ترجمة: هاجر كرارة
“أوج” مؤسسة تابعة للحرس الثوري الإيراني وتعتبر ذراعه السينمائية والتلفزيونية
حول مؤسسة أوج التابعة للحرس الثوري والمسؤولة عن الانتاج الفني، نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين” تقريرا الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني، جاء فيه:
تأسست المؤسسة الفنية والإعلامية “أوج” في عام 2011، خلال فترة حكم محمود أحمدي نجاد الرئاسية الثانية، وهي مؤسسة ثقافية تابعة للحرس الثوري الإيراني، تلتزم بإنتاج أعمال فنية وإعلامية تتماشى مع أيديولوجية الحرس الثوري ومعاييره المحتوية الخاصة. بعد 15 عاما من تأسيسها، شهدت المؤسسة تغييرا في إدارتها، حيث استقال المدير السابق إحسان محمد حسني وتولى ساسان زارع منصبه.
تابعت الوكالة: أثناء الحرب، أدرك الحرس، شأنه شأن أي جيش آخر، أهمية العلاقات العامة وبناء الرواية الخاصة به، فاستثمر بكثافة في هذا المجال. أصبح توجيه الرأي العام وإدارته جزءا من مسؤولياته الثقافية.
اختار الحرس نهجا خاصا في بناء ثقافته، حيث ركز على الأيديولوجيا الشيعية بدلا من القومية. ولذلك، لعب المداحون الدينيون دورا محوريا في مختلف المراحل، من التعبئة والتجنيد وحتى الخطوط الأمامية، حيث كانوا ينشرون الثقافة الشيعية والقيم المرتبطة بها مثل الشهادة والإيثار والتضحية.
وقد تجسد هذا النوع من الأدب بشكل واضح في أعمال مرتضى آويني، الذي روى قصة الانتصار، وهي نظرية ترى أن الشهادة ليست هزيمة بل انتصار.
نهاية الحرب وبداية رواية الحرب والسياسة
أضافت الوكالة: في الوقت نفسه الذي انتهت فيه الحرب، ظهرت العديد من النقاشات في أوساط الحكومة حول وجود قوة عسكرية شعبية موازية للجيش من حيث القوة والقدرة العسكرية، ولكن قوة الحرس الثوري كانت أكبر من أن يسمح باندماجها مع الجيش وتنفيذ هذا الأمر.
وتابعت: حافظ الحرس الثوري الإسلامي على قوته وقبل تغييرات تنظيمية مثل ترقية الأفراد وتبني هيكل إداري وهرمي، وبقي في صدارة المشهد السياسي الإيراني. بعد التغيرات، خصص جزءا من قدراته لإعادة إعمار ما دمره الحرب، وجزءا آخر لتجديد المعدات العسكرية التي استهلكت خلال الحرب، ووضع خططا بديلة، مع الحفاظ على طموحاته السياسية، لكنه لم يتخلَّ عن دوره الثقافي.
وأضافت الوكالة: ركزت جهود الثقافة في هذه المرحلة على الحفاظ على القيم التي تشكلت خلال الحرب، في وقت كان فيه المجتمع المدني والطبقة الوسطى يبتعدان تدريجيا عن هذه القيم مع عودة الحياة إلى طبيعتها. وقد دعم الحرس الثوري المؤسسات الاجتماعية والدينية التي أسسها المقاتلون، وقام بتنظيم الاحتفالات الدينية وإنتاج الكتب والمواد الفنية التي تتناول أحداث الثورة والحرب. على الرغم من وجود مؤسسات أخرى مثل وزارة الثقافة والإعلام والتلفزيون ومؤسسة الشهداء، فإن الحرس الثوري لم يتخل عن دوره الثقافي، بل عمل على توسيع نطاقه، وذلك بسبب التباين في الرؤى الثقافية بين الحرس والحكومات المتعاقبة.
“أوج” في الدورة الثانية لأحمدي نجاد
أوضحت الوكالة: كان ظهور منظمة “أوج” الثقافية حدثا بالغ الأهمية، حيث جاء بعد تولي حكومة جديدة للسلطة، حكومة انبثقت من تطلعات القوى الثورية والأصولية. ومع ذلك، وبعد الانتخابات الدورية الثانية، وعلى الرغم من الأحداث المؤلمة والتوتر والأزمات التي شهدتها البلاد عام 2009 والدعم الكامل من القوى الثورية، اتبعت هذه الحكومة مسارا مختلفا، ووضعت أجندة خاصة بها.
إن تأسيس كيان رسمي مثل منظمة “أوج” في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد يعكس الحاجة المُلحة التي كانت تشعر بها الأجهزة الثقافية التابعة للحرس الثوري للتواجد الفعّال في الرأي العام. علاوة على ذلك، كان من الضروري وجود كيان يحافظ على وحدة الأيديولوجيا، ويضع برامج متكاملة، ويعمل وفق آليات تنظيمية، بحيث لا يتأثر بالتغيرات الحكومية.
الربيع العربي وتأثير الحرس الثوري الإيراني من خلال فيلم “بتوقيت الشام” ومسلسل “العاصمة”
وتابعت الوكالة: كان للحرس الثوري الإيراني حضور إعلامي فعّال، حيث استخدم وكالة “فارس” وجريدة “جوان” كمنابر رسمية للتواصل مع الحكومات والشعوب والمعارضة والمنظمات والدول في المنطقة والعالم. ومع ذلك، تأسست منظمة “أوج” في وقت شهدت فيه المنطقة أزمات عميقة، بعد أحداث الربيع العربي والفوضى التي أعقبتها، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي من خلال الحوار الثقافي والفني.
ومن الأمثلة على ذلك فيلم “بتوقيت الشام” لإبراهيم حاتمي كيا، والجزء الذي تم تصويره في تركيا وسوريا من المسلسل التلفزيوني الشعبي “العاصمة”. وقد قدم هذان العملان سردية تجمع بين الكوميديا والحرب والدماء، وتبرر الحاجة إلى وجود الحرس الثوري الإيراني خارج حدود البلاد.
وأوضحت الوكالة أن “أوج” سعت في السنوات الأخيرة إلى أن تتجاوز التيارات السياسية والحزبية، رغم أنها لم تبتعد عن جذورها الأصولية وأفكارها القريبة منها. واستمرت في السعي إلى النظر إلى القضايا من زاوية وطنية شاملة. ومع ذلك، مع ظهور حكومة التغيير والأمل، برزت الخلافات بشكل جديد، وكان أحد أبرز مظاهر ذلك هو التصور المتعلق بالمفاوضات مع “الشيطان الأكبر” الذي تحول إلى حملة إعلانية واسعة النطاق. والآن، تحولت شوارع طهران إلى معرض فني ضخم في حجم ساحة عامة لخدمة هذا الرأي النقدي للمفاوضات، ولتوجيه انتقادات للمؤيدين للمفاوضات الذين يشملون جزءا من القوى المؤمنة بالثورة والأصوليين المعتدلين.
وأضافت الوكالة: سعت منظمة “أوج” خلال هذه السنوات بكل ما أوتيت من قوة إلى التوغل في جميع المجالات الفنية، من الرسوم المتحركة والأفلام والمسلسلات والفنون البيئية وغيرها، بهدف نشر أيديولوجيتها بين الرأي العام، بل توظيف الشعور القومي، وجعل إيران رمزا لها. وتدخلت في جميع الخلافات الاجتماعية لتعبر عن رؤيتها. وقد استفادت هذه المنظمة من الحروب الأسطورية الإيرانية وقصص الشاهنامة، وحتى من مشاركة المنتخب الوطني الإيراني في كأس العالم، ساعية إلى استغلال هذه الأحداث بما يتوافق مع رؤيتها، وعرض قيمها كقيم مجتمعية، بهدف اكتساب قاعدة أوسع من القاعدة التقليدية.
ثم قامت الوكالة بعمل قائمة بالأعمال المنتجة في الأعوام الـ15 الماضية
يمكن اعتبار فيلمي “چ” و”باديغارد” للمخرج إبراهيم حاتمي كيا نقطة البداية لإنتاجات مؤسسة “أوج” السينمائية.
تم إنتاج فيلم “چ” في عام 2012 للمخرج إبراهيم حاتمي كيا، وهو يصور يومين من حياة الدكتور مصطفى شمران، وحصل على جائزة أفضل ممثل مساعد وجوائز فنية أخرى في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان فجر السينمائي.
في عام 2015، تم إنتاج الأفلام التالية: “باديغارد” للمخرج حاتمي كيا، و”هيهات” الذي يتكون من أربعة أجزاء وأخرجه كل من “هادي نائيجي”، “دانش اقباشاوي”، “وروح الله حجازي”، و”هادي مقدم دوست”، إضافة إلى فيلم “واقف في الغبار” وهو فيلم وثائقي درامي حربي أخرجه محمد حسين مهدويان.
وتابع الوكالة: كان فيلم “إمبراطور الجحيم” للمخرج “برويز شيخ طادي” هو الفيلم الوحيد الذي أنتجته مؤسسة “أوج” في عام 2016. أما في عام 2017، فقد شهد إنتاج ثلاثة أفلام هي: “وقت الشام” لإبراهيم حاتمي كيا، و”تنغة أبو قريب” لـبراهم توكلي، و”سوء تفاهم” لأحمد رضا معتمدي، إضافة إلى فيلم رسوم متحركة بعنوان “قائمة المقدس” لمحمد أمين همداني.
في عام 2018، تم إنتاج فيلمي “23 نفر” و”السجناء” على التوالي من إخراج “مهدي جعفر” و”مسعود ده نمكي”.
في عام 2019، تم إنتاج الأفلام التالية: “ملابس مدنية” للمخرج أمير عباس ربيعي، و”الخروج” لإبراهيم حاتمي كيا، و”آبادان” لمهرداد خوشبخت، و”يوم الشغب” للمخرج………
في عام 2020، تم إنتاج فيلم الرسوم المتحركة “الولد الدلفين” من إخراج محمد خيرانديش، إضافة إلى ثلاثة أفلام روائية هي: “المصلحة” لحسين دارابي، و”منصور” لسيّاووش سرمدي، و”كارو” لأحمد مراد بور.
أضافت الوكالة: في عام 2021، تم إنتاج فيلم واحد فقط وهو “المسيح ابن مريم” من إخراج علي جعفر آبادي.
في عام 2022، تم إنتاج فيلمي “الغريب” للمخرج محمد حسين لطفي، و”العميد ثريا” للمخرجة ليلى عاج.
في عام 2023، تم إنتاج الأعمال الفنية التالية: فيلم “أزرق فاتح” من إخراج بابك خواجه نجاد، والفيلم الثلاثي “مجنون وإله الحرب و برويز خان” الذي شارك في إخراجه مهدي شامحمدي وحسين دارابي وعلي ثقفي، إضافة إلى مسلسل الرسوم المتحركة “البطل ببعي ” من إخراج حسين صفار زادغان.
وأضافت الوكالة: في مجال الدراما التلفزيونية، يتم إنتاج العديد من الأعمال على مدار السنوات.
في عام 2017، تم إنتاج مسلسل “آسمان من” من إخراج محمد رضا آهنغ.
في عام 2017، تم إنتاج المسلسلات التالية: “سر دلبران” من إخراج محمد حسين لطفي، و”في وسط الرماد” من إخراج سجاد أميري زداني، و”العاصمة 5″ من إخراج سيروس مقدم، و”مينو” من إخراج أمير مهدي بوروزيري، وفي عام 2018، تم إنتاج مسلسل “غيله وا” من إخراج أردلان عاشوري.
في عام 2020، تم إنتاج المسلسلات التالية: “آقا زاده” من إخراج بهرنغ توفیقي، و”أرمن” من إخراج محمد رضا حسابي، و”مدينة الصواريخ” (ترجمة حرة لشهر موشکی) من إخراج رسول آذرگون.
في عام 2021، تم إنتاج مسلسل “روز بلوا” من إخراج بهروز شعيبي.
في عام 2022، تم إنتاج مسلسل “مستوران” من إخراج مسعود آب برور، وسيد جمال سيد حاتمي وسيد علي هاشمي.
في عام 2023، تم إنتاج مسلسل “عشق كوفي” من إخراج حسن آخوندبور، وهو من إنتاج مؤسسة أوج للإنتاج التلفزيوني.
برنامج تلفزيوني من إنتاج موقع “الدين دوت آی آر” موجّه للجمهور العام، يقدم لنا الدين ببساطة ووضوح.
سلسلة أفلام وثائقية بعنوان “الحرب الخفية” تتناول الحرب السورية، ومسابقات “بيتنا”، و”الفاز”، و”الواقيات من الرصاص” التي أقيمت في عام 2017.
سلسلة وثائقية ومسابقة بعنوان “القائد”، و”المحيط الهادئ”، ووثائقي “مهين”.
من ضمن أنشطة مؤسسة الأوج، نجد العروض الموسيقية المسرحية مثل “سبع مغامرات أسفنديار”، والعروض المسرحية الضخمة مثل “أكثر انعزالا من المسيح”، ومسرحية “معركة رستم وسهراب”.