كتب: محمد بركات
نشر الموقع الرسمي للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، رواية لإحدى رؤاه في المنام، زعم أنه رآها خلال فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2013.
أثارت هذه الرواية موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تناولتها بعض الصحف الإيرانية بتحليل لرمزية الحلم ومدى ارتباطه بمسيرته السياسية.
يقول روحاني: “كنت أغط في نوم عميق، ولم يتبقَّ سوى ساعة تقريبا على وقت السحر، ورأيت في المنام أن لي جناحين، وكنت مستعدا للطيران، ورأيت رجلا، اتضح أنه محمد خاتمي (الرئيس الإيراني الأسبق)، وكان حزينا ومنطويا على نفسه، وأردت أن أفتح معه حديثا لأخرجه من حزنه، فقلت له دعني أصحبك إلى الأعلى، إلى السماء”.
ويضيف الرئيس الإيراني الأسبق: “بجناحي الأيسر، أخذت خاتمي تحت جناحي وحملته إلى الأعلى، إلى السماء، ووصلنا إلى بستان مليء بالأزهار الملونة التي لا حصر لها في الأفق، وبقينا حتى خرج من حزنه، ثم أعدته من السماء إلى أرض مليئة بالأزهار”.
ويتابع روحاني سارد ما يزعم أنه رآه بالمنام: “ثم توجهت نحو مسجد، وعند مدخل المسجد، رأيت كثيرا من الجراد، فقمت بطرده بجناحي، فقال لي رجل مسن: أليس من المؤسف أن تستخدم جناحيك لطرد الجراد؟ اتركهم وشأنهم!
ثم استيقظت من الحلم، وكان قد حان وقت السحر، والجو لا يزال بين الظلام والنور، وكان ذلك في يناير/كانون الثاني 2013″.
وبحسب روحاني، فإن تلك الرؤية كانت أحد أسباب ترشحه لانتخابات الرئاسة الإيرانية في العام نفسه، وقام بالربط بينها وبين الواقع الإيراني، بحسب مقاله المنشور على موقعه الرسمي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
العودة إلى السياسة عبر الأحلام
بعد نشر روحاني رؤياه بالمنام، تناولها عدد من الصحف الإيرانية، بعضها بالسخرية وبالنقد اللاذع، وبعضها بالتحليل.
فقد علقت صحيفة فرهيختكان على تلك الرواية في تقرير لها الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كتبت فيه: “يروي روحاني هذا الحلم ليصل إلى فكرة أنه استغرق سنة كاملة حتى ينتقل من فكرة الترشح في الانتخابات الرئاسية إلى اتخاذ القرار الفعلي بالترشح”.
ويضيف التقرير: “هذه الرؤية تم نشرها بعد مرور 11 عاما، وخلال هذه الفترة، نشر روحاني العديد من المذكرات حول فترة رئاسته، لكن روايته عن التسجيل في الانتخابات الرئاسية وحلمه الغريب أثارت كثيرا من ردود الفعل”.
وحول دلالات نشر الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني بعض مذكراته، تقول الصحيفة: “إن نشر هذه الذكريات من حين إلى آخر يحمل عدة رسائل، ومنها أن روحاني يحاول أن يمنع نفسه من الإقصاء والابتعاد عن الساحة السياسية، فمن المؤكد أن نشر هذه الذكريات بشكل دوري، يساعد بشكل كبير على منع تهميش اسمه في أذهان الناس”.
حلم روحاني.. كابوس للإيرانيين
أما موقع “جوان أونلاين”، فيقول في تقرير له: “من الغريب أن حسن روحاني وحكومته لديهم تاريخ طويل من الأحلام والتخيلات، فقد ادعى روحاني مسبقا في مذكراته بالصفحتين 48 و49 أنه راوده حلم آخر فيه هودج ونور، كذلك ففي ليلة إعلان تسعيرة البنزين الموحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، صرح روحاني بأنه كان نائما ولم يعلم بما حدث إلا صباح اليوم التالي”.
ويضيف التقرير: “في حادثة أخرى، ذكرت تقارير صحفية أن روحاني لم يتمكن من الاستيقاظ خلال الساعات التي سبقت الهجوم على قاعدة عين الأسد الأمريكية في فجر 8 يناير/كانون الثاني 2020، رغم محاولات إبلاغه من قبل المسؤولين”.
وتعقب الصحيفة: “هذه المواقف من النوم والأحلام تحولت إلى كابوس في أعين كثير من الإيرانيين”، وذلك وفقا لتقرير الموقع الصادر في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
هودج أحلام روحاني
أما موقع تجارت نيوز فيقول: “كثرت أحلام الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، مما جعل من الضرورة الوقوف على معناها، ففي مذكراته يشرح روحاني حلما رأى فيه مما يرى النائم، أنه يتوضأ ويصلي فإذا به يرى هودجا يشع منه النور فقام من وضوئه وتبع النور ولم يذهب للصلاة!”.
وتضيف الصحيفة: “إن كلمة هودج تعني الخيمة أو المظلة التي تثبت على ظهر الجمل، لكننا لا نعرف تحديدا ما هي رمزية الهودج أو الجمل في أحلام روحاني، وهل راودته تلك الأحلام عندما ارتفع سعر البنزين أو ضربت قاعدة عين الأسد في سوريا، أو ربما كان الهودج المضيء هو إحدى الطائرات التي شاركت في الهجوم”، وذلك حسبما ورد في تقرير الموقع في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
روحاني يحلم مجددا
أما صحيفة كيهان الناطقة بلسان المرشد الإيراني علي خامنئي، فكتبت تعليقا على حلم خامنئي: “نشر الموقع الرسمي للرئيس السابق حسن روحاني روايته لحلم جديد له… لقد كثرت أحلام روحاني منذ أن ترك منصب الرئاسة”، وذلك وفقا لتقرير الصحيفة بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
أحلام روحاني الغريبة التي تحققت بعد ثماني سنوات
وكتب موقع “صاحب خبران” تعليقا على أحلام الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني: “لسوء الحظ، تحولت تلك الأحلام والتوقعات إلى خيبة أمل كبيرة في حكومة روحاني، حيث عانت البلاد من العديد من الأزمات الاقتصادية خلال فترة حكمه، فكان من بين هذه الأزمات، أنه في الفترة من 2011 إلى 2018 بلغ معدل الاستثمار الثابت السنوي نسبة سلبية وصلت إلى -6%. كما شهدت إيران فترة من التضخم المرتفع للغاية، حيث سجلت حكومة روحاني أعلى معدل للتضخم في تاريخها خلال فترة حكمه، ومرت البلاد بثلاث سنوات متتالية من التضخم الذي تجاوز 30% من عام 2017 وحتى عام 2019″، وذلك حسب تقرير الموقع بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تعليقات رواد مواقع التواصل:
كذلك فقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ساخرين من ذلك الحلم، حيث كتب أمير طاهر حسين خان، أحد رواد مواقع التواصل، قائلا: “بعد انتشار رواية حسن روحاني عن حلمه الجديد، رأيت أنه من المناسب إعادة نشر ذكرياته السابقة حول رؤية الهودج المضيء”، وقد أرفق بتغريدته فيديو قديما لروحاني يتحدث فيه عن حلم آخر.
وعلق حساب آخر: “اذهب وابق في أحلامك، فقد جعلت الاقتصاد والثقافة بإيران يغرقان في سبات عميق، وأعدت البلاد مئة عام إلى الوراء”.
وجاء تعليق آخر: “حسن روحانی من خلال هذا الحلم لديه طلب من خاتمي، ولكن متى سيظهر هذا الموضوع؟ الله أعلم!”.
وعلق حساب آخر: “نمت العصر، وشاهدت حلما مشابها لأحلام روحاني. سامحكم الله، كم أنتم محبطون بهذه الصور من أحلام روحاني التي تملأ وسائل التواصل”، في إشارة إلى انتشار الصور والتغريدات لتلك الأحلام.
وعلق حساب آخر: “لقد كتبت حلم روحاني للذكاء الاصطناعي، وأرسل لي هذا الرد”، وقد أرفق التغريدة صورة.
وجاء تعليق آخر: “كنت نائما، وعرفت صباح السبت ما حدث”، وقد أرفق تغريدته بوسم حكومة روحاني الثالثة، في إشارة منه إلى تشابه حكومة الرئيس الإيراني الحالي وحكومة روحاني.
تبقى رواية حسن روحاني عن حلمه مثار جدل واسع في الأوساط الإيرانية، بين من يراها محاولة لإعادة تشكيل صورته السياسية ومن يعتبرها تفسيرا للعقلية التي كانت تدير إيران لمدة ثماني سنوات.