أجرى الحوار: مدحت أبو الخير
فتح حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ومصرعه مع عدد من مرافقيه ومن ضمنهم وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، ملف احتدام المنافسة الانتخابية في إيران، وشخصية الرئيس الإيراني القادم.
أجرينا هذا الحوار الخاص مع الدكتور هاني الجمل، المتخصص في الشأن الإيراني، وسألناه عن الانتخابات الإيرانية، وأبرز المرشحين، كما سألناه عن الشبهات الحائمة حول مقتل الرئيس الإيراني، والتغيير الذي من الممكن حدوثه على الملف النووي في حالة وصول رئيس معتدل للسلطة.
هل يصعد إلى سدة الحكم سياسي تقليدي؟
الانتخابات الإيرانية في الوقت الراهن، هي الأشد ضراوةً والأكثر صعوبةً وفقاً للظرف الدقيق الذي تمر به إيران، ليس فقط بخلو منصب الرئيس، ولكن بطريقة خلو هذا المنصب سواء كان مقتلاً أو اغتيالاً سياسياً، وبالتالي هناك بعض التحقيقات التي لم تنته إلى الآن لمعرفة السبب، وأهم ما في الأمر الآن هو مجلس صيانة الدستور وهو الجهة المنوط بها الموافقة على ترشيح المخصصين للرئاسة الإيرانية.
ومجلس صيانة الدستور ليست له قاعدة ثابتة كما شاهدنا في الانتخابات الماضية، وبالتالي وجود شخصيات تقليدية على سدة الحكم في إيران هو شيء يحدث وفق رؤية القائمين على صيانة الدستور، لذلك ينتظر العالم- وبالأخص أمريكا- لمعرفة من هو الرئيس القادم الذي من الممكن أن يغير بعض الشيء في السياسات الأمريكية الغربية في المنطقة والملف الإيراني النووي.
هل يتسبب مقتل رئيسي في احتدام المنافسة الانتخابية بإيران؟
مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي، في هذا التوقيت، أشعل الأمور وذهب بنا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، ومن ثم هناك جهات عدة لم تتوقع تلك الانتخابات المبكرة، وهو ما تسبب في إعطاء فرصة للعديد من الشخصيات في الظهور مرة أخرى.
ومن ثم فإن هذه الحالة من الموت المفاجئ أحدثت إرباكاً في الموقف السياسي داخل إيران بين المتشددين والإصلاحيين، وذلك عبر الشخصيات التي أعلنت نية ترشحها، ومعنى ذلك المشهد المرتبك أنه لم يكن هناك توافق بالكامل على شخصيات معينة سواء في المعسكر الإصلاحي أو المتشدد، دون ترتيب مسبق.
هل يخلط نجل المرشد أوراق الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. بعد مطالبات بترشحه؟
يبدو أن مجتبى خامنئي خلط الأمور مبكراً قبل حادث وفاة إبراهيم رئيسي، وكان هو الرجل الأبرز لتولي منصب والده كمرشد أعلى لإيران، لكنه لم تتوافر فيه بعض الشروط السياسية، قد يمتلك بعض السطوة داخل المؤسسات المالية والعسكرية وله ثقل بوجود والده، لكنه لم يكن المفتاحَ الأبرز في تلك المعادلة في ظل وجود رئيسي.
لذلك كان يأتي في الدرجة الثانية بعد وفاته، بعض أن تصاعدت الأصوات في الداخل الإيراني بتولي مجتبى هذا المنصب لكي تكتمل كل مهاراته السياسية، ويستطيع السيطرة على مفاصل الدولة؛ تحسباً لخلو منصب المرشد في أي وقت، وبالتالي طالبت بعض الأصوات بوجود مجتبى على سدة الحكم، وأنه أفضل الأسماء المطروحة حالياً.
هل تؤدي نسبة مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات، إلى خلق أزمة للشرعية الإيرانية أمام العالم؟
هناك عزوف كبير جداً من الناخبين الإيرانيين في الانتخابات الماضية، وذلك بعدما أصابهم نوع من الإحباط الشديد بعدما شاهدوا إقصاء العديد من الشخصيات التي كانوا يعولون عليها، وهو ما دفع الناخبين إلى عدم المشاركة بعدما علموا أن هناك هندسة انتخابية لرئيسي، ولذلك يتحسس الشارع الإيراني مسدسه في هذا الأمر، ومخرجات القائمة النهائية للانتخابات والحشد لمرشح بعينه.
هل يتفوق المعسكر الإصلاحي على المعسكر المتشدد في الانتخابات الإيرانية؟
فكرة أن يكون هناك تفوق للمعسكر الإصلاحي على معسكر المتشددين فكرة بعيدة بعض الشيء، لأنه يجب أن يكون هناك مؤمنات داخل السياسة الإيرانية، ومدى قبول بعض الشخصيات الإصلاحية أو المتشددة داخل الأوساط السياسية، ولا بد أن يكون هناك توافق مع سياسة الدولة وتشجيع موقفها الدولي ومشروعها النووي الذي طالما حلموا به، ولكن في حالة تصدر المتشددين أعتقد أن إيران حلمها الأول على حسب فكر المرشد العام.
هل يتسبب الرئيس القادم في تغيير النظام المحافظ وخلق حلول ملموسة بالملف النووي؟
من سيأتي إلى سدة الحكم سيكون عليه ضبط السياسات المتعلقة بالملف النووي، وبالأخص مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث إنه في حال وصول ترامب للرئاسة الأمريكية سيكون هناك تجميد للملف وزيادة عقوبات، لذلك لن يتم تحقيق الحلم الإيراني إلا في وجود رؤية تتوافق مع الملف الأمريكي الإيراني.