كتب: ربيع السعدني
حسن محمود قشقاوي، هو سياسي إيراني بارز يشغل منصب رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، وهو دور يمنحه تأثيرا كبيرا في الإشراف على السياسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
قشقاوي من مواليد 2 مايو/ أيار 1953 في محافظة مازندران، مقاطعة بابل، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الشهيد بهشتي، وأكمل أيضا دورة في الحوزة العلمية في مدينة قم، وتزوج في سن مبكرة منذ سنوات عديدة ورزق بطفله الأول عام 1985
المناصب السياسية
تولى قشقاوي مناصب دبلوماسية عديدة منذ العام 1992 وعمل لفترة قصيرة في دائرة القضاء في طهران كخبير قانوني حتى دخل وزارة الخارجية كخبير سياسي، وشغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية والبرلمانية بوزارة الخارجية الإيرانية.
وكان قشقاوي أيضا المتحدث باسم الخارجية وعمل مستشارا للوزير (محمد جواد ظريف) من 1 فبراير/ شباط 2017 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
أصغر نائب في البرلمان الإيراني
ثم أصبح عضوا في البرلمان في دورتيه، الرابعة عن دائرة شهريار والسادسة عن دائرة رباط كريم، ويُعتبر من الشخصيات النشطة في اللجان البرلمانية، لا سيما تلك المتعلقة بالسياسات النووية والأمن القومي.
يذكر أن قشقاوي ترشح للبرلمان عن دائرة شهريار في محافظة طهران وهو في الثانية والعشرين من عمره، ولكي يتجنب المشاكل القانونية، اضطر إلى تغيير تاريخ ميلاده 3 سنوات من أجل بلوغ سن 25 عاماً، وهو الشرط في ذلك الوقت للترشح، وفي تلك الانتخابات فاز بالتصويت الأول.
ولكن لسبب ما، أُعلن بطلان الانتخابات لتلك الدائرة، ولم يتمكن من دخول البرلمان ولو لم يتم إعلان بطلان الانتخابات في تلك الدائرة، لكان أصغر نائب في تاريخ البرلمان الإيراني في سن 22 عامًا.
وفي وقت سابق أصدر وزير الرياضة والشباب قرارا بتعيين حسن قشقاوي عضوا في مجلس إدارة اتحاد المصارعة، ثم في عام 2018، شغل قشقاوي منصب سفير طهران لدى إسبانيا، وكذلك سفير إيران لدى منظمة السياحة العالمية، كما عمل سفيرا لإيران لدى كازاخستان والسويد.
الرقابة على الانتخابات
وبموافقة مجلس الرقابة المركزي للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة (والتي أُجريت في 18 يونيو/ حزيران 2021 فاز فيها إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية آنذاك، بنسبة حوالي 62% من الأصوات)، وبموجب مرسوم صادر عن رئيس مجلس الرقابة، تم تعيين حسن قشقاوي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية والبرلمانية للإيرانيين في الخارج، رئيسا لمجلس الرقابة على الانتخابات الرئاسية في الخارج.
كما يشغل حسن قشقاوي في الوقت الراهن رئاسة اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، وهي لجنة مسؤولة عن مراجعة وتقييم السياسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
بما في ذلك المفاوضات الدولية والاتفاقات مثل الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA).
وفي البرلمان الحادي عشر، الذي بدأ أعماله في 27 مايو/ أيار 2020 حظيت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بأكبر قدر من الترحيب، ودوره يشتمل على الإشراف الرقابي على أداء الحكومة والفريق المفاوض النووي، مع ضمان توافق السياسات مع المصالح الوطنية الإيرانية.
من أبرز الانتقادات التي وجهت لـ قشقاوي خلال مشواره الدبلوماسي، حين رفض السفير الإيراني لدى إسبانيا مصافحة الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا (زوجة الملك الإسباني فيليبي السادس) خلال حفل أقيم في مدريد، وهي الخطوة التي فسرها البعض على أنها عدم احترام للملكة، وأضافوا أن الملكة الإسبانية كانت تبدو مذهولة.
مواقفه السياسية
أبدى حسن قشقاوي دعما قويا للفريق الإيراني المفاوض في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، مشيدًا بمهنيتهم وخبرتهم العالية في الجولة الأولى بمفاوضات مسقط 12 أبريل/ نيسان 2025، وأكد أن أداء الفريق الإيراني المفاوض حظي بتقدير عالمي كبير.
وقال قشقاوي الذي يترأس اللجنة النووية في البرلمان منذ انتخابه في 17 سبتمبر/ أيلول 2024، وتضم ثلاث نواب (محمود نابويان، علي خزريان)، بالإضافة إليه، إن اللجنة “تؤيد مسار المفاوضات” وأوصى: “على النواب الانتباه للحرب النفسية الإعلامية الدائرة منذ الجولة الأولى من مفاوضات مسقط”.
كما شدد على أهمية الدور الرقابي للبرلمان ولجنة الأمن القومي في متابعة المفاوضات، مما يعكس توازنًا بين دعم المفاوضات والحفاظ على موقف حذر تجاه الالتزامات الدولية.
يُعتبر من السياسيين المحافظين المعتدلين، حيث يدعم الدبلوماسية ولكنه يحرص على حماية السيادة الإيرانية نظرًا لخبرته الواسعة في القضايا النووية.
أبرز مواقفه
في أبريل/ نيسان 2025، أشاد قشقاوي بالفريق الإيراني المفاوض في عُمان، قائلاً: “الفريق الإيراني المفاوض يمتلك الخبرة اللازمة ويتسم بالمهنية، وقد حظي أداؤه باعتراف المؤسسات الدولية”، وأضاف أن اللجنة النووية تدعم مسار المفاوضات، مع التأكيد على الدور الرقابي للبرلمان ولجنة الأمن القومي.
وأكد قشقاوي أن إيران ملتزمة بحماية برنامجها النووي السلمي، وهو موقف يتماشى مع الخطاب الرسمي الإيراني.
دوره في البرنامج النووي
كرئيس للجنة النووية بالبرلمان الإيراني، يلعب قشقاوي دورا محوريا في:
- مراجعة السياسات النووية والتأكد من أن أي اتفاق يتماشى مع القوانين الإيرانية والمصالح الوطنية.
- التواصل مع الحكومة: تقديم توصيات إلى الحكومة والفريق المفاوض بناءً على مناقشات اللجنة.
- الرقابة البرلمانية: مراقبة تنفيذ الاتفاقات النووية والتأكد من الالتزام بالتشريعات التي أقرها البرلمان، مثل قانون “الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات” عام 2020.
حسن قشقاوي شخصية سياسية ذات نفوذ في الدوائر البرلمانية والدبلوماسية الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي، دوره وخبراته كرئيس للجنة النووية يجعله حلقة وصل بين البرلمان والحكومة في واحد من أكثر الملفات حساسية في السياسة الإيرانية.