كتب: مصطفى أفضل زادة
ترجمة: علي زين العابدين برهام
أزاحت القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني الستار عن حاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري”، التي تُعد إحدى أكبر وأكثر السفن العسكرية تطورا في إيران.
بفضل إمكاناتها الفريدة وتقنياتها المتقدمة، تمثل هذه السفينة نقلة نوعية في القدرات الدفاعية والاستراتيجية لإيران، مما يعزز حضور إيران في المجالات العسكرية والتكنولوجية على المستويين الإقليمي والدولي.
إنجاز عسكري مهم
تُعد حاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري” واحدة من أضخم السفن العسكرية الإيرانية، حيث يبلغ طولها 240 مترا ووزنها 35 ألف طن، مما يضعها ضمن فئة حاملات الطائرات الخفيفة.
تتميز السفينة بقدرات متعددة المهام، إذ يمكنها حمل أنواع مختلفة من الطائرات المسيّرة القتالية والاستطلاعية، والمروحيات، والزوارق السريعة، إضافة إلى صواريخ كروز المضادة للسفن.
كما أن قدرتها على استيعاب ما بين 7 و9 مروحيات تجعلها قاعدة عمليات بحرية متكاملة، قادرة على تنفيذ مهام عسكرية واستراتيجية في مختلف الظروف البحرية، مما يعزز القدرات الدفاعية والهجومية لإيران.
من سفينة تجارية إلى منصة قتالية
حاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري” صُمّمت في الأصل كمنصة تجارية لنقل البضائع الثقيلة، لكنها خضعت لتعديلات عسكرية واسعة، مما حوّلها إلى سفينة حربية متكاملة قادرة على تنفيذ عمليات دفاعية وهجومية.
هذه السفينة ناتجة عن تطوير نموذج “سفن الحاويات من فئة هيونداي”، والتي كانت تُستخدم لنقل الشحنات الثقيلة عبر البحار، ومع إضافة قدرات عسكرية متقدمة، أصبحت منصة قتالية بحرية متطورة قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية سريعة دون الحاجة إلى مدارج طويلة.
قدرات متميزة
تمتلك السفينة حظيرة داخلية قادرة على استيعاب 60 طائرة مسيّرة، مما يمنحها القدرة على تنفيذ مهام استطلاعية، وهجومية، وحروب إلكترونية. كما يمكنها تشغيل وإطلاق مروحيات متنوعة، من بينها “بل 206″، و”شاهد 278″، و”ميل 17″، و”بل 412″، مما يتيح لها أداء دور قاعدة جوية بحرية متنقلة لدعم عمليات الإغاثة، والإنقاذ، والمهام القتالية.
تتميّز السفينة بقدرات صاروخية عالية، حيث تم تزويدها بـ8 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز “نور”، القادرة على استهداف أهداف بحرية ضمن مدى يتراوح بين 750 و2000 كيلومتر. وتشير التقارير إلى أنها قد تُجهّز أيضا بمنصات إطلاق صواريخ باليستية، ما يفتح المجال أمام تنفيذ هجمات صاروخية استراتيجية من البحر مستقبلا.
ورغم أنه لم يتم الإعلان رسميا عن أنظمة الدفاع الجوي الثابتة على متن السفينة، فمن المتوقع أن يتم تجهيزها بأنظمة دفاع نقطي مثل “مرصاد” و”ساينا” لحماية السفينة من التهديدات القريبة، إضافة إلى أنظمة دفاع صاروخي مثل “9 دي”، و”سوم خرداد”، و”دزفول”، مما يوفر حماية شاملة ضد التهديدات الجوية والصاروخية والبحرية.
إحدى الميزات الاستراتيجية لحاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري” هي قدرتها على تنفيذ عمليات طويلة الأمد في المحيطات، إذ يمكنها البقاء في البحر لمدة تصل إلى عام كامل دون الحاجة إلى التزود بالوقود، مما يسمح لها بقطع 22.000 ميل بحري، وهو ما يمنحها قدرة عملياتية استراتيجية في المهام العسكرية بعيدة المدى.
مرحلة جديدة من القوة
مع انضمام “الشهيد باقري” إلى الأسطول البحري للحرس الثوري الإيراني، تدخل إيران مرحلة جديدة من القوة البحرية، فهذه السفينة تعزز القدرات القتالية للأسطول الإيراني، وتشكل إنجازا استراتيجيا في مجال التكنولوجيا الدفاعية، كما تُعتبر أحد أهم التهديدات البحرية لأعداء إيران، مما يجعلها ركيزة أساسية في حماية المصالح الوطنية وتعزيز الأمن الإقليمي.