كتبت- رضوى أحمد
لم تكن تدري الشابة الصغيرة ذات السابعة عشرة من عمرها أن اسمها سوف يكون مقرونًا بأحد أهم ساسة إيران على مدار الأربعين عامًا المنصرمة ومازال. مريم إيمانية تلك الفتاة التي تزوجت من الدبلوماسي المخضرم ووزير الخارجية الإيراني محمد ظريف في ما بعد الثورة الإيرانية، وهو في عمر التاسعة عشرة من عمره، باتت أحد أهم المحطات في حياة الرجل المثير للجدل في إيران.
بدأت الحكاية بعد أيام قليلة من الثورة الإيرانية، فمحمد جواد ظريف في عام 1979 بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية أعلن لعائلته أنه ينوي الزواج، إذ كان في الـ19 من عمره، وذهب إلى أخته في أصفهان ورأى لأول مرة مريم إيمانية البالغة من العمر 17 عامًا وشقيقتها في منزل أخته، وكما قال من قبل، لم يدرك حتى أيهن هي التي تم تقديمها له للزواج.
ويصف فترة الخطوبة في كتاب السيد سفير على النحو التالي: “تزامنت خطوبتنا مع ليالي النهضة وفي أصفهان كنا نذهب لصلاة أبو حمزة مع أختي وزوجتي وكانت هذه خطوبتنا.”
ثم سافر ظريف إلى أمريكا سريعًا بعد 7 أو 8 أيام من التعارف، ولحقت به بعد ذلك زوجته مريم إيمانية وعاشا فترة في أمريكا وأنجبا مهسا ومهدي، وكلاهما وُلِد في أمريكا. درس ابن ظريف الهندسة الكهربائية وحصل على درجة الماجستير في الإدارة، كما أن ابنته درست هندسة معمارية داخلية، وكلاهما متزوج.
مريم ناشطة اجتماعية
كانت مريم إيمانية خريجة تخصص التغذية لكنها لم تنشط في مجال دراستها بسبب أنها كانت دائماً برفقة قائد دبلوماسي في السفر وبتعبير محمد جواد ظريف كانت دائماً “مشغولة بأعماله” وهي الآن ربة منزل.
وبتفحص صفحات التاريخ نرى أنه قبل محمد جواد ظريف، كان هناك 9 أشخاص يتولون قيادة الساحة الدبلوماسية لإيران، ولم تظهر زوجات أي منهم بهذا الشكل غير المسبوق في المحافل والمناسبات الداخلية والخارجية، وهو لا يتردد في مرافقة زوجته وهو القائد الدبلوماسي.
يُذكر أن واحدة من الخصائص الملحوظة لمريم إيمانية هي أنها كانت لمدة 10 سنوات تلميذة إسماعيل دولابي (متصوف شيعي مشهور)، ومن هذا المنطلق كانت تسافر للحديث كمعلمة أخلاق إلى أماكن مختلفة مثل أمريكا وأوروبا أو الهند واليابان، فيقول محمد جواد ظريف عن اهتمام زوجته بإسماعيل دولابي والميول نحو التصوف: “كانت زوجتي في بداية الزواج تتمتع بروح ثائرة وغير مرنة إلى حد ما. بعد فترة اشتريت تلفازًا مكسورًا لأتابع الأخبار فقط. لكن عندما جئنا إلى إيران أصبحت زوجتي تلميذة للمرحوم إسماعيل دولابي لمدة 10 سنوات. لقد كان له أكبر تأثير على حياة زوجتي وجعل منها شخصًا هادئًا ومليئًا بالصبر والتسامح. لقد كان لأخلاق ورؤية زوجتي أكبر تأثير على حياتنا الأسرية وآرائنا ووجهات نظر أطفالنا، بحيث استفدنا بشكل غير مباشر من الأنفاس القدسية لذلك الرجل العظيم. ومنذ ذلك الحين دخلنا مرحلة أخرى من الحياة.”

الوجود البارز لمريم إيمانية في السياسة
في الانتخابات الرئاسية العاشرة الإيرانية، رأينا الوجود الجريء للنساء مع أزواجهن السياسيين، لكن تم تقييد ذلك بوقت محدود ولم يسمح لهن بالحوار.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2013، ظهرت زوجات السياسيين على الكاميرات وكان لهن دور في جذب أصوات نصف سكان إيران لأزواجهن، ولكن عندما انتهت الانتخابات، تم تهميشهن مرة أخرى.
وبعد الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة، لم ينته عصر ظهور زوجات السياسيين كالمعتاد، وحدث شيء مهم ومختلف في الساحة السياسية للبلاد.
فقد وردت شخصية إلى سماء دبلوماسية إيران، وكان وجود امرأة بجانب قائد دبلوماسي ناقضًا لنظرية “وراء كل رجل ناجح امرأة ناجحة وقوية” لأنها لم تكن خلفه، بل كانت بجانبه، حيث كان الأمير الكبير الذي صنع الاتفاق النووي تسير معه زوجته في اللحظات المهمة، بل وأحيانًا كانت تتقدم عليه بعدة خطوات…
بعض أنشطة مريم إيمانية:
كانت مريم إيمانية مؤثرة حتى في الأوساط الاجتماعية الراقية في نيويورك، وبهذه الطريقة تأثر العديد من النافذين والأثرياء الاجتماعيين في أمريكا بتعاليم إسماعيل دولابي.
وكانت دبلوماسية الابتسامة تظهر في الصور المنشورة لـ “مريم إيمانية” عندما حضرت كرئيسة لجمعية زوجات الدبلوماسيين بوزارة الخارجية للمشاركة في حفل افتتاح معرض خيري في برج ميلاد، الذي نظمته زوجات السفراء الأجانب المقيمين في طهران، في هذا الحفل،حيث كانت زوجات باقي المسؤولين في البلاد، بما في ذلك زوجة رئيس الجمهورية، ترافقها أيضاً.
وقالت معصومي زوجة إبراهيم رحيمبور نائب وزير الخارجية الأسبق، أن عائدات إقامة هذه المعارض الخيرية مخصصة للمحتاجين، وقالت: بشكل عام، في هذه المعارض، تشارك زوجات الدبلوماسيين الأجانب الذين يعيشون في طهران أيضًا. وفي هذه الفترة نرى مشاركة دول مختلفة في عملية إقامة هذا المعرض الخيري.
وفي تلك الجمعية حاولت مريم إيمانية القيام بدور مستقل في السياسة الخارجية الإيرانية من خلال إطلاقها طوال سنوات نشاط ظريف. كان جواد ظريف، مثل العديد من السياسيين الإيرانيين بعد الثورة، من عائلة تقليدية ومتدينة، وهو الذي عاد إلى إيران عام 1958 ليتبنى زوجة وفقًا للتقاليد العائلية، وقد أثرت هذه القضية أيضًا على حياته الشخصية.
ووفقا لما جاء في “نيك صالحي” للأنباء فقد أدت أنشطة تلك الرابطة إلى إخراج اسم مريم إيمانية من ظل زوجها ظريف. ويذكر أيضًا أن مريم إيمانية اختيرت سفيرة لمؤسسة الأمراض النادرة الإيرانية.
ورغم أن ظريف وزوجته لا يريدان أن تتصادم أفعالهما مع بعضهما البعض، إلا أنه حدثت بعض التحديات مثل حدث إغلاق حديقة الأم بسبب وجود زوجة ظريف التي خططت لإقامة حفل بحضور زوجات 38 سفيراً ودبلوماسياً أجنبيًا في الحديقة المذكورة، وأغلقت بلدية المنطقة الحديقة من باب الإكرام.
وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لم يكن الدكتور ظريف على علم بهذا الإجراء وبعد إبلاغه عارضه بشدة وأمر بعدم تكرار مثل هذه التصرفات غير المبررة التي تضر بحقوق المواطنين من الآن فصاعدًا.

المفاوضات النووية
في المفاوضات النووية الإيرانية مع مجموعة 1+5، كان من المهم والرائع بالنسبة للرأي العام رؤية وجه والتعرف على زوجة الرجل الذي استطاع، بعد بضعة أشهر فقط من تولّيه وزارة الخارجية، أن يجذب انتباه المجتمع الدولي نحو إيران، ويسعى بحكمة لرفع العقوبات عن إيران.
بعد تلك المراسم، ظهرت جنبًا إلى جنب مع زوجها في المحافل العامة بين الناس، ولكن ما يميز هذه السيدة عن الآخرين هو حضورها المختلف في المحافل الدولية والدور الذي تلعبه بجانب زوجها.
ودورها في المفاوضات النووية، حيث يعتقد الكثيرون أن حضورها في عدة جولات من المفاوضات كان من أجل التواصل مع كاثرين أشتون وفيدريكا موغريني في المفاوضات.
وقد أكد ظريف على دورها المهم فقال: «زوجتي لها تأثير كبير على مستمعيها وتتحدث الإنجليزية بشكل جيد جداً وتطرح المسائل الصوفية بشكل ممتاز.» ثم يتحدث عن دورها البارز في 400 يوم من المفاوضات ويشير إلى أن: «زوجتي كانت تمنحني هدوءاً عجيباً خلال فترة المفاوضات. في كثير من الأحيان، لو لم تكن زوجتي معي، لكان تحمل الصعوبات أمراً صعباً بالنسبة لي. كانت المفاوضات صعبة جداً. بسبب التوتر والضغط الحاصلَيْن من التفاوض، وكنت بحاجة إلى بعض الهدوء.”
وقد كشف محمد جواد ظريف عن سر قبوله منصب وزير الخارجية. وأعلن أنه لم يكن لديه نية لقبول هذه المسؤولية، ولکن بإصرار زوجته لقبول هذه المهنة الصعبة ما كان ليقبل بها أبدًا. ومن هنا نری بأن جلوس ظريف على كرسي رئاسة الدبلوماسية، وتحقيق الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران كان بتأثير زوجة محمد جواد ظريف.
شبهات حول ظريف وزوجته
–الكارت الأخضر للإقامة الدائمة في أمريكا
بحسب تقرير وكالة ألف للأنباء، فقد أعلن مجتبي ذو النور رئيس اللجنة النووية للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، في مقابلة: “عندما قرر السيد أوباما منح مكانة للسادة خلال خطة العمل الشاملة المشتركة في المناقشة، منح الجنسية لـ 2500 إيراني، وتنافس بعض السادة والمسؤولين مع بعضهم البعض لجعل أبنائهم من بين هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 2500 شخص. واليوم، إذا طُرِدَ هؤلاء الأشخاص من أميركا، فسيكون من الواضح من الذي يقاتل ويبيع المصالح الوطنية للحلوى الأميركية.”
وقد قوبل خطاب هذا العضو في البرلمان بردود فعل كثيرة، وحتى دونالد ترامب رئيس أمريكا قال في تغريدة: “إن إدارة أوباما منحت 2500 إيراني الجنسية الأمريكية.”
وفي هذا الصدد، نفى محمد جواد ظريف هذا الخبر في مقابلة مع وكالة أنباء ألف، وقال: “أنفي حدوث ذلك الأمر عندما أجريت المفاوضات.”
وتابع: “لم يتم طرح مثل هذه المناقشات (حتى الطلبات المشروعة مثل إلغاء قيود حركة الدبلوماسيين الإيرانيين في الأمم المتحدة) في المفاوضات أو في أي من جوانبها أو بأي شكل آخر.”
–قيام ظريف وزوجته إيمانية بتحويل أموال إلى أحد بنوك الصين
حيث انتشر خبر أن ظريف وزوجته قاما بتحويل 4 ملايين يورو إلى أحد البنوك في شنغهاي، وقالت وكالة إسنا: إن محمد جواد ظريف نفى الخبر المنشور في بعض وسائل الإعلام بأنه وزوجته قاما بتحويل أموال إلى أحد البنوك في شنغهاي بالصين، فقال: “في هذه الأيام، ينشر بعض الأشخاص من مختلف مناحي الحياة رسائل كاذبة، البعض يبني باسمي بشكل خاطئ، والبعض الآخر يدعي أنني قمت بتحويل أموال إلى الخارج.”

وأضاف: “من الغريب في هذا الوضع أن ينشر المتطرفون من الجانبين مثل هذه الاتهامات الباطلة.”
وطبقًا لما جاء في إسنا، فإن شورى هاشمي، الموظف بوزارة الخارجية النمساوية، في تغريدة منذ وقت ليس ببعيد قال: “قام جواد ظريف وزوجته بتحويل 4 ملايين يورو إلى أحد البنوك في شنغهاي.”
وكذلك بعض وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية قالت بأن وزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف قام بتحويل مبلغ كبير من المال من حسابه البنكي في باسارجاد إلى بنك صيني عن طريق زوجته.