كما أن السيد ترامب أكثر توافقًا مع السيد نتنياهو فيما يتعلق بإيران فقد أنهى اتفاق عهد أوباما الذي كان يهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، مما أسعد السيد نتنياهو، ودعم الصفقات التاريخية التي أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وثلاث دول عربية، وإذا فاز بالرئاسة، فمن المتوقع أيضًا أن يمضي قدمًا في جهود بايدن لصوغ ترتيب مماثل بين إسرائيل والسعودية.
سلط مؤتمر الحزب الجمهوري الذي انعقد هذا الأسبوع في ميلووكي الضوء على احتمال عودة الرئيس السابق دونالد جيه ترامب إلى البيت الأبيض، ويحسب القادة في إسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر، الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ما يمكن أن يعنيه ذلك لأجنداتهم الداخلية والإقليمية وذلك وفق ما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الخميس، 18 يوليو/ تموز 2024.
هناك مزايا متصورة لجميع القادة، الذين كان للعديد منهم علاقات دافئة مع السيد ترامب، ومن الأمور الأساسية في هذه الحسابات هو كيف يمكن لرئاسة ترامب أن تؤثر على نهج واشنطن تجاه الحرب في غزة، والتي قلبت بالفعل السياسة الإسرائيلية رأسًا على عقب وهزت مصر والسعودية.
وقد أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضب السيد ترامب من خلال تهنئة السيد بايدن بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2020 – وهي خطوة اعتبرها السيد ترامب غير مخلصة وأدت إلى توتر علاقتهما لسنوات، لكن العلاقة بين الرجلين كانت قوية خلال رئاسة ترامب الأولى، ومن المتوقع أن تعود عودة ترامب بالنفع على حكومة نتنياهو اليمينية، خاصة إذا امتدت الحرب في غزة إلى العام المقبل.
وقال السيد ترامب إن إسرائيل يجب أن “تفعل ما يجب عليها فعله” في غزة وندد بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية وقد انتقد الحكومة الإسرائيلية لنشرها مقاطع فيديو عن الدمار الذي تسببت فيه، ولكن فقط لأن هذه مقاطع الفيديو تضر بصورة إسرائيل.
كما أن السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، المرشح لمنصب نائب الرئيس ترامب، مؤيد بقوة لإسرائيل.
كما أن السيد ترامب أكثر توافقًا مع السيد نتنياهو فيما يتعلق بإيران فقد أنهى اتفاق عهد أوباما الذي كان يهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، مما أسعد السيد نتنياهو، ودعم الصفقات التاريخية التي أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وثلاث دول عربية، وإذا فاز بالرئاسة، فمن المتوقع أيضًا أن يمضي قدمًا في جهود بايدن لصوغ ترتيب مماثل بين إسرائيل والسعودية.
وقد وضع الحزب إسرائيل في أولوية اهتمامه في مؤتمر الحزب الجمهوري يوم الأربعاء، بما في ذلك من خلال دعوة والدي مواطن أمريكي لا يزال محتجزًا لدى حماس في غزة إلى المسرح لإلقاء كلمة.
وقاد الزوجان، أورنا ورونين نيوترا، الحشد في هتاف “أعيدوهم إلى الوطن،” بعد أن رووا كيف اتصل بهم ترامب بعد احتجاز ابنهم عمر كرهينة.
وتمتلك الدول في شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة غنية بالوقود الأحفوري، أسبابها للترحيب بولاية ترامب الثانية فقبل أسبوعين، وقّعت منظمة ترامب صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق هناك، مما وسع علاقات العائلة الوثيقة مع المملكة.
كما يعد صندوق الثروة السيادية السعودي المستثمر الرئيسي في شركة الاستثمار التي أنشأها جاريد كوشنر، صهر السيد ترامب، بعد أن ترك منصبه كمستشار للبيت الأبيض للسيد ترامب وهناك مصدر رئيسي آخر للإيرادات الجديدة لعائلة ترامب هو ليف غولف، وهو دوري محترف يدعمه الصندوق السيادي.
وقد أقام ترامب خلال فترة رئاسته، علاقات دافئة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث دافع عنه بعد مقتل وتقطيع كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في إسطنبول وكانت أول زيارة خارجية قام بها ترامب كزعيم إلى العاصمة السعودية الرياض.
وعندما تولى الرئيس بايدن منصبه بعد حملة وعد فيها “بعدم تقديم شيكات على بياض” للسيسي، بدا للوهلة الأولى أن القاهرة في حالة صحوة قاسية وهددت الإدارة الجديدة بحجب المزيد من المساعدات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وحرمتها من الزيارات الرسمية رفيعة المستوى والمصافحات الرئاسية التي كان السيد السيسي يتوق إليها.
لكن دور مصر كوسيط في حرب مايو 2021 بين إسرائيل وحماس، وكذلك في الصراعات في السودان وليبيا المجاورتين، عزز صورتها كركيزة للاستقرار الإقليمي وتحسنت العلاقات مع إدارة بايدن.
وعزز التحول إلى الوضع الراهن مبدأ أساسيًا: رؤساء الولايات المتحدة يأتون ويذهبون ولكن الولايات المتحدة تحتاج إلى مصر.
وقال محللون إن القادة المصريين واثقون من أن البلاد ستظل شريكًا إقليميًا، خاصة في ضوء دورها كوسيط رئيسي في الحرب في غزة وكلاعب في أي سيناريو ما بعد الحرب.
وفي الواقع، إذا ظلت لهجة ترامب تجاه السيسي ودية كما كانت في فترة ولايته الأولى، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيف أي ضغوط متبقية على مصر من أجل الإصلاح، كما يقول المحللون.