كتب: ربيع السعدني
استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفراء دول الترويكا الأوروبية الثلاث “بريطانيا وفرنسا وألمانيا” في طهران، احتجاجا على ما وصفته بـ”تواطئهم مع واشنطن لعقد اجتماع مغلق بمجلس الأمن ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني”. واحتجاجا على تواطؤ دول الترويكا الأوروبية “بريطانيا وفرنسا وألمانيا” يوم الأربعاء الماضي (12 مارس/آذار 2025)، استدعى المدير العام للسلم والأمن الدوليين سفراء هذه الدول إلى وزارة الخارجية، من قبل حسني نجاد بيركوهي، المدير العام للسلم والأمن الدوليين.
وفي وقت سابق طلب عقد الاجتماع الاستثنائي يوم 11 مارس/آذار 2025، ستة من أعضاء مجلس الأمن، وهم فرنسا، واليونان، وبنما، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وذكرت وكالة “رويترز” أن هؤلاء الأعضاء يريدون أيضا من المجلس مناقشة التزام طهران بتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية “بالمعلومات اللازمة لتوضيح المسائل العالقة المرتبطة بمواد نووية غير معلنة تم اكتشافها في مواقع عديدة بإيران”.
وأبلغت الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مجلس الأمن أنها مستعدة، عند الضرورة، لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
مطالب إيران من الترويكا
وفي هذا الاجتماع الاستثنائي الذي حضره السفير الفرنسي والسفير الألماني والقائم بالأعمال البريطاني في غياب السفير، أعلن مدير عام السلم والأمن الدوليين بوزارة الخارجية احتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشديد على النهج غير المسؤول والاستفزازي لهذه الدول الثلاث، وذكّرها بالنقاط التالية:
- إن البرنامج النووي السلمي الإيراني يتوافق تماما مع حقوق إيران والتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي واتفاقية الضمانات، وإن الأنشطة النووية الإيرانية لا تتعارض مع خطة العمل الشاملة المشتركة، باعتبارها وثيقة تتضمن تدابير بناء الثقة الطوعية التي اتخذتها إيران مقابل رفع العقوبات القمعية وغير القانونية المفروضة عليها، لأنه وفقا لخطة العمل الشاملة المشتركة، يُسمح لإيران بتعليق تنفيذ التزاماتها جزئيا أو كليا ردا على انتهاك تعهدات الأطراف الأخرى.
- إن عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن البرنامج النووي الإيراني يفتقر إلى أي مبرر فني أو قانوني ويعتبر خطوة استفزازية وسياسية تتماشى مع التوجهات الأمريكية الأحادية الجانب والمثيرة للتوتر.
- إن امتثال الدول الأوروبية الثلاث للطلب الأمريكي غير المبرر بعقد اجتماع لمجلس الأمن هو بمثابة دعم لطرف كان، من خلال انسحابه الأحادي وغير القانوني من الاتفاق النووي وانتهاكه الصارخ لقرار مجلس الأمن رقم 2231 في عام 2018، سببا وعاملا للتطورات غير المرغوب فيها اللاحقة في ما يتعلق بهذه الوثيقة.
- في حين عقد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام قليلة وأعلنت البلدان عن آرائها ومواقفها بشأن القضية النووية الإيرانية، فإن عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني يعد تدخلا مدمرا ومسيئا للمهمة الفنية للوكالة ويعرض العملية الطبيعية للتعاون بين إيران والوكالة للخطر.
وأكد سفراء دول الترويكا الأوروبية الثلاث “بريطانيا وفرنسا وألمانيا”، أنهم سينقلون الوضع إلى عواصمهم.
تفعيل “آلية الزناد”
وعلى هامش الاجتماع الثلاثي بين إيران وروسيا والصين الذي انعقد يوم الجمعة 14 مارس/آذار 2025 في بكين، حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الغرب من عواقب استخدام آلية الزناد ضد إيران، قائلا: “ومن شأن هذه الخطوة أن تدمر نتائج سنوات من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران”.
يذكر أن هذه الدول الأوروبية الثلاث “بريطانيا وألمانيا وفرنسا” ستفقد الحق في اتخاذ مثل هذا الإجراء بعد انتهاء العمل بقرار مجلس الأمن رقم 2231 في 18 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2025، ولم يتبقَّ أمام الدول الموقعة على الاتفاق سوى 7 أشهر لتفعيل “آلية الزناد” أي إعادة فرض العقوبات الدولية الملغاة على طهران، وفي هذه الحالة لا يمكن للدول التي تتمتع بحق النقض منع تطبيق “آلية الزناد”.
واشنطن تستغل الحرب التجارية
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية عن سفير طهران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، قوله إن واشنطن تستغل مجلس الأمن لتكثيف “الحرب التجارية” ضد طهران، واصفا الاجتماع بأنه “تدخل غير مبرر” في تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويأتي هذا الاجتماع في ظل اتهام طهران “بعدم التزامها بالاتفاق النووي وتوسيعها برنامجها النووي”، ولطالما صرحت طهران بأن برنامجها للطاقة النووية كان وسيظل سلميا بالكامل وليس هناك أي توجه لتحويله إلى أغراض عسكرية، وفق بياناتها الرسمية.
وفي السابع من مارس/ آذار 2025 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي أعرب فيها عن رغبته بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني ورغم إبداء ترامب استعداده لإبرام اتفاق مع طهران، إلا أنه أعاد فرض سياسة “الضغط القصوى” التي تهدف إلى عزل إيران اقتصاديا وتقليص صادراتها النفطية.
اقرأ أيضا: رسالة ترامب إلى إيران.. وساطة إماراتية ورفض إيراني قاطع
ومن جانبه، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الثلاثاء بأنه لن يتفاوض مع ترامب تحت التهديد، قائلا: “افعل ما تشاء” بدوره، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، رفضه إجراء أية مفاوضات مع الولايات المتحدة تحت الضغط، معتبرا أن الدعوة الأمريكية للتفاوض تهدف إلى فرض مطالبها على إيران، وأن التفاوض مع واشنطن، “لن يحل أي مشكلة، ولن يرفع العقوبات، بل سيؤدي إلى تشديدها”.