كتبت- إيمان مجدي
تناولت صحيفة همشهري أونلاين الإيرانية في تقرير لها يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024 ادعاء الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الحالية دونالد ترامب والذي يقول فيه إن إيران مسئولة عن اختراق حملته الانتخابية.
الادعاء الذي روجه ترامب، نقلته الوكالة الإيرانية الرسمية إيسنا، وقال فيه ترامب بشأن اختراق حملته الانتخابية: “لا يزال الأمر قيد البحث، ويُبحث فيه بشكل احترافي. ويبدو أنه عمل إيراني؛ تقوم به لأنها ليست صديقتي ووصلتني إشارات سيئة عنها”.
وبرر هذا الفعل الإيراني -من وجهة نظره- قائلًا: “تقوم إيران بهذا لأني وقفت أمامها بقوة، وكنت أحافظ على شعوب الشرق الأوسط، لذلك يبدو أنه فعل إيراني”.
وعندما سُئل هل قال له مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) إنه عمل إيراني أم لا قال: “لا أريد أن أعلنها بشكل دقيق لكنه عمل إيراني”.
في السياق ذاته فقد أعلنت حملة ترامب الانتخابية عن اختراق بعض اتصالاتها الداخلية، ونسبها ترامب إلى عناصر إيرانية دون عرض مستند أو وثيقة. وتابعت خلال بيان لها: “لن تتوقف إيران لأن حكومتنا ضعيفة وغير كفء، ولكن هذه المدة لن تستمر طويلًا”.
رد الفعل الإيراني
ردًا على هذه الاتهامات والادعاءات، أعلن ممثل إيران الدائم في الأمم المتحدة بنيويورك خلال بريد إلكتروني نشر محتواه الإعلام الإيراني، أن ليس للحكومة الإيرانية نية أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال فيما يتعلق باتهام حملة ترامب: “نحن لا نضع أي اعتبار لهذه الأنواع من التقارير”.
يُذكر أن موقع صوت أمريكا في نسخته الفارسية أفاد أن شركة جوجل أكدت أن هناك مخترقين تابعين للحرس الثوري الإيراني استهدفوا الحملات الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي اتهامات لم يستطع ترامب أن ينشر أي دلائل عليها، ولا حتى وسائل الإعلام الأمريكية.
في حين نشرت مجموعة تحليل التهديدات بشركة جوجل تقريرًا لها يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024 أن مجموعة القراصنة (APT42) استهدفت البريد الإلكتروني الخاص بـ 12 شخصًا من الأشخاص القريبين من بايدن وترامب.
وبحسب ما ذكره جوجل، فإن مجموعة APT42 مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ودائمًا ما تستهدف المستخدمين المعروفين في إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف جوجل أن هذه المجموعة كذلك تستهدف أشخاصًا في الداخل الإيراني ضمن هجماتها حتى تستطيع الوصول إلى أجهزتهم الشخصية.
من تستهدف؟ ولماذا؟
تستهدف هذه الجماعة المرتبطة بالحرس المسؤولين الحاليين والسابقين في الحكومة، والحملات السياسية، والدبلوماسيين، ومن يعملون في مراكز الفكر، وكذلك المؤسسات غير الحكومية، والمؤسسات الجامعية التي تشارك في حوارات السياسة الخارجية. ووفقًا لتقرير جوجل، خلال الستة أشهر السابقة حوالي 60% من الأهداف الجغرافية المعروفة لمجموعة APT42 في أمريكا وإسرائيل، وهذه الأنشطة تشير إلى الجهود الهجومية متعددة الجوانب لها للتغيير السريع لتركيزها العملياتي في دعم الأولويات السياسية والعسكرية للحكومة الإيرانية. وبحسب هذا التقرير، هذه المجموعة تدخلت أيضًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.
اختراقات سابقة
ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى -وبالطبع لن تكون الأخيرة- التي تُتهم فيها إيران بالاختراقات حيث نشر موقع راديو فردا 18 فبراير/شباط 2024 أن أمريكا حددت جائزة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مخترق إيراني يُدعى عليرضا شفيعي نسب، وهو مرتبط بالحرس الثوري أيضًا.
كما أفاد موقع عصر إيران 24 أبريل/نيسان 2024 أن أمريكا حددت جائزة قدرها 10 ملايين دولار أيضًا مقابل ثلاث قراصنة إيرانيين حيث نشر حساب أمني تابع للحكومة الأمريكية على منصة تويتر باللغة الفارسية إعلانًا عن الجائزة مع نشر الحروف الأولى من أسماء القراصنة، وتبين أنهم تابعون للحرس الثوري أيضًا.