كتبت إسراء محمد علي
فيما لا يزال الإيرانيون ينتظرون الإجابة عن سؤال يشغلهم على مدار أكثر من ٣ شهور حول مقتل إثنين من الإيرانيين في عملية إجرامية لم تحدد السلطات الفرنسية بعد عما إذا كانت عملية أمنية أم جريمة كراهية، اختفت أستاذة جامعية إيرانية في منتصف العمر في ظروف غامضة في فرنسا؛ ولم تزود فرنسا إيران بأي معلومات دقيقة عن حالتها،لتضاف الحادثة في القوس المفتوح لحوادث الإيرانيين في البلد الأوروبي.
اختفاء أستاذة جامعية
أعلن إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسب تقرير لموقع “انتخاب” المنشور الإثنين ١٠ مارس /آذار 2025 إنه تم إعلام الوزارة أن مواطنة إيرانية تعيش في فرنسا، وهي امرأة في منتصف العمر وأستاذة جامعية، اختفت قبل أيام قليلة في فرنسا،ولم تتمكن حتى الآن من تلقي معلومات مفصلة عن حالتها من السلطات الفرنسية المختصة.
وردا على سؤال بشأن أنباء اختفاء مواطنة إيرانية في فرنسا، قال بقائي: “للأسف علمنا أن مواطنة إيرانية تعيش في فرنسا، وهي أستاذة جامعية وامرأة في منتصف العمر، اختفت قبل أيام”. ولم نتمكن حتى الآن من الحصول على معلومات دقيقة عن حالته من الجهات الفرنسية المختصة.
وتابع: ” تحدث قسمنا القنصلي مع السفارة الفرنسية في طهران بشأن هذه القضية وتابعناها”.
وأضاف بقائي: “نأمل أن نتمكن من الحصول على معلومات عن حالته في أقرب وقت ممكن وألا تقلق أسرتها
لغز مقتل مواطنين إيرانيين في فرنسا
وفجر اختفاء الأستاذة الجامعية من جديد الجدل حول حادث مقتل إيرانيين في عملية طعن في فرنسا في ديسمبر الماضي، وحسب موقع “انتخاب” قال متحدث باسم وزارة الخارجية: “إن وزارة الخارجية تعتبر أن من واجبها التحرك لحماية حقوق المواطنين الإيرانيين في أي مكان في العالم”. وأضاف: “لم يتضح لنا بعد حجم مقتل مواطنين إيرانيين خلال العملية التي جرت في فرنسا قبل نحو ثلاثة أشهر. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه عملية إرهابية أم عملية مبنية على الكراهية العنصرية، ولم نتمكن حتى الآن من الحصول على معلومات دقيقة عن حالته من السلطات الفرنسية المختصة”.
حماية حقوق الرعايا الإيرانيين
وحسب موقع صحيفة”فرهيختكان” فيما يتعلق بمقتل بعض الرعايا الإيرانيين في فرنسا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مع تقديره لاهتمام وسائل الإعلام بهذا الشأن: “تعتبر وزارة الخارجية أن من واجبها اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق الرعايا الإيرانيين في أي مكان في العالم”. وأشار إلى أنه في حالة المواطنين المذكورين، فقد قُتلا منذ نحو ثلاثة أشهر في فرنسا خلال عملية لا يزال نطاقها غير واضح لنا حتى الآن. ولم يتضح لنا ما إذا كانت هذه عملية إرهابية أم عملية مبنية على الكراهية العنصرية، وعلى أية حال، فإن المبادئ الأساسية للقضاء وحقوق الإنسان تتطلب من النظام القضائي في البلد المعني أن يعالج هذه المسألة، وأن يجري تحقيقاً قضائياً ويقدم معلومات مفصلة حول كيفية وقوع جريمة القتل ويلاحق المعتدي أو المعتدين جنائياً.
وأكد بقائي: “نحن نتابع هذا الأمر بشكل مستمر عبر السفارة الفرنسية في طهران وأيضا عبر السفارة الإيرانية في باريس، لكن للأسف لم نتلق حتى الآن أي معلومات بهذا الخصوص”. ولم يتضح لنا ما إذا كان قد تم اتخاذ إجراءات قانونية. وهذه القضية تشكل دائما أحد المطالب التي سنرفعها إلى السلطات الفرنسية.
لغز قضية مقتل الإيرانيين
وفي تقرير بعنوان” أين انتهت قضية مقتل الإيرانيين في فرنسا؟” المنشور في موقع صحيفة ” فرهيختكان” في ٤ فبراير/شباط 2025، صرح نائب وزير الخارجية، وحيد جلال زاده، ردًا على سؤال حول وضع قضية مقتل الإيرانيين الإثنين في فرنسا وتعاون الحكومة الفرنسية مع إيران في هذا الصدد: “تابعنا القضية منذ اللحظة الأولى لوقوع هذا الحادث لمواطنينا. ودعونا السفير الفرنسي إلى وزارة الخارجية. كما التقى سفيرنا في باريس مسؤولين فرنسيين للتشاور، وأعربنا عن احتجاجنا للسلطات الفرنسية”.
وأضاف: “ومنذ البداية، قمنا بمتابعة المسائل القانونية المتعلقة بهذه القضية، والتي تطلبت من الحكومة الفرنسية دفع تعويضات لعائلتي هذين المواطنين. نحن نحاول ترتيب نقل جثتي هذين المواطنين إلى إيران”.
وقال جلال زاده إن “خمسة أشخاص قتلوا في هذا الحادث، اثنان منهم فرنسيان وإيرانيان وشرطي، والمحكمة تنظر في هذه القضية”، مضيفا: “نأمل أن يتم نقل جثتي المواطنين الإيرانيين إلى البلاد خلال الأسبوعين المقبلين وأن تدفع الحكومة الفرنسية تعويضات لأسرتيهما”.
تفاصيل قتل حميد وهادي
يذكر أن هذين الإيرانيين قد تعرضا لإطلاق نار خلال هجوم في “لون بلاج” قرب مدينة “دنكيرك” شمال فرنسا، من قبل شخص لم يتم الإعلان عن هويته بعد رغم اعتقاله من قبل الشرطة.
وحسب تقرير نشر في ٧ فبراير/شباط 2025، قال موقع” عصر إيران“، تم دفن جثتي اللاجئين الإيرانيين اللذين قتلا في فرنسا في إيران بعد عودتهما إلى وطنهما.
وعادت جثتا حميد قرباني وهادي رستمي، وهما لاجئان كرديان إيرانيان قتلا برصاص مهاجم فرنسي في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، في المنطقة المحمية بمخيم “لون بلاج” في ميناء دونكيرك، إلى ديارهما في ساعات متأخرة من يوم الجمعة 12 فبراير/شباط.
حميد وهادي كانا يسيران على حافة الغابة، بالقرب من الطريق الذي يمر بجوار المخيم، عندما وصلا جسر دوميس؛ أنهى المهاجم ذو الأصول الفرنسية البالغ من العمر 22 عاماً حياة حميد وهادي برصاصة قاتلة.
وحسب تقرير نشره موقع “راديو فردا” في ديسمبر/كانون الأول 2025، دعا نائب المسؤول القنصلي بوزارة الخارجية الإيرانية السلطات الفرنسية إلى متابعة مقتل مواطنين إيرانيين اثنين خلال هجوم مسلح في فرنسا “بشكل جدي”.
ووصف وحيد جلال زاده مقتل الإيرانيين الاثنين، اللذين أعلنت مصادر كردية أنهما لاجئان كرديان إيرانيان، بأنه “مريب وله دوافع عنصرية”.
وقال إنه بعد علمها بمقتل مواطنين إيرانيين خلال هذا العمل المسلح، اتصلت السفارة الإيرانية في فرنسا “بالجهات المختصة في الحكومة الفرنسية لمتابعة الأمر وطالبت بتحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم ومعاقبتهم”، ومنك ذلك الحين وحتى مارس 2025 لا يزال لغز مقتل الرعايا الإيرانيين لغزاً غامضاً.