كتبت- هدير محمود
جاءت زيارة اللواء أندري يولانوفيتش لوكانوفيتش، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي لجمهورية بيلاروسيا، إلى إيران يوم الخميس 8 أغسطس/ آب 2024، بدعوة من قائد القوات الجوية للجيش الإيراني، في الوقت الذي ترتب فيه إيران حسبما أعلنت، للرد على إسرائيل بعد اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران يوم الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024.
المسؤول العسكري البيلاروسي زار مقر القوات الجوية للجيش الإيراني، والتقى وتحدث مع العميد الطيار حميد واحدي. في هذا اللقاء، رحب العميد الطيار واحدي بقائد القوات الجوية والدفاع الجوي البيلاروسي، معتبراً أن البلدين يتمتعان بعلاقات مشتركة. وأضاف: “كل مصائب المنطقة وحتى العالم سببها الولايات المتحدة والنظام الصهيوني البغيض”.
كما أضاف قائد القوات الجوية للجيش: “إن الخميني، قائد الثورة الإسلامية، وصف أمريكا بأم الفساد والشيطان الأكبر، وذلك بسبب سعيها للهيمنة وخلق الحروب والنزاعات ومواجهة استقلال واعتماد الدول على نفسها.” وأشار العميد الطيار واحدي إلى أن “هذا الثنائي الخبيث يؤثر بشكل متبادل، وجذور الخبث في المنطقة هي النظام الصهيوني البغيض، ولن نكون في سلام حتى يتم اقتلاع جذوره.”
وأضاف: “ليس لدينا خيار سوى الاستعداد الدفاعي وتطوير المعدات العسكرية للدفاع عن بلدنا وسلامة أراضينا.”
وأكد العميد الطيار واحدي: “نحن مستعدون لتطوير العلاقات الدفاعية والعسكرية المتبادلة وتقديم خبراتنا في مجالات تصنيع وإنتاج المعدات العسكرية والتعليمية.”
كما أعرب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي البيلاروسي عن شكره لدعوة قائد القوات الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكد على تطوير العلاقات في المجالات الدفاعية والعسكرية.
والجدير بالذكر وبالتزامن مع تصاعد التوترات في المنطقة، سافر أمين مجلس الأمن القومي الروسي إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى وبدعوة من نظيره الإيراني يوم 5 من أغسطس/آب 2024
كانت زيارة “سيرغي شويغو” سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إلى طهران تأتي في وقت تشهد فيه إيران والمنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية تحولات أمنية وسياسية داخلية وإقليمية متعددة ومختلفة، وبنوع من التوقعات التي تشير إلى أن التحولات على المدى القصير والمتوسط ستشهد تغييرات سريعة وملحوظة
التطورات الإقليمية بشكل حاد، في ظل حرب غزة وامتداد الصراع إلى دول أخرى بما في ذلك لبنان والاعتداءات والاغتيالات الحكومية للنظام الصهيوني، والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والتطورات في أوروبا، خاصة قضية أوكرانيا، جعلت المنطقة أشبه بقدر ضغط يغلي بالتوتر والاضطراب.
زيارة شويغو تمت في وقت تستعد فيه إيران للرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وبحسب ما أفاد به مسؤولون إيرانيون فإن هذا الرد سيكون قوياً وحازماً وسيشبه عملية “الوعد الصادق”.
التعاون بين إيران وبيلاروسيا
بحسب تقرير صحفي ايرنا يوم الأربعاء التقى قائد القوات الجوية والدفاع الجوي لجمهورية بيلاروسيا اللواء أندريه يولانوفيتش يوكانوفيتش واللواء سيد عبد الرحيم موسوي القائد الأعلى لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أثناء تواجده في المقر العام للجيش.
وفي هذا اللقاء، اعتبر الأمير اللواء موسوي أن دولتي إيران وبيلاروسيا لديهما تهديدات ومصالح مشتركة، في ظل العقوبات القاسية التي تفرضها أمريكا والغرب، وأنهما تتمتعان بالاستقلال وعدم التبعية.
اللواء موسوي أكد أن إرادة المسؤولين السياسيين والعسكريين والدفاعيين في كلا البلدين تتمثل في تطوير وتعميق التعاون، ومن الأمثلة البارزة على ذلك زيارة رئيس جمهورية بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، إلى إيران ولقائه بالشهيد رئيسي، والتي أسست للعلاقات ولجان مشتركة بين البلدين.
العلاقات البرلمانية بين إيران وبيلاروسيا، إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية، بدأت تتشكل منذ السنوات الأولى بعد إقامة العلاقات السياسية بين البلدين. كما توسعت التعاونات بين وزارات الخارجية وكذلك النظام القضائي في إيران وبيلاروسيا بالتوازي مع المجالات السياسية والبرلمانية، وشهدنا مرات عديدة تبادل الزيارات وعقد اجتماعات مختلفة بين المسؤولين المؤهلين.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي، من المهم الإشارة إلى أن أبرز اتفاقية ثنائية في هذا المجال هي مذكرة التفاهم للتعاون في الثقافة والعلوم والتعليم والرياضة والسياحة بين حكومة جمهورية بيلاروسيا وحكومة جمهورية إيران الإسلامية، والتي تم التوقيع عليها في 23 من يوليو عام 1995 في مدينة مينسك.