كتبت: أسماء شاكر
وفقاً لتقرير موقع راديو فردا الإيراني بتاريخ 8 سبتمبر/أيلول 2024، فقد انتشرت خلال الأيام الماضية أخبار كثيرة عن مشاكل ظهرت في محافظتي جيلان ومازندران تزامناً مع وصول أعداد كبيرة من المسافرين إلى هاتين المحافظتين في أثناء العطلة؛ مثل نفاد البنزين في محطات الوقود وبطء حركة المرور، إضافة إلى كميات لا حصر لها من القمامة متروكة في الغابات والشواطئ والمناطق السكنية.
وتشير تقارير وسائل الإعلام المحلية الإيرانية إلى أنه على الرغم من مرور يومين على انتهاء فترة العطلات، فإن هذا الوضع ما زال كما هو في المحافظات المذكورة، فالصور المنتشرة من مازندران وجيلان، خاصة في مرتفعات دوهزار وغابات هيركاني، تظهر كميات كبيرة القمامة متروكة بهذه المناطق، في ظاهرة أصبحت تشكل تهديداً خطيراً للحياة البرية والبيئية في هذه المناطق.
وقد نشرت مؤسسة “هيركاني” لحقوق الإنسان مقطع فيديو على موقع x يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول، تعليقاً على كومة قمامة متروكة في الغابات، وكتبت: “كمية كبيرة من القمامة تُركت بلا مبالاة من قبل السياح في قلب غابات هيركاني دالخاني، وإن النفايات التي يتركها السياح لا تقتصر على الغابات، بل إن الشواطئ والشوارع والمدن في هاتين المحافظتين تعج بمثل هذه المخلفات، فبحسب تصريحات المسؤولين، فإن معدل النفايات هذه الأيام وصل إلى أربعة أضعاف المستوى الطبيعي على الأقل”.
أزمة نقص البنزين
وإضافة إلى أزمة النفايات، فقد أفادت وكالة مهر للأنباء يوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول، بأن المواطنين والركاب يواجهون إغلاقاً وانعداماً للخدمة في بعض محطات الوقود غرب مازندران منذ ظهر يوم الثلاثاء، في حين نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية “إيرنا” أخباراً عن طوابير طويلة للحصول على البنزين في تنكابن وعباس آباد ونشتارود وسلمان شهر ورامسر.
كما أكدت وكالة ميزان للأنباء -التابعة للسلطة القضائية بإيران- في تقرير لها، أن “طوابير البنزين تصل إلى عدة كيلومترات، في حين أن عدداً من المحطات تقول إنه ليس بها وقود، ويُقال لأصحاب السيارات إن عليهم الانتظار لعدة ساعات حتى يصل الوقود”.
هذا وقد قال المدير العام لشركة توزيع المنتجات النفطية الوطنية يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول، إن استهلاك البنزين في المحافظات الشمالية من البلاد ارتفع بشكل حاد في الأيام الماضية، حتى إن هذه الكمية بلغت “ثلاثة ملايين لتر” في محافظة جيلان، أي 67% أكثر من الأيام العادية، وأوضح أن سبب هذه المشكلة هو “الازدحام المفرط” خلال أيام العطلة الماضية، وقال: “حالياً، بسبب حركة المرور، لا تستطيع شاحنات النفط لدينا الخروج من رشت باتجاه قزوين؛ حيث إنه في اليوم الماضي كان لدينا كثير من الازدحام وحركة مرور كثيفة للغاية”.
استمرار الازدحام المروري على الطرق
وفي الوقت نفسه، قال رئيس مركز السيطرة المرورية بشرطة المرور في إيران، العقيد أحمد شيراني، في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء يوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول، إن “حركة المرور كثيفة للغاية على طريق جالوس والطريق من الجنوب إلى الشمال بين جسر زنغوله وسياه بيشة والطريق السريع شمال طهران في منطقة نفق 18 وبداية نفق البرز وشارع هراز الذي يقع بين محافظة طهران ومازندران”. كما تشير تقارير عديدة إلى تعطل حياة الناس في هذه المناطق بسبب حواجز الطرق والطرق ذات الاتجاه الواحد.
رد فعل وسائل الإعلام والمواطنين
أثارت المشاكل التي وقعت في المحافظات الشمالية لإيران وتصريحات المسؤولين في هذا الشأن، ردود فعل وانتقادات واسعة النطاق من قبل وسائل الإعلام والمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث انتقد كامران بولاني، نائب نوشهر وجالوس وكلاردشت، يوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول، في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، كون المسؤولين ينظرون إلى غرب مازندران كمحافظة من حيث البنية التحتية وإمكانياتها فقط، في حين أن هذه المنطقة مجبورة على أن تقدم الخدمات على المستوى الوطني كل عام. وانتقد كامران كذلك “سوء الإدارة”.
وفي اليوم نفسه، شبه يوسف نوري، محافظ مازندران، في اجتماع لبحث مشاكل البنية التحتية في غرب مازندران، الوضع الإداري للسلطات في توفير المرافق والبنية التحتية بـ”الدراسة في ليلة الامتحان” وقال: “بعد العطلة، سيتم نسيان كل تلك المشاكل وكأن شيئاً لم يكن”. وكانت هناك كلمات أخرى للسيد نوري حول سبب نقص البنزين في هذه المحافظة، حيث ادعى أن “21 مليون مسافر” سافروا إلى مازندران خلال هذه الفترة، ولكن قوبلت كلماته بردود فعل سلبية، فقد أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” السبت 7 سبتمبر/أيلول، بأن السلطات أعلنت أن أكثر من 9 ملايين شخص سافروا إلى هذه المحافظة من 13 إلى 27 مارس/آذار، وعلى هذا الأساس كتبت أن ادعاء السيد نوري لا يمكن أن يكون صحيحاً.
كما نشرت الصحفية آزاده مختاري تصريح أحد سكان قرى محافظة جيلان على موقع x، حيث قال إن المحافظ أصدر أمراً مفاجئاً قبل ستة أشهر، ينص على أنه لن يتم جمع القمامة بعد الآن! حيث قيل للناس أن يبيعوا القمامة الجافة بأنفسهم، ويحرقوا القمامة الرطبة.
كما أشار الصحفي محسن دليلي إلى تجربة شخصية في العطلة في مازندران على موقع x، حيث كان هناك نقص في صناديق القمامة: “اضطررنا إلى أن نقود لمدة 15-20 دقيقة من قرية شيرداركولا للوصول إلى سوادكوه لرمي كيس القمامة في سلة المهملات ومن ثم العودة. وكان السكان المحليون يحرقون القمامة بأنفسهم، وكانت الرائحة والدخان مزعجين”.