بقلم – الدكتورة مريم غلامي
قدمت إيران دعما كبيرا لنظام الرئيس بشار الأسد كمحور المقاومة. وقد تعتبر إيران سوريا جزءا من محور المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعتبرها ممرا حيويا لتحقيق نفوذها ومساعدتها لبنان والعراق. تتضمن المساعدات الإيرانية لسوريا عدة أشكال، وتعتبر جزءا من الدعم الشامل الذي تقدمه طهران لنظام بشار الأسد منذ بداية الصراع في عام 2011. فيما يلي تفصيل لبعض جوانب هذا الدعم:
أولا: الدعم العسكري: من مثل تقديم الأسلحة؛ قامت إيران بتزويد القوات السورية بمعدات عسكرية تشمل الأسلحة الثقيلة والذخائر. والمستشارون العسكريون؛ حيث زودت إيران سوريا بمجموعة من المستشارين العسكريين الذين يعززون قدرة الجيش السوري في مواجهة الجماعات المسلحة. والقوات المرتبطة بإيران؛ حيث دربت إيران ودعمت عدة قوات مثل حزب الله اللبناني وقوات فاطميون وزينبيون، التي تضم مقاتلين من دول مثل أفغانستان وباكستان، بهدف تعزيز قوة النظام السوري.
ثانيا: الدعم الاقتصادي: من مثل المساعدات المالية؛ فقد قدّمت إيران مساعدات مالية لنظام الأسد لمواجهة الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحرب، متضمنة قروضا ومنحا. واستثمارات في البنية التحتية؛ لقد تنفذ إيران مشاريع استثمارية في سوريا في مجالات مثل الطاقة، والبنية التحتية، وإعادة الإعمار.
ثالثا: السياق الإنساني: المساعدات الإنسانية؛ بالإضافة إلى الدعم العسكري، تقدم إيران المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والدواء، لكن بشكل أقل وضوحا مقارنة بالدعم العسكري والاقتصادي. والإغاثة في مناطق النزاع؛ حيث تشارك إيران أحيانا في جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من النزاع، مستفيدة من علاقاتها مع بعض الجماعات المحلية.
رابعا: السياق الإقليمي: توسيع النفوذ؛ تسعى إيران من خلال تقديم المساعدات، إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، خصوصا في سياق محاربة التمدد الأمريكي والإسرائيلي. وتحقيق الأهداف الاستراتيجية؛ تعتبر إيران أن دعمها للنظام السوري يساهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، مما يمكّنها من تعزيز محور المقاومة وتأمين خطوط إمداد للوصول إلى حزب الله في لبنان.
النفوذ التركي فی سوریا
قامت تركيا بعدة عمليات عسكرية في شمال سوريا بهدف القضاء على وجود تنظيمات كردية تعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها القومي، مثل وحدات حماية الشعب (YPG). وتدعم تركيا الفصائل السورية المعارضة لمحور المقاومة وتدربها وتوفر لها الدعم اللوجستي، مما يمكنها من مواجهة قوات الأسد. وقد أنشأت تركيا نقاط مراقبة في شمال غرب سوريا، مما يمنحها نفوذا في منطقة إدلب والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. وفي التالي يقدم أهم جوانب هذا النفوذ:
أولا: العمليات العسكرية: تشمل عملية درع الفرات (2016)؛ حيث بدأت القوات التركية هذه العملية ضد تنظيم داعش والميليشيات الكردية في شمال سوريا. وعملية غصن الزيتون (2018)؛ استهدفت هذه العملية منطقة عفرين، حيث تمكنت تركيا من طرد وحدات حماية الشعب الكردية (YPG). وعملية نبع السلام (2019)؛ هدف النفوذ كان إنشاء منطقة آمنة على الحدود مع سوريا لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
ثانيا: التأثيرات على الوضع السوري: تقسيم السيطرة؛ حيث أسفرت العمليات العسكرية التركية عن تقسيم المناطق في الشمال السوري بين الجماعات المسلحة المختلفة، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي والأمني. والصراع الإقليمي؛ وقد أدى تدخل تركيا إلى تفاقم التوترات بينها وبين دول مثل إيران، مما زاد من التعقيدات في الصراع السوري.
ثالثا: الدعم لفصائل المعارضة: مثل التدريب والتسليح؛ تقدم تركيا الدعم العسكري واللوجستي لفصائل المعارضة السورية، مما قدّم لها المزيد من القوة ضد الجيش السوري. وإدارة المناطق؛ تسيطر تركيا على بعض المناطق الشمالية السورية، حيث تعمل على إدارة الشؤون المحلية وتقديم الخدمات.
يتناقض الدعم العسكري والسياسي الإيراني للأسد مع دعم تركيا للمعارضة، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات بين الجانبين وقد تؤدي السياسات المختلفة لكل من إيران وتركيا إلى تصعيد النزاع أو حتى نشوب صراعات مباشرة بين الأطراف. وتراقب القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا تأثيرات النفوذ الإيراني والتركي في سوريا، مما قد يؤثر في المستقبل على التوازنات الإقليمية. خلاصة القول؛ يعد الصراع حول النفوذ في سوريا نقطة انطلاق للسياسات الخارجية لكل من إيران وتركيا، حيث تسعى ايران الدعم من محور المقاومة غير أنه التركيا وقف أمام هذه الاستراتيجية ويىعم المعارضة السورية.