ترجمة: يارا حلمي
نشرت صحيفة “هم ميهن” الإيرانية الإصلاحية في يوم الأربعاء 12 مارس/آذار 2025، تقريرا ميدانيا حول تجمع مؤيدي قانون الحجاب أمام البرلمان الإيراني، إضافة إلى استعراض الشارع “للمتشددين”.
أشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن مهري طالبي دارستاني، الناشطة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسؤولة السابقة في هيئة الأمر بالمعروف، والتي تشتهر بمشروع “عيادة علاج السفور”، أعلنت عن الدعوة إلى هذا التجمع عبر منصة إكس: “الثلاثاء 11 مارس/آذار 2025، من الساعة الـ1 ظهرا حتى الساعة الـ4 عصرا”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن التجمع كان غير قانوني وفقا للنهج السائد في البلاد بشأن التجمعات، فإن المشاركين حضروا؛ للمطالبة بإبلاغ قانون تم إيقافه بأمر من أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي. وكانت رسالتهم تتمثل في التساؤل عن سبب إعلان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه لن ينفذ هذا القانون ولن يقف في مواجهة الشعب؟
وتابع التقرير أن خطاب المحتجين كان موجها أيضا إلى محمد باقر قاليباف (رئيس البرلمان الإيراني)، متسائلين عن سبب تهربه من إبلاغ هذا القانون بعد أن امتنع رئيس الجمهورية عن ذلك. وفي هذا التجمع، حضر عدد من النواب بين المحتجين وألقوا خطابات، من بينهم مرتضى آقاتهراني رئيس لجنة الثقافة، ومحمدتقي نقدعلي ممثل مدينة خمينيشهر (تقع في أصفهان)، وعلي شيرينزاد ممثل مدينة كرج (تقع في محافظة البرز)، وأحمد راستينه ممثل مدينة شهركرد (تقع في محافظة جهارمحال وبختياري)، وزهرهسادات لاجوردي ممثلة طهران.
وأضافت الصحيفة أن محمدصادق كوشكي، إحدى الشخصيات البارزة في التيار اليميني، كان من المتحدثين في هذا التجمع. وفقا لما قيل خلال التجمع أو ما كُتب على اللافتات، فإن هذه الحشود التي ضمت عدة مئات من الأشخاص جاؤوا من مدن طهران، ومشهد، وإيلام، وبوشهر، وأصفهان، وقم، ورشت، وأراك، وتبريز، وقزوين للمشاركة في هذا التجمع أمام مجلس الشورى. وفي أثناء انعقاد التجمع، تم تعليق عريضة على جدار المجلس تطالب بإبلاغ قانون الحجاب.
قانوني أم غير قانوني؟
وفي ما يتعلق بالجوانب القانونية، قال حسين خوشاقبال، حاكم طهران، بشأن التجمع أمام مجلس الشورى: “وفقا للقانون، يجب أن تتم جميع التجمعات في الأماكن العامة بناءً على طلب الجهات المعنية وبعد استيفاء الإجراءات الإدارية المحددة. لكن للأسف، ورغم التحذيرات، أقدم هؤلاء المتجمعون على التجمع والاعتصام دون الحصول على تصريح، مما يجعل هذا الفعل غير قانوني”.
وأضاف: “لا يمكن السماح لمجموعة من الأشخاص بالتجمع في أي وقت وأي مكان دون الحصول على تصريح قانوني، فهذا العمل يخلّ بالنظام الاجتماعي؛ ولا يمكن قبول مثل هذا المعيار المزدوج”.
جبهة الإصلاحات تطالب بالحصول على تصريح للتجمع
وفي رد على هذا التجمع، كتبت آذر منصوري، الناشطة السياسية ورئيسة جبهة الإصلاحات (تحالف سياسي يضم الأحزاب والشخصيات الإصلاحية)، على “إكس”: “دعما لموقف الرئيس الشعبي بزشكيان، ورفضا لما يسمى بالقانون المليء بالإشكالات المعروف باسم الحجاب، نحن أيضا نريد تنظيم تجمع. هل لدينا هذا الحق أيضا؟”. هذا الطلب تم طرحه سابقا دعما لرفع الفلترة، وكذلك بخصوص موضوع الحجاب. وقد أصبحت ازدواجية المعايير في مسألة حق التجمع ومنح الترخيص من قبل وزارة الداخلية محل اهتمام متزايد في الأشهر الأخيرة.
وكان قد صدر في 13 فبراير/شباط 2025، نداء لتنظيم تجمع سلمي أمام بوابة جامعة طهران؛ احتجاجا على استمرار مشروع الإقامة الجبرية، لكن الوجود الكثيف للقوات الأمنية والشرطية، إلى جانب اعتقال عدد من الداعين إلى التجمع والحاضرين في المكان، منع تشكيل أي تجمع.
في بهارستان
وذكرت الصحيفة أنه بعد الساعة الـ11 صباحا، بدأت أولى الصور لوصول المعترضين إلى الساحة المقابلة لمجلس الشورى تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي. يقول مراسل الصحيفة: “نحو الساعة الـ12:30، وصلتُ أيضا إلى بهارستان واقتربتُ من المجلس، حيث لم يكن الحشد كبيرا في البداية، وكان هناك عدد متفرق من الأشخاص”.
وكان لافتا وجود قوات الشرطة على طول الممر المقابل للمجلس، حيث تمركزت قوات وحدة الإغاثة مرتديةً سترات خضراء فسفورية على مسافات محددة، بدءا من مستشفى شفاءیحیائیان (مستشفى تعليمي وعلاجي يقع في طهران) وحتى قرب المنعطف الأخير لشارع مجاهدين إسلام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الساعة الـ1 ظهرا، بدأ صوت مكبرات الصوت على ظهر سيارة البيكان يصدح، ويبدأ المداح في ترديد الأناشيد. كانت الحشود تتزايد قادمة من جهة ميدان بهارستان، وكانوا يأتون في مجموعات، حيث يتقدم الرجال في العادة، ويتبعهم النساء من الخلف. وكان المنظمون يدعون البعض للانضمام إلى السلسلة البشرية بدلا من التوجه إلى موقع التجمع، لافتة إلى طريقة دخولهم الجماعي.
في هذا السياق، أفادت الصحيفة بأن مهري طالبي دارستاني، الوجه الرئيسي لتنظيم هذه التجمعات، أمسكت بالميكروفون وقرأت نصا من هاتفها المحمول قائلة: “أمام أعين الشهداء والصالحين والأنبياء المترقبة في هذا الشهر المبارك، نتوب عن تقصيرنا في الحفاظ على إنجازاتهم”.
ماذا قال المتحدثون؟
أشار التقرير، إلى أن التجمع استمر قرابة 3 ساعات، وكان معظم الوقت مخصصا لإلقاء الخطابات، إضافة إلى ترديد الشعارات في الأوقات التي يتم فيها تبادل الأدوار بين المتحدثين. وكان بعضهم من الناشطين في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بينما ألقى النائبان ومحمد صادق كوشكي (كاتب إيراني بارز) كلمتيهما. في ما يلي، أبرز ما ورد في هذه الخطابات:
- مرتضى آقاتهراني، نائب طهران ورئيس لجنة الثقافة في مجلس الشورى، قال: “وجودكم وطلبكم المحترم يوضح لنا أنه [في سبيل تنفيذ قانون الحجاب] لن تكون هناك أي مشكلة، وأن شعبنا يريد الحجاب، القانون الموجود حاليا هو قانون كشف الحجاب والعري. 209 نواب وقعوا عليه، حتى النائبة التي كانت زرادشتية، كما وقع عليه النواب اليهود والأرمن، السياسيون من مختلف التوجهات وقعوا عليه تقريبا جميعهم، لا يوجد أحد يعارضه”.
- محمدتقي نقدعلي، نائب مدينة خمينيشهر (تقع في أصفهان)، قال في جزء من حديثه: “قانون دعم الأسرة من خلال الحجاب هو مصادقة من البرلمان، لقد اجتاز جميع مراحله، وتردد مرارا بين البرلمان، واللجنة، ومجلس صيانة الدستور، ومجمع تشخيص مصلحة النظام، وتمت مراجعة جميع أبعاده. أولئك الذين يكتبون تغريدات أو يجرون مقابلات ويقولون إن تنفيذ قانون الحجاب مواجهة مع الشعب”.
- محمدصادق كوشكي، أحد المتحدثين، ألقى خطابا حادا ضد مسعود بزشكيان، وقال: “السيد رئيس الجمهورية يقول إن الشعب يعارض تنفيذ هذا القانون، افتح عينيك، وسوف تجد أن ممثل الزرادشتيين موافق على هذا القانون”.