ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين“، الجمعة 14 مارس/آذار 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات، أطلق عليها “أسرار”، خاصة بالرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، في لقاء بعدد من وزراء ومسؤولي فترة رئاسته لإيران.
ذكرت الوكالة أن روحاني شدد على أن تحقيق الأمن القومي يتطلب قوة ردع فعالة، وليس مجرد خطابات وشعارات.
إذ قال إن “الأمن لا يتحقق بالكلام فقط، بل يحتاج إلى قوة تجعل العدو يدرك أنه إما لا يمتلك سلاحا مؤثرا ضدنا، أو أنه إذا تجرأ على استخدامه، فسيواجه ردا قاسيا وخطيرا يردعه عن أي مغامرة”.
وأكد أهمية بناء قدرة ردعية حقيقية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل لكنه ممكن. وأضاف: “علينا أن نُجري حسابات دقيقة، فمثلا في أي مواجهة مع إسرائيل، يجب أن ندرك أن أمريكا ستتدخل بكامل قوتها، وإذا أغفلنا هذا العامل، فسنقع في خطأ كبير”.
وأوضح أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018 كلّف إيران خسائر سنوية لا تقل عن 100 مليار دولار، متسائلا: “هل يمكننا تعويض هذا الضرر وحل الأزمة الاقتصادية؟ اقتصاد إيران لن ينهض دون تعاون بناء مع العالم، وجذب الاستثمارات والتكنولوجيا الحديثة، والوصول إلى الأسواق الدولية”.
وأشار إلى أن الشعب يعاني من ضغوط اقتصادية شديدة لدرجة أن أحدا لم يعد يطالب بالتنمية، وصرح بأنه “لا أحد يطلب من الحكومة تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%. المرة الوحيدة التي شهدنا فيها نموا يتجاوز 8% كانت خلال عامي 2016 و2017، أثناء تنفيذ الاتفاق النووي، حيث بلغ متوسط النمو 9.4%، وكان التضخم حينها في خانة الأرقام الفردية”.
وكشف روحاني عن لقاء سابق جمعه مع فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي، حيث قال له : “إذا أردتم دعم المسلمين وفلسطين، فعليكم أولا أن تكونوا أقوياء. حتى لو تسبب دعمنا في إضعاف استقرار إيران، فلا تفعلوا ذلك، لأن إيران القوية تعني مقاومة قوية في فلسطين ولبنان. الأولوية دائما يجب أن تكون لتعزيز قوة إيران”.
وأشار إلى أن إسرائيل عملت منذ انتخاب ترامب على إسقاط الاتفاق النووي، مضيفا أن الغريب أن الفكر نفسه الذي تروج له إسرائيل، والمتطرفون في أمريكا وبعض الأنظمة العربية الرجعية، هو ذاته الفكر الذي يتبناه بعض المتشددين في إيران.
وكشف عن موقف معارض لبعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين تجاه شراء منظومة S-300 من روسيا، إذ قال إنه “عندما قررنا شراء هذه المنظومة، جاء بعض كبار القادة العسكريين إلى اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي، وقالوا أمامي إن شراء S-300 خيانة للوطن”.
وأضاف: “كنت أول من اقترح شراء S-300 عندما كنت قائدا للدفاع الجوي، وطرحت هذا الموضوع لأول مرة على المرشد الأعلى عام 1990. لاحقا، عندما كان بنيامين نتنياهو يزور روسيا في 2009 و2010، كان أول مطلب له من بوتين إلغاء صفقة S-300 مع إيران، ورغم أنه لم يستطع إلغاءها، فإنه تمكن من تأخيرها 7 سنوات”.
وأوضح أن إسرائيل جعلت إيران محور محادثاتها مع روسيا وأمريكا وأوروبا، فبالنسبة لإسرائيل، القضية الأولى في مفاوضاتها مع القوى الكبرى ليست فلسطين أو أي أزمة أخرى، بل إيران.