كتبت: شروق السيد
مع تزايد أعداد السيارات القديمة في شوارع طهران وتفاقم مشكلة تلوث الهواء، تعهدت بلدية المدينة بإدخال 5000 سيارة أجرة كهربائية لتحسين نظام النقل العام، ومع ذلك، لا تزال الوعود تفتقر إلى التنفيذ الفعلي، حيث لم يتم إدخال سوى 171 سيارة حتى الآن. نستعرض في هذا التقرير الحوار الذي أجراه الموقع الإيراني “خبر أونلاين” مع شادي مالكي، المدير التنفيذي لمنظمة إدارة ومراقبة سيارات الأجرة في المدينة، حيث تناول فيه الصعوبات التي يواجهها السائقون، أسباب عدم تحقيق الأهداف المنشودة، ودور السيارات الكهربائية في مستقبل النقل المستدام بالعاصمة.
في حين تحدث المسؤولون ببلدية طهران في شهر يونيو/حزيران، عن إبرام عقد لاستيراد 5000 سيارة أجرة كهربائية، لم يدخل حتى الآن سوى 171 سيارة إلى أسطول النقل العام في طهران، مما أدى إلى تزايد استياء السائقين.
كتبت الصحفية فرازانه فراهاني: “تعتبر مشاكل النقل العام ونواقصه، في مدينة كبيرة مثل طهران، من أكبر التحديات التي تسببت في كثير من المتاعب للمواطنين بطهران”.
يعتبر قِدم الأسطول الحالي للنقل العام أيضا من المشاكل الكبيرة للمواطنين، ومن تبعات ذلك يمكن الإشارة إلى مشكلة تلوث الهواء، أعلن المسؤولون في بلدية طهران في شهر مايو/أيار من هذا العام، عن إبرام عقد لاستيراد 5000 سيارة أجرة كهربائية، ووفقا لهم، كان من المقرر إضافة 27 ألف سيارة أجرة كهربائية إلى أسطول النقل العام بنهاية هذا العام، لكن لم يتحقق أي من هذه الوعود حتى الآن.
من أجل المطالبة بحقوق المواطنين، أجرى موقع “خبر أونلاين” حوارا مع شادي مالكي، المدير التنفيذي لمنظمة إدارة ومراقبة سيارات الأجرة في مدينة طهران، حول آخر تطورات وضع سيارات الأجرة بالعاصمة.
ما هو عدد سيارات الأجرة الجديدة التي تمت إضافتها إلى أسطول النقل العام في طهران خلال فترة إدارة السيد زاكاني للبلدية؟
يوجد في مدينة طهران نحو 80.000 سيارة أجرة، وأكثر من نصف هذه السيارات قديمة، تم تجديد 8.000 سيارة أجرة قديمة خلال هذه الفترة حتى الآن.
بناءً على التقديرات، تحتاج مدينة طهران إلى 110.000 سيارة أجرة، ورغم وجود 80.000 سيارة أجرة حاليا، فإنَّ نصفها في حالة من التآكل، تحتاج المدينة إلى 30.000 سيارة أجرة إضافية لحل المشكلات التي يواجهها الناس في النقل العام بقسم سيارات الأجرة.
ماذا عن مشروع تحويل أسطول سيارات الأجرة إلى سيارات كهربائية؟
إن تحويل أسطول النقل العام، خاصة في قسم سيارات الأجرة، إلى سيارات كهربائية مشروع كبير لكنه ضروري، عندما نتحدث عن النقل المستدام، فإن ذلك يشمل أسطولا مناسبا وعاليا من الجودة، بدون ضوضاء، والسيارات التي تعمل بالوقود النظيف وتكون آمنة، وقد قامت بلدية طهران بمثل هذه الخطوات بخصوص استيراد السيارات الكهربائية، خاصةً سيارات الأجرة الكهربائية، خلال فترة الإدارة الحضرية السادسة، تماشيا مع المهام المنصوص عليها في قانون الهواء النظيف، وتم وضعه على جدول الأعمال، وهذا المشروع يتطلب مساعدة وتعاون جميع الإدارات الخارجية.
حتى الآن، كم عدد سيارات الأجرة الكهربائية التي تم استيرادها وتسليمها للسائقين؟
حتى الآن، تم تسليم 171 سيارة أجرة كهربائية للسائقين الذين تقدموا بطلبات، وتم تحديد 12 نقطة في مناطق مختلفة من مدينة طهران كنقاط لشحن هذه السيارات، هذه النقاط كافية لشحن سيارات الأجرة الحالية، إذا كانت أجهزة شحن السيارات الكهربائية من النوع السريع، فإنها تحتاج إلى نحو 40 دقيقة، وإذا كانت من النوع البطيء، فإنها تحتاج إلى نحو 6 إلى 7 ساعات لشحن السيارات الكهربائية.
ألا يؤدي شحن سيارات الأجرة الكهربائية في المنزل إلى زيادة تكلفة الكهرباء المنزلية؟
النقطة المهمة هي أنه في العديد من الدول التي اتجهت نحو تحويل سياراتها ووسائل النقل العامة إلى الكهرباء، تم توفير بنية تحتية تجعل من الممكن شحن السيارات الكهربائية في المنازل، ونحن أيضا نبحث في هذا الموضوع.
في بعض الدول، تكون تعريفة الكهرباء المستخدمة في القطاع المنزلي لشحن السيارات الكهربائية صفرا، وإذا تم إنشاء البنية التحتية اللازمة لشحن سيارات الأجرة الكهربائية في منازل مدينة طهران، على الرغم من القيود التي قد تفرضها وزارة الطاقة، فسيتم تشجيع السائقين على استخدام السيارات الكهربائية.
سعر السيارات الكهربائية مقارنة بالسيارات الأخرى التي يستخدمها الناس هو ضعف السعر، وإذا كنا نرغب في تشجيع السائقين على شراء واستخدام هذه السيارات التي تعمل بالوقود النظيف، فيجب توفير الظروف المناسبة، بحيث يتم دعم جزء من تكلفة السيارة من خلال إعانات حكومية للسائقين.
لماذا لم يتحقق وعد بلدية طهران بإضافة أكثر من 2000 سيارة أجرة كهربائية إلى أسطول سيارات الأجرة في العاصمة حتى الآن؟
حتى الآن، تم إدخال 171 سيارة أجرة كهربائية في دورة النقل العامة، ومن المقرر أن تدخل 150 سيارة أجرة كهربائية أخرى في الأسطول خلال الشهر المقبل، والبقية ستدخل أيضا في أسطول النقل العام قبل نهاية هذه الفترة الإدارية.
بدء أي مشروع يتطلب مواجهة مجموعة من المشكلات والقيود والصعوبات، ولكن عندما يبدأ العمل، يصبح بقية الطريق أسهل.
ما هي أسباب تجمعات السائقين غير الراضين الذين اشتروا سيارات كهربائية؟
بالنسبة للسيارات الكهربائية التي تعمل حاليا في طهران، فقد قدمت بلدية المدينة تسهيلات جيدة جدا (تسهيلات بقيمة 300 مليون تومان بفائدة 8%)، كما أن شركة صناعة السيارات تقدم مبلغ 600 مليون تومان بفائدة 8% لمشتري سيارات الأجرة الكهربائية، وما يُقال عن عدم صرف هذه التسهيلات غير صحيح.
تبلغ تكلفة سيارة الأجرة الكهربائية للمشتري 1.3 مليار تومان، والآن يتم صرف 900 مليون تومان منها كتسهيلات بفائدة 8% للسائق المتقدم.
السائقون غير الراضين الذين حضروا التجمعات الأخيرة يطالبون بتسهيلات دون عائد، ويطلبون تنفيذ المادة 12، والتي لا تقع ضمن صلاحيات بلدية المدينة، لقد تجمع السائقون مؤخرا أمام مبنى البلدية مطالبين بتحقيق الوعود، بما في ذلك تنفيذ المادة 12، والتي بموجبها يجب دفع نصف تكلفة السيارات الكهربائية التي تتجاوز مليار تومان كمساعدة بلا عوائد من الحكومة لسائقي سيارات الأجرة الكهربائية.
وفقا لمسؤولي بلدية طهران، فإن تنفيذ المادة 12 من قانون إزالة الحواجز أمام الإنتاج التنافسي يعتمد على الحكومة؛ وهو قانون يلزم الحكومة بدفع مبالغ للجهات الفاعلة استنادا إلى التوفير في استهلاك الوقود الناتج عن التحول إلى الكهرباء.
إن بلدية طهران خلال الفترة الحالية التي تمتد لأكثر من ثلاث سنوات تحت إدارة زاكاني، مليئة بالوعود غير المنجزة، ومن غير المرجح أن تُنفذ في الفترة المتبقية من هذه الإدارة، إن مشاكل نقص وتهالك وسائل النقل العامة لا تتعلق فقط بهذه الإدارة، بل تتجاوز ذلك، إلا أن قائمة الوعود غير المحققة لزاكاني تبرز أكثر من أي فترة أخرى.