كتبت: شروق السيد
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة السبت 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تداعيات إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وتأثير ذلك على السياسة العالمية والإقليمية، خاصةً العلاقات الأمريكية-الإيرانية، في هذا السياق، استعرضت صحيفة دنياي اقتصاد احتمالات التغيير في أسلوب تعامل ترامب مع السياسات الداخلية والخارجية، وتطرقت إلى أثر عودة ترامب على الصراعات الدولية، وضمن ذلك دور أمريكا في النظام الدولي، كما سلطت صحيفة سازندگي الضوء على موقف بعض السياسيين الإيرانيين الداعين إلى التخلي عن العداء مع واشنطن، في حين سلطت صحيفة كيهان الضوء على أهمية الاعتماد على القدرات المحلية في تعزيز الاقتصاد الإيراني في مواجهة العقوبات.
ضجة عالمية مع ترامب 2
كتبت الصحيفة الإيرانية “دنياي اقتصاد”: من المتوقع أن تتغير نطاقات الحروب ونوع تعامل السياسيين مع تولي ترامب السلطة، كما أظهرت تجربة “ترامب الأول” يجب أن نتوقع مواجهة بين صانعي السياسات وترامب في الساحة الداخلية للولايات المتحدة وكذلك على مستوى العالم. قامت صحيفة “دنياي اقتصاد” في سلسلة من التقارير، بدراسة وضع العالم وإيران مع عودة ترامب إلى السلطة مجددا، يبدو أن ترامب يسعى في سياسته الداخلية إلى متابعة برامج فترته الأولى، على الرغم من أنه قد يُجري تغييرات كبيرة في فريقه لتحقيق أهدافه بتحديات أقل، وقد تم الترويج لسياساته للحد من الهجرة على نطاق واسع، وصوّت العديد من ذوي الأصول اللاتينية له بسبب دعمه لسوق العمل، من جانب آخر، سيواصل على الأرجح سياساته التجارية لدعم الصناعات المحلية.
يبدو أن النزاع الأول لترامب قد بدأ، حيث وجَّه جيروم باول تحذيرا بشأن استقلالية البنك المركزي. وفي السياسة الخارجية، وعد ترامب بإنهاء الحروب الحالية في العالم. وتعتقد مجلة “الإيكونوميست” أن تقليص دور أمريكا في تنظيم النظام الدولي سيجعل العالم بيد الأقوياء؛ حيث ستتمكن الدول من تخويف جيرانها اقتصاديا وعسكريا دون خوف من العواقب، ولن يستطيع الضحايا اللجوء إلى أمريكا لطلب المساعدة. ومن المحتمل أن يلجأوا إلى التنازلات أو الاستسلام، وفي هذه الأثناء سيصبح تنفيذ المبادرات العالمية مثل مواجهة التغير المناخي أو مراقبة الأسلحة أكثر صعوبة.
النصر للمقاومة مؤكد
كتبت “دنياي اقتصاد”: أكد المرشد الأعلى بإيران صباح الخميس الماضي، خلال لقائه مع أعضاء مجلس خبراء القيادة، نمو ونشاط واستمرار مواجهة حزب الله وحماس القوية، وأشار إلى أن “النصر المحقق بوعد الله الذي لا شك فيه، واستنادا إلى تجارب المواجهات الناجحة لحزب الله وحماس في العقود الماضية، فإن الأحداث الأخيرة ستجلب بلا شك، النصر لجبهة الحق والمقاومة، كما أشار خامنئي في جزء آخر من حديثه، إلى أن العالم والمنطقة سيشهدان اليوم الذي سيهزم فيه الكيان الصهيوني على يد هؤلاء المجاهدين، ونأمل أن تروا ذلك اليوم جميعا”.
سيد حسين مرعشي: الوقت قد حان لترك العداء
كتبت صحيفة “سازندگي” أن سيد حسين مرعشي، الأمين العام لحزب وكلاء البناء في إيران، تحدث عن العلاقات الجديدة بين إيران وأمريكا بعد فوز ترامب، واقترح أن “الوقت قد حان لترك العداء”.
يمكن تحليل الانتخابات الأمريكية وتولي ترامب السلطة من عدة جوانب. أولا، هناك القضايا الداخلية في الولايات المتحدة والأحداث التي وقعت خلال السنوات الأربع الماضية، من احتجاج دونالد ترامب ومؤيديه على نتائج الانتخابات واقتحام الكونغرس إلى تشكيل عشرات الملفات في قضايا جنائية مختلفة ضده، لم يمنع أي من ذلك مشاركته في الانتخابات وفوزه. في الولايات المتحدة، يُعد الرئيس أعلى منصب في البلاد وليس مجرد منصب شكلي أو رمزي.
قد يتساءل البعض في إيران: لماذا لم تكن القضايا المتعلقة بالسيد ترامب مهمة للجمهوريين أو للأشخاص الذين شاركوا في انتخابات تجاوزت نسبة المشاركة فيها 70%؟ ولماذا لم تمنع هذه القضايا ترامب من الترشح في الانتخابات؟ قد يعتقد كثيرون في إيران أن تمكّن شخص لديه عشرات القضايا من المشاركة في الانتخابات يُعد ميزة إيجابية، حيث إن المجتمع الذي يهتم بالانتخابات لا يُلقي بالا لاتهامات مثل الانحرافات والاتهامات الموجهة إلى ترامب، إضافة إلى ذلك، تسمح القوانين والأنظمة الأمريكية بمشاركة شخص بهذا الكم من التهم في الانتخابات.
على أي حال، قد لا يتم فهم هذه الحالة بشكل إيجابي في إيران، لكن عامة الشعب الأمريكي لا تقيد حريتهم في اختيار الرئيس، أي عندما يصلون إلى نقطة الاختيار، فإن هذا الاختيار لن يُقيد بأي قانون أو حجم من المخالفات والاتهامات، هذه نقطة مهمة يجب أخذها في الاعتبار، كما تُظهر هذه المسألة أن الحرية داخل أمريكا لها أهمية كبيرة لدى الشعب الأمريكي لدرجة أن أي اتهام لا يمكنه أن يبعد شخصا عن إمكانية اختياره من قبل الشعب.
النقطة الثانية هي مسألة المنافسات الانتخابية الجادة في أمريكا واهتمام مجتمع هذا البلد بالحقائق. صوَّت الناس للشخص الذي استطاع السيطرة على جائحة كورونا في الماضي، وتقليل التضخم، وتحقيق الرخاء دون تضخم، وتولي إدارة الاقتصاد، بالطبع، هذا لا يعني أن انتخاب ترامب لا يتعلق بسياساته الدولية، لا.
انقطاع الكهرباء أم الحياة؟
کتبت صحيفة “سازندگي”: بأمر من الرئيس، تم إيقاف حرق المازوت في ثلاث محطات طاقة؛ حتى لا تتضرر صحة الناس أكثر من ذلك، رغم أن توقف حرق المازوت قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء.
“عرس في زقاق البيتكوين”
كتبت صحيفة “هفت صبح”: لماذا يُعد فوز ترامب بهذا القدر من السعادة بالنسبة لنشطاء العملات الرقمية؟
أحمد رضا نجفي: أثار فوز ترامب في دول أخرى وصعوده مجددا كفائز في أحد الانتخابات المصيرية في أمريكا، موجة من الأمل والتفاؤل بين المستثمرين في سوق العملات الرقمية.
كتبت الصحيفة الإيرانية ” هم ميهن”: خبراء ينتقدون موقف إيران الرسمي بعد فوز ترامب
روبرت أوبراين
مستشار الأمن القومي السابق لترامب
يفكر ترامب كثيرا في نهج أسلافه مثل أندرو جاكسون ونهج جاكسون في السياسة الخارجية، كان جاكسون يعتقد أنه عندما تكون مضطرا إلى التحرك، يجب أن تكون مُركّزا وقويا، ولكن عليك تجنب الإفراط الزائد، ستكون الولاية الثانية لترامب شاهدا على عودة الواقعية بنكهة جاكسونية؛ حيث سيصبح أصدقاء واشنطن أكثر أمانا واعتمادا على أنفسهم، وسيعود أعداؤها إلى الخوف من قوة أمريكا، بدأت مشكلات بايدن في الشرق الأوسط عندما حاول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، انسحب ترامب من هذا الاتفاق في عام 2018، وبعيدا عن القضاء على برنامج إيران النووي أو حتى عرقلته، فقد سمح هذا الاتفاق لإيران بالاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي التي تُستخدم لتخصيب اليورانيوم بما يكفي لصنع قنبلة، العودة إلى سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجها ترامب تشمل التطبيق الكامل للعقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني، والتي تُفرض ليس فقط على إيران، ولكن أيضا على الحكومات والمنظمات التي تشتري النفط والغاز من إيران.
صادق زيبا كلام
أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران
في إيران، هناك اعتقاد خاطئ ساد على مدى العقود الخمسة الماضية، وهو أن لا فرق من يكون رئيس الولايات المتحدة، هذا الرأي خاطئ بالقدر نفسه الذي يمكن أن نقول فيه، على سبيل المثال، إنه لا يهم من يكون رئيس إيران، هل كانت السنوات الثماني لحكومة خاتمي مماثلة للسنوات الثماني لحكومة أحمدي نجاد؟ هل كانت حكومة الثلاث سنوات للراحل رئيسي مماثلة للسنوات الثماني لحكومة روحاني؟
أسأل السيد بزشكيان: لو كان سعيد جليلي هو من أصبح رئيسا بدلا منه، هل كان الأمر سيبقى كما هو؟ إذا قال شخص معارض للنظام إنه لا فرق من يكون رئيس الولايات المتحدة، فهذا مفهوم لأنه يسعى لأهداف أخرى، لكن لا يمكننا قبول مثل هذا الكلام من رئيس مثل السيد بزشكيان أو من المتحدث باسم حكومته بأنهم يرون أنه لا فرق من يكون رئيس الولايات المتحدة.
قيل إن لدينا خطة، سؤالي هو: بعد شهرين، إذا أرسل ترامب رسالة بأنه مستعد للتفاوض، فما خطتنا حينها؟
فريدون مجلسي
دبلوماسي إيراني سابق ومحلل في العلاقات الدولية
تعتمد سياسة إدارة ترامب تجاه إيران بشكل كبير على السياسة التي ستتبعها إيران، يجب على إيران أن تقرر ما إذا كانت ستواصل سياستها السابقة تجاه إسرائيل أو تنضم إلى الدول العربية التي تتبع برنامجا للتعاون والسلام، ترامب لا يمكنه الاعتماد على العقوبات إلى الأبد؛ سيأتي يوم يتم فيه فرض العقوبات عليه من قبل الآخرين.
جميع الدول بحاجة إلى أسواق عالمية متنوعة، أوروبا ترغب في دخول أسواق ذات طابع عالمي، مما يمكنها من استعادة موقعها في الإنتاج والتصدير، الوضع الحربي الحالي لا يسبب المتاعب لدول المنطقة فقط، بل يخلق مشاكل للعالم بأسره.
في ما يتعلق بأوكرانيا، فإن ترامب يميل أكثر إلى التجارة، والتي تتطلب إنهاء الحرب في أوكرانيا بطريقة ما، إنهاء تلك الحرب سيكون في مصلحة إيران، لأنه سيضع حدا لتورطها في تلك الحرب، ويزيل هذه الذريعة ضد إيران.
ومع ذلك، فإن نهج ترامب تجاه إيران معقد، ولا يمكن التنبؤ به بسهولة.
آرمان ملي: التمسك بمطالب الشعب
قد يكون من المبكر جدا، رغم مرور ثلاثة أشهر فقط على تولي الحكومة الرابعة عشرة (الحكومة الحالية لمسعود بزشكيان) مهامها، أن نقوم بتقييم أدائها أو النظر في مدى تحقق وعودها، ولكن من الواضح أن هذا التذكير يجب أن يتم دائما في ما يتعلق بالحكومة، فمن جهة، يجب على الحكومة أن تضع الوعود والشعارات التي طرحتها خلال الانتخابات وبعدها، في مقدمة أولوياتها وعلى مرأى من أعينها، وأن تعمل على تحقيقها؛ وذلك لتجنب شعور المجتمع بالفتور أو عدم الاكتراث تجاه تحقيق تلك الوعود، ومن جهة أخرى، يجب أن يكون هناك تركيز على السياسات التي تحكم عمل الحكومة.
اشتباك بين أنصار فلسطين ومشجعي فريق مكابي الإسرائيلي
كتبت صحيفة “إيران”: أدى إلى إصابة العشرات، انفجار غضب عالمي في أمستردام.
صحيفة “إيران”: المرشد الأعلى بإيران في لقائه مع أعضاء مجلس خبراء القيادة: العالم سيشهد هزيمة الصهاينة.
كيهان: عكس الأوهام التي ينشرها الغربیون، يعتمد الاقتصاد الإيراني على القدرة الداخلية وليس على تغيّر الحكومات في أمريكا
تجارب إيران في فترة الولاية الأولى من رئاسة ترامب في المجالات الاقتصادية وفرض العقوبات، خاصة في السنوات الأخيرة، مع الفوضى الشديدة التي شهدتها السياسات الأمريكية، أظهرت كيف أنه بالاعتماد على القدرة الداخلية وعضوية إيران في بعض الآليات الدولية قد ساهم في تعزيز صمود إيران أمام العقوبات وأمام أعدائها.
في السنوات الثلاث الأخيرة، عملت إيران على توطيد علاقاتها بشكل أكثر دقة، خاصة في المجالات الاقتصادية، واستأنفت تصدير جزء من نفطها بشكل محدود إلى الدول الصديقة، وأبعدت بعض الدول عن العقوبات الأمريكية، مما جعلها بطريقة ما، محصنة من هذه العقوبات.