كتبت: شروق السيد
وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى إلى نيويورك مساء الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، للمشاركة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تنطلق في 24 سبتمبر/أيلول 2024، ويشارك في هذه الدورة قادة وممثلو 193 دولة؛ لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية، ويرافق عراقجي عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، ومن المقرر أن يلتقي الوفد الإيراني شخصيات مختلفة لبحث قضايا متعددة، من بينها المفاوضات النووية والأزمات الإقليمية.
واستقبل عراقجي، في مطار جون إف كينيدي بنيويورك كلا من السفير أمير سعيد إيرواني، المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، والسفيرة زهرا أرشادي، مساعدة المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، وذلك بحسب ما ذكرته الصحيفة الإيرانية “دنياى اقتصاد“.
ويرافق عراقجي، الدبلوماسي المعروف والمفاوض النووي السابق لإيران، في هذه الرحلة اثنان من نوابه؛ هما مجيد تخت روانجي، المفاوض النووي السابق والسفير السابق لإيران لدى الأمم المتحدة والذي يشغل حاليا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وكاظم غريب آبادي، نائب الشؤون الدولية السابق في السلطة القضائية وأمين لجنة حقوق الإنسان والسفير والمندوب السابق لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، والذي يتولى الآن منصب نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية.
وكان عراقجي قد صرح قبل سفره عند شرحه لبرنامج زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك قائلا: “لطالما استفدنا من منصة الأمم المتحدة، وتُعد اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف في الأمم المتحدة فرصة جيدة لتعزيز علاقات البلاد”.
أهم تصريحات عراقجي في نيويورك:
أشار عباس عراقجي إلى الجرائم الإرهابية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، مؤكدا أن طهران تراقب هذه الأعمال عن كثب وتضبط سياساتها وفقا لذلك، قائلا إن الكيان الإسرائيلي لن يحقق بالتأكيد أهدافه في زيادة التوتر والحرب، لكنه سيتلقى الرد على جرائمه، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة “اعتماد أونلاين” الإيرانية.
وفي تصريح آخر قال عراقجي: “إن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام يُعقد في ظل أوضاع مضطربة في منطقة غرب آسيا، حيث تواجه المنطقة تصاعدا يوميا في التوترات والأعمال الإرهابية والإجرامية من قبل الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان، مما خلق أوضاعا بالغة الخطورة في المنطقة، مع زيادة احتمالات توسيع الحرب من قبل الكيان الصهيوني”، وفقا لتقرير وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية.
وأضاف عراقجي: “فيما يتعلق بقضايا لبنان، من الطبيعي أن حزب الله يتخذ قراراته بنفسه وسيُظهر ردود فعل مناسبة، وفيما يخص القضايا الأخرى، سيتم اتخاذ القرارات بناء على مقتضى الحال، واغتيال إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) في طهران لن يمر دون رد”.
وحتى تاريخ صدور هذا التقرير، التقى عراقجي، أثناء وجوده في نيويورك بكل من وزراء خارجية الكويت والبحرين وكوبا، كما جمعه لقاء مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وكانت التطورات الإقليمية والأوضاع في غزة أهم الموضوعات التي تم تناولها في هذه اللقاءات، وذلك حسبما ذكر موقع “عصر ايران” الإيراني.
عراقجي: على دول المنطقة التعاون معا لدرء شرور إسرائيل
وخلال لقاء عراقجي مع عبد الله الیحیا، وزير الخارجية الكويتي، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى الإجراءات الأخيرة للكيان الصهيوني، مؤكدا أن هذه الإجراءات تمثل محاولة نتنياهو للهروب من المأزق في غزة، وذلك وفقا لتقرير نشرته وكالة أنباء “ايرنا” الإيرانية.
ويضيف التقرير نقلا عن عراقجي: “يعتقد الكيان الصهيوني أنه ذهب إلى غزة لتدمير حركة حماس بالكامل، لكنه فشل، وهو الآن في حالة يأس”.
كما تطرق عراقجي خلال اللقاء إلى اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، مؤكدا أن هذا الأمر لا يمكن أن يمر بدون رد.
ووصف عباس عراقجي إجراءات الكيان المحتل بأنها خطيرة للغاية على السلام والأمن في المنطقة والعالم، وشدد على أن دول المنطقة يجب أن تتعاون معا لمنع شرور النظام الإسرائيلي، ولذلك أكدت إيران على أهمية الحوار والتفاعل الأقصى مع دول جنوب الخليج العربي”، حسبما يذكر تقرير وكالة أنباء “إيرنا”.
زيارات عراقجي السابقة للولايات المتحدة الأمريكية
لم تكن هذه المرة الأولى التي يزور فيها “عراقجي” نيويورك، بل سبقها زيارات أخرى حينما كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإيراني إضافة لكونه كبير المفاوضين في المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية.
زار عباس عراقجي الولايات المتحدة يوم 25 سبتمبر/أيلول 2018، وكتب حينها على حسابه في إنستغرام: اجتماع وزراء خارجية إيران والدول 1+5، الذي عُقد قبل محاولات الولايات المتحدة لاستغلال مجلس الأمن وتقديم عرض ضد إيران، قد صوّر بوضوح دعم أوروبا والصين وروسيا لإيران، وعزلة الولايات المتحدة، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية.
ويشير مصطلح 5 + 1 إلى مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، إضافة إلى ألمانيا، والتي تتولى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
وبحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” عن “خبرگزاری دانشجو” يوم 22 سبتمبر 2019 فإن ويندي شيرمان، رئيسة الفريق الأمريكي في مفاوضات 5+1، نشرت مؤخرا كتاب مذكراتها الذي تناولت في جزء كبير منه تفاصيل المفاوضات مع الجانب الإيراني في تلك الزيارة.
وفي أحد مقاطع الكتاب، كتبت: “في منتصف جلسة استمرت ست ساعات ولم تحرز تقدما ملحوظا حتى ذلك الوقت، وضع جواد ظريف – وزير خارجية إيران حينها – رأسه بين يديه وغادر طاولة المفاوضات، وعبّر جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي حينها، عن توتره بضربه بقبضته على الطاولة، وكانت الضربة قوية لدرجة أن القلم الذي كان في يده طار في الهواء واصطدم بعباس عراقجي”.
وفي 1 سبتمبر/أيلول 2020 حضر عباس عراقجي اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في أمريكا وصرح من هناك قائلا: “أهم موضوع في النقاشات كان يتعلق بالإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة في نيويورك وفي مجلس الأمن، وهو طلب إعادة تفعيل القرارات السابقة أو إذا جاز التعبير، استخدام آلية الزناد. في إشارة إلى طلب الولايات المتحدة تفعيل قرارات تتيح إعادة فرض العقوبات على ايران تلقائيا في حالة عدم حل النزاعات خلال 35 يوما من تقديم شكوى ضدها في مجلس الأمن”.
وأضاف عراقجي: “هذا تطور مهم للغاية، فقد اتخذ أعضاء الاتفاق النووي وغالبية أعضاء مجلس الأمن مواقف حاسمة في نيويورك؛ وعندما قدمت الولايات المتحدة قرار فرض حظر الأسلحة على إيران، صوت الجميع ضد القرار”، وذلك حسبما ذكره موقع”شفقنا” الإيراني.
ثم تأتي بعد ذلك الزيارة الحالية لعباس عراقجي إلى نيويورك بعدما أصبح وزيرا لخارجية إيران‘ إضافة لكونها الزيارة الأولى للرئيس الإيراني المنتخب حديثا.
الزيارة الأولى للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنيويورك
سوف يقوم مسعود بزشكيان، بصفته رئيس جمهورية إيران، بأول زيارة له إلى نيويورك يوم الأحد 22 سبتمبر/أيلول 2024، وهي رحلة تحظى بأهمية كبيرة من حيث الدبلوماسية واللقاءات الثنائية والاجتماعات التي ستُعقد، بحسب تقرير لوكالة “خبرأونلاين” الإيرانية.
ويضيف التقرير: “يتوقع البعض أن يباشر الرئيس الإيراني في هذه الرحلة المفاوضات لرفع العقوبات، بينما يتوقع آخرون أنه بالنظر إلى انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، فمن غير المحتمل أن تكون هناك فرصة للتفاوض بين البلدين”.
لقاءات بزشكيان، ووزير خارجيته عراقجي في نيويورك
من المتوقع أن يلقي الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2024، بالإضافة إلى ذلك سوف يلقي أيضا كلمة في اجتماع قادة “الميثاق المستقبلي”، كما سيعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الدول المشاركين في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة.
إضافة لاجتماعات مع مجموعات وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية وإعلامية في الولايات المتحدة، حيث سيشرح مواقف بلاده ويجيب عن أسئلتهم، وذلك حسبما ذكر موقع “فرارو” الإيراني.
وقال عراقجي إنه سيلتقي برفقة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رؤساء دول ووزراء خارجية دول إقليمية وأوروبية وشرق آسيوية وأفريقية، مشيرا إلى أنهم سيناقشون قضايا مختلفة، بما في ذلك الاضطرابات الإقليمية، وأزمة أوكرانيا، والمفاوضات النووية، وذلك حسبما ذكرت “نور نيوز” الإيرانية.