كتب: علي زين العابدين برهام
تعتبر خطب الجمعة في إيران واحدة من أهم الأدوات الدينية والسياسية التي تلعب دورا كبيرا في توجيه الرأي العام الإيراني وتشكيل الوعي الشعبي. وهي الأداة التي تعكس سياسات الدولة وتوجهاتها، وتحشد الجماهير حول القضايا المصيرية.
نستعرض في هذا التقرير أبرز ما تم تناوله في خطب الجمعة بإيران اليوم 14 مارس/آذار 2025، على النحو التالي:
الصمود في وجه ترامب
تناول موقع “مشرق نيوز” أهم ما تطرق إليه خطيب جمعة طهران محمد حسن أبو ترابي فرد.
فنقل الموقع قول ترابي فرد أن اليوم، العالم يشهد الغطرسة والجشع في تصرفات رئيس الولايات المتحدة، حتى الدول الأوروبية والغربية نفسها تعاني من هذا التسلط. والمجتمع الإسلامي، في مواجهة الطغاة وجبهة الكفر، يقف في ذروة العزة والقوة.
وأشار إلى أن العراق، وفلسطين، واليمن، ولبنان اليوم يمثلون رموز الصمود في مواجهة الاستكبار؛ هذه الجبهة ثابتة وصامدة، وهي ثمرة الحركة العظيمة التي قادها الشعب الإيراني العظيم.
المفاوضات النووية
تناول موقع “قطره” ما ذكره حسيني بوشهري، خطيب جمعة مدينة قم، موضوع المفاوضات النووية.
صرح حسيني بوشهري بأن “شعبنا يتمتع بالبصيرة والوعي الكافيين في هذا المجال، وقد أكد قائد المرشد الأعلى أننا نقبل منطق التفاوض، لكن السؤال هو: مع من نتفاوض؟”,
وتابع قائلا: “لا يمكن الوثوق بمن يرسل رسالة تفاوض وفي الوقت نفسه يفرض العقوبات. وكما قال المرشد الأعلى، فإننا في المفاوضات كنا نسعى لرفع العقوبات، لكن ذلك لم يتحقق، وترامب قلب الطاولة على المفاوضات ومزقها”.
وأكد قائلا إن “أعداءنا يتهموننا بامتلاك سلاح نووي، في حين أن قائد الثورة قد أوضح مرارا أننا لا نسعى إلى إنتاج أو تخزين أو استخدام الأسلحة النووية، ولو كنا نريد ذلك، لكنا قد فعلناه، لكننا لا نملك هذه النية”.
انتقاد انقطاع المياه
تناول موقع “صبح زاجروس” ما أدلى به خطيب جمعة مدينة ياسوج من نقد للمسؤولين.
إذ ذكر الموقع أن نصير حسيني قال في ختام خطبته، إن الناس تعاني من انقطاع المياه، وعلى المسؤولين المعنيين أن يبذلوا جهدهم؛ كي لا يتعرض المواطنون للأذى.
وأضاف أن الناس يستيقظون في الليل فلا يجدون الماء، مما يستوجب على القائمين على هذا الأمر حل هذه المشكلة، سعيا لرضا الله تعالى ورضا الناس.
إشراك الناس في الحلول
تناولت وكالة أنباء “مهر” أبرز ما قاله مصطفى محامي، إمام جمعة زاهدان.
فذكرت الوكالة قول محامي: “أكدتُ أمس في اجتماع المحافظين ورؤساء البلديات بالولاية على ضرورة العمل بروح القائد الجهادي، في مواصلة طريق الشهداء والقادة الشهداء، وأن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم بجدية”.
وأشار إلى أنه “إذا كنا نريد حل المشكلات الاقتصادية وتحقيق الأمن المستدام، فيجب أن يكون الناس في قلب هذه الجهود”.
وأضاف: “أكدتُ خلال اجتماع العشائر وشيوخ القبائل بالولاية أن الجماعات الإرهابية التي تتسلل من خارج البلاد وتنفذ عملياتها في عمق المحافظة يجب أن يُكشف مصدر قدومها، والطريق الذي سلكته، ومن كان مسؤولا عن مراقبة تلك المنطقة”.
“حل المشكلات الاقتصادية بيدنا وليس بيد الغرب”
تناولت وكالة أنباء “الدفاع المقدس” أبرز ما قاله لطف الله دجكام، خطيب جمعة شيراز.
إذ ذكرت الوكالة أن دجكام تحدث عن القضايا الاقتصادية وإصلاحها، مشيرا إلى أن “المرشد الإيراني تناول هذا الموضوع بشكل مفصل خلال لقائه مع مسؤولي النظام، حيث قدم سبعة حلول لمعالجة مشكلاتنا الاقتصادية، وهذه الحلول يجب أن ننفذها بأنفسنا”.
وأضاف أن وسائل الإعلام الأجنبية التي تروج لفكرة أن حل مشكلات الاقتصاد الإيراني يجب أن يأتي من الغرب، تفعل ذلك لتحقيق مصالحها الخاصة، وإلا فإن اقتصاداتهم نفسها تعاني بسبب مواجهتهم لإيران.
وأوضح أن الدول الغربية تدرك أنه إذا لم يتعاملوا مع إيران، فإن أوضاعهم الاقتصادية ستتدهور. وإذا كان ترامب يثير الفوضى، ويدخل في نزاعات مع كندا والمكسيك، ويسعى للسيطرة على خليج بنما، فذلك لأن اقتصادهم قد تعرض للضرر، ولو لم يكن كذلك، لما وصلوا إلى هذا الوضع.
افتعال الأزمات للدفع نحو التفاوض
تناولت صحيفة “همشهري أونلاين” ما صرح به أحمد علم الهدى، خطيب جمعة مشهد في خطبته.
إذ ذكرت الصحيفة تأكد علم الهدى أن الإدارة الحازمة والفعالة من قبل الأجهزة التنفيذية كفيلة بحل جميع المشكلات.
وأضاف أنه “مع بعض الأحداث التي نشهدها، يتبادر إلى الذهن تساؤل: هل هناك عناصر مخترقة داخل النظام تعمل على افتعال الأزمات، لإلقاء اللوم على العقوبات، ومن ثم التمهيد للجلوس إلى طاولة المفاوضات؟!”.
وأشار إلى أنه “قبل يومين، وبّخ الرئيس وزير الزراعة، متسائلا عن سبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، رغم أن المخازن كانت ممتلئة بهذه السلع قبل ارتفاع سعر الصرف. الرئيس تساءل بوضوح: ما علاقة ارتفاع أسعار هذه السلع بأسعار الدولار؟!”.
موقف إيران حازم في مواجهة الأخطاء الأمريكية
تناولت وكالة أنباء “إيمنا” ما قاله أحمد محمودي، خطيب جمعة أصفهان.
إذ ذكرت الوكالة تصريح محمودي بأن “أعداء إيران، وعلى رأسهم أمريكا وأتباعها، يجب أن يدركوا أنه، كما أكد المرشد الأعلى، فإن أي خطأ يرتكبونه سيُقابل بردٍّ حاسم وقاطع من إيران”.
وأضاف أن المرشد الأعلى، خلال اجتماعاته الأخيرة مع قادة النظام ولقائه بالطلاب، أدلى بتصريحات مهمة، خاصة في ما يتعلق بالمفاوضات مع أمريكا، حيث قطع الطريق أمامها بشكل واضح، وأكد أن تصريحات ترامب ليست إلا خداعا للعامة.
وأكد أن “موقف المرشد الأعلى واضح تماما، فلو كنا نريد امتلاك السلاح النووي، لما تمكن الغرب، ولا حتى أمريكا، من منعنا، لكنهم ببساطة لا يفهمون ذلك”.
نقاط هامة في خطبة الجمعة بتبريز
تناولت وكالة أنباء “خبر أونلاين” ما أبرز ما قاله أحمد مطهري أصل في خطبة صلاة الجمعة في تبريز.
فذكرت الوكالة تأكيد مطهري “ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة في ظل قلة الأمطار هذا العام، مشددا على أهمية الترشيد في استخدام الغاز والكهرباء والمياه، والدعاء لطلب رحمة الله وعدم حرماننا من نعمه الواسعة”.
وحول الأوضاع الاقتصادية، قال: “التضخم والضغوط الاقتصادية أصبحت مرهقة للمواطنين. المسؤولون يبذلون جهدهم، لكنهم بحاجة إلى تكثيف العمل للسيطرة على التضخم الجامح، فقد أصبح الوضع المعيشي صعبا على الناس. لذا، يجب على الحكومة وضع خطط قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى، وإشراك جميع الأجهزة في إيجاد الحلول”.
وفي ما يتعلق بالحجاب والعفاف، قال: “العفاف يعني الطهارة والالتزام، وهو على النقيض من الفساد، أما الحجاب فهو المظهر الخارجي لهذا العفاف. الأغلبية الساحقة من الناس تهتم بالعفاف، لكن التهاون في مسألة الحجاب يؤدي تدريجيا إلى الانحراف عن العفة، مما يجعل السيطرة على الأجيال القادمة أمرا صعبا، لذا نؤكد ضرورة الالتزام بالحجاب للحفاظ على القيم الأخلاقية والاجتماعية”.
احترام قدسية شهر رمضان
تناولت وكالة أنباء “تسنيم” ما قاله محمد كاظم مدرسي، خطيب جمعة يزد.
إذ ذكرت الوكالة تأكيد مدرسي أهمية الحفاظ على حرمة شهر رمضان؛ نظرا إلى تزامنه مع عيد النيروز.
وشدد على ضرورة التزام المواطنين والمسؤولين بالسلوكيات التي تحترم هذا الشهر الكريم وتجنب أي تصرفات قد تؤدي إلى انتهاك قدسيته.
وطالب المسؤولين باتخاذ تدابير وقائية لمنع وقوع كوارث. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الطابع التقليدي والآمن للاحتفالات.