كتب: زينب بيه
عُقدت الجلسة الأولى للمجلس الأعلى للفضاء السيبراني اليوم بحضور رئيس الجمهورية الإيرانية، مسعود بزشكیان، فيما تشير التوقعات إلى إعادة النظر في وضع رفع حجب الإنترنت (الفلترة) في إيران، ومع ذلك يبدو أن الطريق أمام رئيس الجمهورية لن يكون سهلا في إصدار قرار برفع الفلترة، نقلا عن موقع “خبر أونلاين” الإيراني بتاريخ 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
تحديات رفع حجب الإنترنت: بين المعارضين والمطالب الشعبية
وحضر الاجتماع اليوم كل من مرتضى آقاتهراني، رئيس اللجنة الثقافية، ورضا تقی بور، ممثل طهران في البرلمان، ورسول جليلي عضو مجلس الفضاء السيبراني، الذين يُعدون من أبرز المعارضين لرفع حجب الإنترنت (الفلترة) في إيران، ومن المتوقع أن يُشكل هؤلاء الأعضاء عقبة أمام الحكومة الإيرانية، حيث يُعد بعضهم من مؤيدي الفلترة والمصادقة على “خطة الحماية من الفضاء السيبراني”، وفق ما ذُكره في التقرير.
وعلينا الانتظار لمعرفة ما إذا كان المؤيدون للفلترة سيشكلون عقبة أمام وزراء الحكومة الحالية في اجتماع اليوم، أو إذا ما ستؤدي توجيهات بزشكیان إلى إنهاء ملف الفلترة بشكل نهائي.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من مرور سنوات على حجب تطبيقات مثل تليغرام وإنستغرام، فإن أصوات احتجاجات الناس وبعض المسؤولين ضد فلترة الإنترنت، وسرعة الإنترنت البطيئة، وارتفاع تكاليف خدمات وبرامج رفع حجب الإنترنت (الفلترة) لا تزال تُسمع من كل جانب. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن الفلترة تهدد وظائف وأعمال نحو 10 ملايين شخص في إيران، ولكنها في المقابل جلبت مليارات الأموال إلى جيوب مافيات رفع الفلترة.
وعود بزشكيان لرفع حجب الإنترنت والتحرر من القفص
أفاد تقرير “خبر أونلاين” بأن الجهود المبذولة لتصديق “خطة الحماية من الفضاء السيبراني” في البرلمان السابق وتصنيف الإنترنت في الحكومة الإيرانية السابقة قد ساهمت في زيادة استياء المواطنين تجاه وضع الإنترنت في إيران، وقد أسفرت هذه الظروف عن جعل مسألة رفع فلترة الإنترنت من أبرز المطالب المقدمة من قبل المواطنين تجاه المسؤولين.
كما لاقت الانتقادات التي وجهها بزشكیان بشأن رفع الفلترة، إضافة إلى الوعود التي قدمها بخصوص تخفيف القيود على الفضاء السيبراني خلال الانتخابات الرئاسية، ترحيبا واسعا من قبل المواطنين وخبراء الاتصالات والسياسيين.
وتناول التقرير موقف مسعود بزشكیان منذ بداية دخوله سباق الانتخابات الرئاسية، حيث برز كأحد أبرز منتقدي حجب الإنترنت (الفلترة)، وتشبيهه الحياة في إيران بأنها حياة في قفص، وأكد بزشكیان خلال مناظرته مع سعيد جليلي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أن الفلترة أدت إلى فتح مجالات لبعض الأفراد لتحقيق مكاسب غير عادلة. كما شدد على أهمية توفير بيئة سهلة الاستخدام في الفضاء الافتراضي للمواطنين، معتبرا أن سوق رفع الفلترة يجب أن يُغلق، ودعا الشركات الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها في هذا السياق.
كما دعا بزشكيان الحكومة إلى الوقوف بكل قوتها ضد الفلترة وخدمات رفع حجب الإنترنت، وعلى الرغم من ذلك، فإن تعيين ستار هاشمي وزيرا للاتصالات في الحكومة الحالية يشير إلى أن بزشكيان لا يزال ملتزما بوعده الأساسي لمعالجة الفلترة وتنظيم القيود المفروضة على الفضاء السيبراني.
وذكر التقرير أنه بعد نجاح مسعود بزشكیان في تجاوز سعيد جليلي وتولي رئاسة السلطة التنفيذية، كانت توقعات المواطنين تتجه نحو إصدار قرار سريع لرفع الفلترة. وخلال مؤتمر صحفي، أكد بزشكیان ضرورة وضع خطة لمناقشتها، مطمئنا المواطنين بأن مسألة رفع الفلترة على جدول الأعمال وأن الحكومة تسعى جاهدةً لإزالة القيود على الإنترنت بأسرع وقت ممكن.
تصريحات بزشكيان حول قضايا الإنترنت والفلترة خلال هذا العام
أهم تصريحاته في شهر يونيو/حزيران:
نقل تقرير “خبر أونلاين” تصريحاته حول الصناعة الرقمية، حيث صرّح بأنه رغم القدرة الكبيرة لنمو الاقتصاد الرقمي في ظل العقوبات، تبلغ حصة هذا القطاع من الناتج المحلي الإجمالي 4.5%، مقارنة بـ6% في أوروبا. وانتقد بزشكيان السياسات التي أدت إلى فرض الفلترة، مشيرا إلى أنها تسببت في هجرة الكوادر المحلية ولم تُهيئ بيئة مناسبة للاستثمار، مما عرقل نمو الاقتصاد الرقمي بدلا من تسهيله.
وفي تصريح آخر له، أكد بزشكيان أن من متطلبات القوة العلمية في إيران هو عدم التخلف عن تطوير “الذكاء الاصطناعي” وتأثيراته المهمة على مجالات حياة المواطنين وأسلوب الحكم.
وأكد بزشكيان في تصريح آخر تناوله التقرير، أن التحديات التي تواجه إيران تعود إلى الهيكل الإداري وعدم القدرة على متابعة التغيرات الاجتماعية في مجتمع يعتمد على الإنترنت في مراجعة كل المعلومات.
وأشار بزشكيان في تصريح آخر له، إلى ضرورة تطوير البنية التحتية للإنترنت، لكنه أكد أنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة للذين يعتمدون على الإنترنت في كسب رزقهم، خاصة مع استمرار الفلترة، وأضاف أن العديد من النخب تهاجر بسبب غياب الظروف الملائمة للعمل، كما انتقد بزشكيان مسألة حجب الإنترنت، مشيرا إلى أن العديد من الوظائف تضررت بسبب الفلترة، بينما ازدهر سوق بيع خدمات وتطبيقات رفع حجب الإنترنت، وأعرب عن قناعته بضرورة تحرر الفضاء الافتراضي من القيود، واعتبر منصات مثل (X) مكانا مهما للتعلم وزيادة التواصل، وأكد أنه في حال توليه الرئاسة، سيعمل على إنهاء القيود المفروضة على الإنترنت.
أهم تصريح له في شهر يوليو/تموز:
وقال بزشكيان: “سأقف ضد العقوبات، والفلترة، والاحتكار في الاقتصاد الرقمي؛ أنا متضامن ومتعاطف مع هذه المطالب الثلاثة للقطاع الخاص، وسأقدم تقارير شفافة للشعب”، بحسب “خبر أونلاين”.
تصريحاته في شهر سبتمبر/أيلول:
وقال بزشكيان أيضاً: “سنقوم بتحديد الضوابط المتعلقة بالفضاء الافتراضي في مجلس الأمن القومي ومجلس الفضاء السيبراني الأعلى من أجل إرضاء الشعب”.
وأضاف التقرير رده على سؤال الصحفيين حول رفع الفلترة، حيث صرّح بأنه “يجب عليهم إعداد برنامج لعقد اجتماع مع مجلس الأمن القومي ومجلس الفضاء السيبراني؛ ونحن نعمل على رفع الفلترة في أقرب وقت ممكن، وسيحضر وزير الاتصالات هذه الجلسة”.