رسالة طهران-زاد إيران
تابع “زاد إيران” من طهران، مساء الإثنين 24 يونيو/حزيران 2024، وقائع المناظرة الرابعة وقبل الأخيرة للمرشحين الستة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي ستجرى الجمعة 28 يونيو/حزيران 2024.
وقد تم اختصار وقت المناظرة، التي كانت تحت عنوان “إيران في عالم اليوم”. ورغم ذلك فقد استمرت ما يقارب ثلاث ساعات ونصف الساعة، وتضمنت مناظرة الليلة سؤالين من الخبراء، وكان أمام كل مرشح 5 دقائق للإجابة بدلاً من 4 دقائق، كما تمت إزالة الفاصل القصير بين البرامج.
في البداية قال المرشح محمد باقر قاليباف: “إننا سنتابع المفاوضات حتماً كما فعل الرئيس إبراهيم رئيسي، وسوف نسعى إلى أي اتفاق يوفر فوائد اقتصادية للبلاد”، مضیفاً أن “سياستنا الخارجية والداخلية ستكون مرتبطة مع بعضها البعض، ونحن بحاجة إلى إجماع وطني”.
وفي إشارة إلى مسألة العقوبات المفروضة على طهران، أكد قاليباف قدرة دول البريكس ومنظمة شنغهاي على التعاون معاً لتحييد العقوبات، وقال: “لدينا فرص كبيرة في أوراسيا وشنغهاي وبريكس… نحن محرومون من دخل ضخم في مجال النقل الجوي، لكن يمكن تعويض ذلك خلال عام، وسننشئ عاصمتنا الاقتصادية الثانية في تشابهار”.
وحول إحياء الاتفاق النووي وانتهاكه من قبل الغرب، أضاف: “إذا تم تحرير مبيعاتنا من النفط، فيمكننا إعادة تنفيذ البروتوكول الإضافي؛ وإذا رفعوا القيود عن موانئنا وتأميننا وبنكنا المركزي، فسنعود إلى جميع التزاماتنا”.
وصرح قاليباف بأن “قاسم سليماني قدوة لنا في قضايا مثل رفع وتحييد العقوبات، والقوة الإقليمية والفرص والتهديدات”.
في سياق متصل، جدد المرشح مسعود بزشكيان في تصريحاته خلال المناظرة، التزامه بالسياسات التي وضعها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وكذلك أشاد بدور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في متابعة ملف الاتفاق النووي، قائلاً: “نحن بحاجة إلى التصرف بشكل عادل. إذا أردنا حل المشاكل الدولية والاقتصادية، فيجب علينا إرضاء الرأي العام بالإجماع. يجب علينا حل مشكلة العقوبات ومسألة مجموعة العمل المالي”.
وتابع: “أولئك الذين يقولون إن الاتفاق النووي ليس جيداً، عليهم أن يخبروني بما إذا كان لديهم حل آخر. أعتقد أن الاتفاق النووي له مميزاته وعيوبه، لكنني لا أوافق على إشعال النار فيه”.
وبدوره، قال المرشح الثالث علي رضا زاكاني إن العالم بدأ يتغير، ولا تستطيع إيران تحقيق موقع قوة مناسب في المنطقة والعالم بنماذج وأساليب قديمة، وشدد على أهمية هجوم إيران على كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ضد إسرائيل.
وأشار زاكاني إلى أن ما حدث في “عملية الوعد الصادق” و”طوفان الأقصى” غيّر معادلات المنطقة، مضیفاً: “يجب أن نستخدم طاقتنا بالكامل، وبدلاً من الاعتماد على الآخرين، علينا أن نجعل الآخرين يعتمدون علينا”.
وتابع: “يجب أن ننتقد الاتفاق النووي، لأنه لم يحل أي مشكلة للبلاد، بينما تمكنت حكومة رئيسي من زيادة مبيعات النفط للبلاد بمقدار 7.5 مرات دون الاعتماد على الاتفاق النووي. وعلى الرغم من العقوبات، فقد وقعنا مذكرة تفاهم بقيمة 13 مليار يورو واتفاقية بقيمة 2 مليار يورو مع الصين”.
من جانبه، تحدث المرشح المحافظ سعيد جليلي في المناظرة عن الفرص الكبيرة التي تتيحها مسألة السياسة الخارجية قائلاً: “نحن بحاجة إلى النظر إلى العالم كله… على رئيس الجمهورية أن يفهم المشاكل جيداً، وألا يتخذ قراراته بناءً على الكلام الذي يلقنه الآخرون.
وعلى الرئيس أن يعرف ما يريد فعله”. وشدد جليلي على أنه “يجب أن نهتم بالقواسم المشتركة بيننا والفرص في علاقاتنا مع دول العالم، وإحد أهم هذه الفرص هي السياسة الخارجية”.
وأضاف: “هناك العديد من الدول في العالم التي لديها مجالات عمل مشتركة معنا، خاصة في مجال الاقتصاد. يجب أن يكون لدينا الحد الأقصى من العلاقات الاقتصادية مع جيراننا. ولا ينبغي لنا أن نتجاهل البلدان القادرة على خلق الفرص لنا، من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا”.
وبدوره، شدد المرشح مصطفى بور محمدي على تأثير تعزيز السياسة الداخلية على السياسة الخارجية، قائلاً إن “السياسة الخارجية امتداد للسياسة الداخلية، وإذا كنا أقوياء محلياً، فيمكننا تحقيق وترسيخ أهدافنا على المستوى الدولي. السياسة الخارجية تتماشى مع السياسة الداخلية. إذا كنا أقوياء في الداخل، يمكننا أن نحقق أهدافنا ونثبتها على الساحة الدولية”.
وأضاف: “إحدى القضايا المهمة في مجال الدبلوماسية هي الدبلوماسية الاقتصادية. ولحسن الحظ، أحرزت الاتفاقيات الإقليمية تقدماً جيداً في ظل حكومة رئيسي”.
وجاء دور المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي في المناظرة، حيث قال: “سياسة إيران كانت دائماً هي إحلال السلام ومنع التدخل الأجنبي”.
كما انتقد سياسات حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني وقال: “في نهاية حكومة روحاني، لم يكن وضعنا جيداً، حيث كانت البحرين وجيبوتي قد قطعتا علاقاتهما معنا”.
وفي المقابل أشاد بدور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في تحسين أوضاع السياسة الخارجية لإيران،
وقال: “تم إطلاق سراح السيد نوري والسيد أسدي وفقاً للسياسة الخارجية لحكومة رئيسي”. وأكد: “لقد أظهر رئيسي وأمير عبد اللهيان أنهما أتقنا التفاوض. تحسنت العلاقات مع السعودية في هذه الحكومة. وتم حل بعض خلافاتنا مع مصر، وتم التوصل إلى بعض الاتفاقيات التشغيلية مع الهند وروسيا والصين، كما تم انضمام البلاد إلى البريكس وشنغهاي”.