كتب: محمد علي
حسب تقرير نشرته وكالة شرق الإخبارية الإيرانية الجمعة 30 أغسطس/آب، فقد أعلن إبراهيم أنصاري، المدعي العام لمحافظة لاهيجان الإيرانية، عن وفاة الشاب محمد ميرموسوي، 36 عامًا، وذلك أثناء احتجازه بمركز الشرطة بالمحافظة بعد إلقاء القبض عليه يوم السبت 24 أغسطس/آب إثر شجار ومنازعات قامت بينه وبين بعض سكان المنطقة القاطن بها.
كذلك أعلن أنصاري عن اعتقال خمسة من أفراد الشرطة بالمحافظة للتحقيق معهم على خلفية تلك القضية، وصرح “يتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة من قبل الطب الشرعي لمعرفة السبب الدقيق للوفاة،” وأضاف “حضرت الجهات القضائية بالمحافظة على الفور إلى الموقع عقب الحادثة وأدرجت التحقيق في الموضوع ضمن جدول أعمالها وتم إجراء التحقيقات اللازمة فيما يتعلق بانتهاك حقوق المواطنين من الجهات المعنية، كذلك فإن لجنة حقوق المواطنين في محافظة جيلان قد توجهت إلى لاهيجان لتباشر عملها في القضية”.
وحسب ما نقلته وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية الخميس 29 أغسطس/آب، نقلاً عن وكالة أنباء فارس، فقد انتشر فيديو حول وفاة أحد المتهمين في حجز مدينة لاهيجان الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهر الفيديو جثة لشخص في مغسلة الموتى في مدينة لنجرود، والتي كان عليها آثار كدمات في منطقة الكتف والظهر. ومن جهة أخرى، ادعى مصدر مقرب من شرطة جيلان أن آثار الضرب والكدمات التي ظهرت في الفيديو قد تكون ناتجة عن هذا الشجار الذي أسفر عن القبض عليه. ومع ذلك، تشير تصريحات وشواهد أخرى إلى أن المتهم ربما تعرض للضرب أثناء فترة اعتقاله.
وجدير بالذكر أن مركز الاحتجاز هو مكان يُحتجز فيه المتهمون، لمدة لا تزيد عن 24 ساعة كحد أقصى، حسب قرار السلطة القضائية وفقًا للقانون وبناءً على تقرير خطي من الجهات القانونية المختصة حتى يتم عرضهم على السلطة القضائية.
وفي أول تعليق من عائلة محمد ميرموسوي قال أحد أقاربه مشيراً إلى شدة الألم النفسي لوالديه: “أكد والد الفقيد اليوم مرة أخرى على متابعة القضية قانونياً”.
وأضاف “إن مسار حياة عائلة الفقيد واضح، ونأمل أن يتم تحديد وضع القضية في أسرع وقت ممكن لتخفيف آلام العائلة”.
وقد دفن جثمان محمد ميرموسوي صباح يوم الخميس 29 أغسطس/آب في مقبرة قرية باركوسرا الواقعة على الحدود بين لاهيجان ولنجرود.
ردود الأفعال الحكومية على حادثة لاهيحان:
حسب تقرير نشرته وكالة أنباء خبر أونلاين الإخبارية الإيرانية الخميس 29 أغسطس/آب، فقد أعلن إلياس حضرتي، رئيس المجلس الإعلامي التابع للحكومة، أن مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، قد أصدر تعليماته لوزير الداخلية بتشكيل لجنة وإيفادها إلى لاهيجان للتحقيق في جميع جوانب الحادث، وتقديم تقرير ونتائج التحقيق إلى مجلس الوزراء في أسرع وقت ممكن.
ووفقًا لتقرير نشره موقع اقتصاد نيوز، الإخباري الإيراني، فقد أصدر المركز الإعلامي التابع لقيادة قوات الشرطة الإيرانية بيانًا بشأن حادثة وفاة الشاب محمد ميرموسوي نشر فيه تقريرًا عن مسار وقوع الحادث بناءً على تقرير الفريق الخاص للتفتيش العام لقوات الشرطة الذي كان متواجداً في موقع الحادث.
وبحسب ما نقلته وكالة اقتصاد نيوز نقلاً عن وكالة ايرنا الإخبارية فقد جاء في هذا البيان: “في يوم الخميس الموافق 22 من شهر يوليو/ تموز الماضي، تلقى مركز الشرطة المحلي بقرية ناصر كياده التابعة لمدينة لاهيجان ثلاث اتصالات متتالية عن وقوع شجار ونزاع، حيث قام الأشخاص في الشجار بالتعدي بالضرب على بعضهم بعضًا، وبحسب أقوال المبلغين عن الحادث، فقد كان السيد محمد ميرموسوي هو مصدر النزاع، وقد تعرضت سيارته للتدمير الكامل كما تظهر الصور التي التقطت من موقع الحادث، وأضرمت فيها النيران مما تسبب في خوف ورعب بين سكان المنطقة، فقامت الشرطة باعتقال جميع المتورطين في الحادث، بمن فيهم ميرموسوي، وفقًا لواجبها الطبيعي والقانوني.”
وأضاف البيان: “بدأ المتوفى في مركز الشرطة باستخدام ألفاظ نابية، ورفض تنفيذ أوامر رجال الشرطة، واشتبك مع العناصر الأمنية، واستمر هذا الأمر حتى وصوله إلى مركز الاحتجاز. وبسبب التوتر الناجم عن الاحتكاك الذي حدث بين ميرموسوي والعناصر الأمنية، وعدم القدرة على السيطرة على مشاعر الغضب من قبل بعض الموظفين فقد وقع الحادث المؤدي لوفاته.” وأكد البيان على”إن السلوك الذي صدر عن بعض العناصر الأمنية يتعارض مع النهج المهني للشرطة، ولا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، ولذلك تم إحالة هؤلاء الأفراد إلى السلطة القضائية.”
ويشير البيان إلى أن السيد ميرموسوي كان لديه سجل سابق من العنف والمشاجرات، ففي العام 2020 حكم عليه بالسجن لمدة 9 أشهر في قضية مقاومة السلطات على أثر اشتباكه مع أفراد الشرطة خلال اعتقاله في قضية أخرى.
وأضاف البيان: “بالأمس، الخميس 29 أغسطس/ آب، حضر السيد مهدي معصوم بيجي، رئيس وحدة التفتيش العامة لقوات الشرطة، إلى الموقع، وبناءً على تقارير المفتشين، وبأوامر مباشرة من العميد أحمد رضا رادان، القائد العام لقوات الشرطة الإيرانية، قام بإقالة قائد المركز وتعليق باقي العناصر المتورطة عن الخدمة، كما سيتم تنفيذ العقوبات التأديبية المناسبة في حال تأكيد التهاون أو عدم الانتباه من قبل مسؤولين آخرين.”
وفي نهاية البيان، قدم مركز الإعلام التابع لقيادة قوات الشرطة تعازيه لعائلة محمد ميرموسوي، مؤكدًا أن الدفاع عن حقوقه واجب ديني وأخلاقي للشرطة.