنية وعدم الاشتباك مع ما حدث داخل لبنان؟ الرئيس الإيراني بطبيعة الحال هو رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وهذا أعلى مجلس في إيران يتولى قرارات الحرب من عدمها، وقد تم تشكيل مجلس لحماية ودعم المصالح الوطنية والثورة الإسلامية والسلامة الإقليمية والسيادة الوطنية للبلاد.
ويحدد الدستور مسؤوليات المجلس على النحو التالي:
1- تحديد سياسات الدفاع والأمن القومي للبلاد في إطار السياسات العامة التي يحددها القائد.
2- تنسيق الأنشطة السياسية والمخابراتية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتعلقة بالسياسات العامة للدفاع والأمن القومي.
3- استغلال الموارد المادية والفكرية للبلاد لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
4- ويضع المجلس الأعلى للأمن القومي السياسة النووية للبلاد.
وبالتالي فبزشكيان باعتباره رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي لإيران يرفض ضغوط الأصوليين بالاشتباك مع الداخل الإيراني وكذلك يرفض الإسراع في الرد على اغتيال هنية، متسلحًا بمنصبه الهام في البلاد.
مجمل القول فإن إيران لن تلجأ إلى الاشتباك مع ما يحدث في لبنان لأنها ترى حتى الآن أن ما حدث تجاه الحزب وإن كان قد شوه سمعته أمام الجمهور العربي وكذلك الإسلامي “ليس بالخطير” وأن المقاومة لا تخضع لمحاولات الكيان مهما كانت قوتها، ولن تلجأ إلى الاشتباك الكامل مع الاحتلال إلا في حال وجود خطر وجودي على الحزب في لبنان، وهو ما لم يحدث حتى الآن من وجهة نظر الجمهورية الإيرانية.