كتبت-أروى أحمد
بحسب موقع همه مهين، يوم السبت 17 أغسطس/ آب 2024، التابع للتيار الإصلاحي، هناك تقارير تفيد بأن إيران قد غيرت خطتها التي وضعتها للرد على اغتيال هنية، وقدمت أولوية وقف إطلاق النار في غزة على الانتقام.
وذكر التقرير أنه عقدت يوم الخميس 15 أغسطس/آب 2024، جولة جديدة من المفاوضات بالعاصمة القطرية الدوحة؛ لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة.
وبحسب وكالة فارس للأنباء، قال مستشار مكتب نتنياهو، ديميتري جندلمان، لوكالة تاس الروسية للأنباء، إنه من المتوقع أن يقود رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، الوفد الإسرائيلي.
وأفاد تقرير الوكالة بأن اليوم هو اليوم السادس عشر الذي مر على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ويتابع رؤساء دول العالم التطورات هذه الأيام بقلق، ولكل دولة من هذه الدول دور في تطورات الأحداث بالشرق الأوسط؛ لأنه لا أحد يعرف حتى الآن ماذا سيكون رد إيران، وهل سيؤدي هذا الرد إلى حدوث حرب إقليمية واسعة النطاق أم لا. وهناك تحليل آخر مفاده أن إيران حتى وإن لم تكن تنتظر تحديد نتيجة وقف إطلاق النار، فإنها تستخدم حالياً وسائل التخويف والضغط النفسي على إسرائيل.
وأضاف أن إيران لا تستهدف عادةً المناطق السكنية في الحروب والعمليات العسكرية. ربما لهذا السبب، يمكننا أن نحلل أن القلق الموجود لدى حكومة وأجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي بسبب توقعهم حدوث هجوم إيراني وهم مستعدون للتعامل معه، لكن كثيراً من سكان الأراضي المحتلة غير مستعدين.
وهذا لا يعني أن إسرائيل خائفة؛ لأن جرائمهم في غزة استمرت وبعنف خلال هذه الأيام الستة عشرة؛ وهي مستمرة في استهداف المدنيين، كذلك لم تتوقف عمليات اغتيال قوات حزب الله والمقاومة الفلسطينية. لكن أخيراً، جزء من قواتهم الأمنية والعسكرية ينخرط حالياً في وضع التوتر المتزايد مع إيران ومنع الهجوم المحتمل من قبل طهران.
ويخشى قادة الدول الغربية من أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل وترفع حدة التوتر في المنطقة إلى مستوى أعلى قبل اختتام هذه الجولة من المفاوضات. وسبق أن أعلنت حماس أنها لن تشارك في هذه المفاوضات؛ لأن رئيس وزراء إسرائيل يضع شروطاً جديدة في كل مرة.
وزعمت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نقلاً عن مصادر مطلعة، أن يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعث برسالة إلى مصر وقطر، مفادها أنه إذا توقفت العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن حماس وفريق التفاوض سيشاركون في مفاوضات وقف إطلاق النار.
لكن في اليومين الماضيين ظهرت فرضية، مفادها أن إيران لن ترد على اغتيال هنية مقابل وقف إطلاق النار في غزة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار، قولهم إنه “إذا تم وقف إطلاق النار في غزة وانتهت الحرب، فإنهم سيصرفون نظرهم عن الرد على اغتيال هنية”، وخلال الحرب على غزة قتل نحو 40 ألف مدني.
ادعاء وكالة رويترز للأنباء
نقلت وكالة رويترز للأنباء تقريراً حصرياً عن نية إيران الامتناع عن مهاجمة إسرائيل مقابل وقف إطلاق النار في غزة. وبحسب موقع “عصر إيران”، زعمت رويترز نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار لم تذكر أسماءهم، أن “اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الناتج عن المفاوضات المتوقع إجراؤها هذا الأسبوع فقط هو الذي سيمنع إيران من الانتقام المباشر من إسرائيل لاغتيال إسماعيل هنية”.
وجاء في جزء آخر من هذا التقرير: “تعهدت إيران بأن ترد رداً جدياً على اغتيال هنية الذي وقع خلال زيارته لطهران نهاية الشهر الماضي، وحمّلت إسرائيل مسؤولية هذا الحادث، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تورطها في عملية الاغتيال”. وأضاف: “إن البحرية الأمريكية نشرت سفناً حربية وغواصة لتعزيز دفاعات إسرائيل في الشرق الأوسط”.
وبحسب رويترز، “قال مسؤول أمني إيراني كبير إن إيران، إلى جانب حلفائها مثل حزب الله، ستشن هجوماً مباشراً على إسرائيل إذا فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أو إذا رأت أن إسرائيل تؤجل المفاوضات”. ولم تحدد هذه المصادر المدة التي ستسمح فيها إيران بالمضي قدماً نحو المفاوضات قبل الرد عسكرياً بشكل مباشر على إسرائيل. وبحسب هذه المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، ومع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد اغتيال هنية وفؤاد شكر، القائد الأعلى لحزب الله، انخرطت إيران في مناقشات مع الدول الغربية والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة حول سبل الانتقام.
بايدن يأمل التوصل لاتفاق
أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 13 أغسطس /آب 2024، عما إذا كان يتوقع أن تمتنع إيران عن هجومها الانتقامي على إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال: “هذا هو توقعي. وسنرى ماذا ستفعل إيران. سنرى ما سيحدث”، كما أعرب عن قلقه إزاء هذا الهجوم وتبعاته بأنه سيؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وعلق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بت رايدر، الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، على رد فعل إيران بحسب تقرير نشرته صحيفة الشرق، قال رايدر للصحفيين: “ليس من المفترض توقع التاريخ والوقت الذي ستنفذ فيه إيران هجوماً أو سينفذ أحد وكلائها هجوماً. لقد كانت التصريحات العلنية للإيرانيين واضحة للغاية، لذا يجب أن نأخذها على محمل الجد. لكن تركيزنا ينصب على منع تصعيد التوترات ومحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.
بدلاً من الانتقام، فإنّ وقف إطلاق النار لصالح الفلسطينيين
قال قاسم محب علي، دبلوماسي إيراني سابق، متحدثاً عن سيناريو وقف إطلاق النار بدلاً من الانتقام: “هذه القضية ستنتهي لصالح الفلسطينيين. ستنتهي الحرب في غزة وسيزول خطر الحرب عن المنطقة، إن مسألة ما إذا كان لإيران الحق في الرد هي مسألة، ومتى تستخدم حقها في الرد هي مسألة أخرى. وإذا صح هذا الادعاء فإن المنطقة بأكملها ستستفيد منه، خاصة فلسطين ولبنان. “أعتقد أنه إذا تم اقتراح هذا السيناريو، فإنه سيتم الترحيب به من قبل الأطراف المختلفة”.
وأماعن تأثير هذا القرار على صورة إيران الإقليمية والدولية، فأشار إلى أنه “بالتأكيد له تأثير إيجابي. الجميع الآن قلقون بشأن بدء الحرب ومقتل مزيد من الناس في غزة. إن الحالة اللاإنسانية الموجودة في قطاع غزة ونقص الماء والدواء والغذاء الذي يعانون منه هو الدافع لإنهاء هذا الوضع. كما يشعر اللبنانيون أيضاً بالقلق من اندلاع صراع مباشر واسع النطاق”.
وتابع: “أعتقد أن المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا والعراق ومصر ودول الخليج العربي لا تريد بدء هذه الحرب وترحب بالسلام؛ لأننا جميعاً سنعاني في حالة اندلاع الحرب. حتى إن استمرار هذه الأزمة الحالية يضر بنا. وإذا صح هذا الافتراض فإن دول المنطقة سترحب به أكثر من إيران التي سامحت في حقها، من أجل مصالح المنطقة ومنعاً لاندلاع حرب”.
لا يوجد بلد يريد الحرب
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط حسن هاني زاده، لموقع هم مهين: “إن إسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية متخوفة من الرد الإيراني الساحق على اغتيال إسماعيل هنية. ولهذا السبب، تزايدت الضغوط على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار. تحليل الدول الغربية هو أنه إذا أرادت إيران الرد على إسرائيل، فلن يقتصر هذا الرد على طهران. ويعتقدون أن رجال المقاومة من اليمن إلى لبنان والعراق وسوريا قد يهاجمون إسرائيل في وقت واحد، وسيواجه هذا النظام الصهيوني خمس جبهات. وإذا لم تدمر هذه الجبهة إسرائيل، فإنها ستؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة، وستؤدي إلى حرب واسعة النطاق”.
وأضاف أن “وجهة نظر قيادة الدول الغربية هي أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم أولاً، ولو تكتيكياً ومؤقتاً، بحيث إذا اشتعلت الجبهة من جهة إيران، فإن الجبهة الداخلية في غزة على الأقل ستكون هادئة، وأعتقد أن إيران ستقدم الرد اللازم لإسرائيل في الوقت والمكان المناسبين. أما حالياً، فهناك كثير من الضغوط والرسائل”.
وأكد أن الأمريكيين قاموا بتوجيه عدة رسائل ومغريات لإيران حتى لا ترد، لأن المنطقة لا تتحمل حرباً واسعة النطاق. وقد أصر ماكرون على إزالة مسألة مهاجمة إسرائيل من جدول الأعمال، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس، كما أن رئيس الوزراء البريطاني وشخصيات إقليمية مثل ملك وولي عهد السعودية وملك الأردن وحتى الرئيس المصري أرسلوا رسائل يطالبون إيران بالامتناع عن الرد على إسرائيل؛ لأن كل دول المنطقة ستعاني من الحرب بين إيران وإسرائيل والمقاومة. لذلك، الجميع يحاول تهدئة إيران. لكن إسرائيل انتهكت السيادة الوطنية الإيرانية، وأعتقد أنه سيتم الرد المناسب في الوقت والمكان المناسبين.