كتبت: شروق طه
في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السينمائية الإيرانية، تم اختيار فيلم “في أحضان الشجرة” لتمثيل السينما الإيرانية في المنافسة على جوائز الأوسكار لعام 2025، وتم استبعاد فيلم “روكسانا” رغم ما حصده من جوائز دولية سابقا والذي كان يُتوقع أن يكون الخيار الرئيسي، مما أثار تساؤلات حول العدالة في عملية الاختيار والضغوطات المحيطة بصناعة السينما في إيران.
بعد 10 أيام من مراجعة ومشاهدة الأفلام المؤهلة من قبل لجنة اختيار الفيلم الذي يقوم بتمثيل السينما الإيرانية لجائزة الأوسكار، تم اختيار فيلم “في أحضان الشجرة” للمخرج بابك خواجه باشا كممثل لإيران في الأوسكار لعام 2025، يأتي ذلك في الوقت الذي كان فيه فيلم “روكسانا” للمخرج برويز شهبازي، والذي فاز فيه ياسنا ميرتاهماسب على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم في مهرجان طوكيو السينمائي العام الماضي، وكان يُتوقع أن يكون هذا الفيلم هو الخيار الرئيسي للترشيح للأوسكار، حسب ما نشرته صحيفة “شرق” يوم السبت 21 سبتمبر/أيلول 2024
لماذا لم يتم اختيار فيلم “روكسانا”؟
تجاهُل فيلم “روكسانا” للمخرج برويز شهبازي كان أحد الأسئلة الرئيسية التي أثارها الوسط السينمائي الإيراني في الساعات القليلة الماضية، وتفاعلا مع تردد تلك الأسئلة قام فريدون جيراني، المخرج السينمائي وأحد أعضاء لجنة اختيار الفيلم الإيراني المرشح للأوسكار، بتوجيه رسالة إلى المخرج برويز شهبازي، حيث كتب شهبازي على صفحته بمنصة x: “روكسانا كان فيلما مؤثرا ومليئا بالحزن؛ وكان واحدا من أفضل أفلامك، كان فيلما يمكن من خلاله رؤية المجتمع اليوم؛ ورؤية أزمات المجتمع والتعاطف مع الأشخاص الذين وقعوا في هذه الأزمات، أنا سعيد؛ لأن مفكرا مثلك ينتمي إلى جيل لا يزال لديه (خطاب) ولديه ما يقوله وسينماه تحمل طابعا خاصا، أنا آسف..”.
لكن كلمات فريدون جيراني لم تجب عن أسئلة السينمائيين الإيرانيين، بل زادت من الغموض حول سبب عدم اختيار هذا الفيلم.
بعد ساعات قليلة من رسالته، قالت شبنم مقدمي، المتحدثة باسم لجنة اختيار الفيلم الممثل لإيران في الأوسكار ، لوكالة إيسنا: “لقد قامت لجنة الاختيار بمراجعة جميع الأعمال المؤهلة للمشاركة في هذه المسابقة، وبعض الأعمال مثل أفلام (روكسانا)، (فطور مع الزرافات) و(صيف نفس العام)، لم تُؤخذ في الاعتبار بسبب عدم تحقيق الحد الأدنى من العرض التجاري في الوقت المحدد للأوسكار، وقام أعضاء لجنة الاختيار، بالالتزام الكامل بمبادئ الأخلاقيات المهنية ودون تأثير من الشائعات الافتراضية والتكهنات الإعلامية، بمراجعة وتقييم الأفلام المؤهلة قانونيا، وتم اختيار فيلم (في أحضان الشجرة) بأغلبية مطلقة من أصوات الأعضاء في عملية التصويت النهائية”.
ومع ذلك، نشر فريدون جيراني، عضو لجنة اختيار الفيلم الإيراني للأوسكار، نصا آخر بعد رسالته إلى برويز شهبازي، مخرج فيلم “روكسانا” وكتب على صفحته بمنصة X: “مرحبا، خطاب آخر أنا آسف مرة أخرى، لا أريد أن تخلق رسالتي إلى السيد شهبازي انطباعا بأن اختيار الفيلم الذي يحظى باحترام كبير (في أحضان الشجرة) للأوسكار اختيار حكومي، ليس الأمر كذلك، وما ذكرته السيدة شبنم مقدمي، صحيح جدا”.
وأضاف مستدركاً: “لكن أسفي في نهاية تلك الرسالة كان لأنني كنت أعتقد أن (روكسانا) هو أفضل اختيار للأوسكار، ومنذ اليوم الأول كنت أؤكد هذا الرأي، لكني آسف لأن الأصدقاء الآخرين لم يتشاركوا في هذا الرأي”.
انتقادات للاختيار الرسمي لفيلم “في أحضان الشجرة” لتمثيل إيران في الأوسكار
قالت الناقدة السينمائية الإيرانية أنتونيا شركا، في حوار مع صحيفة “شرق” الإيرانية حول عدم اختيار فيلم “روكسانا”: “بالنظر إلى الظروف الحالية للسينما الإيرانية، أعتقد أن السينما لدينا تنقسم إلى جزأين، فبعض الأفلام لن تتمكن أبدا من العرض في إيران، ومن الطبيعي أن تتعرض هذه الأفلام للظلم.
وردود الفعل في الساعات القليلة الماضية حول الفيلم المختار للتقديم إلى الأوسكار تظهر أنه في النهاية، أن فيلما حكوميا لديه فرص أكبر للاختيار في مثل هذه الأجواء، بغض النظر عما إذا كنا نحب فيلم (في أحضان الشجرة) أم لا، يجب أن نقبل أنه لا توجد منافسة عادلة، ومن المؤكد أن هناك أفلاما تم تجاهلها في هذا السياق”.
كما قالت الهه نوبخت، المنتجة والموزعة الدولية، لصحيفة “شرق” ردا على سؤال حول ما إذا كان الاختيار النهائي يستحق التقديم إلى أكاديمية الأوسكار: “الإجابة واضحة؛ إنه أسوأ اختيار ممكن، فيلم بلا أي نجاح دولي حتى الآن، الأمر مؤسف، وبالتأكيد كان متوقعا، ونأمل أن تعالج أوضاع السينما الإيرانية التي تُعرف في جميع أنحاء العالم، والتي أصبحت اليوم محاصرة بهذا الشكل”.