كتبت- ميرنا محمود
قال أيـدن معروف، وزير الشؤون العرقية والدينية في حكومة إقليم كردستان العراق في حوار مع موقع ” turksam” يوم الخميس 29 أغسطس/آب 2024، إن أذربيجان دولة ذات أهمية قصوى للعراق وإنهم يسعون لتوطيد العلاقات معها، وقال إنهم يدعمون العلاقات بين العراق وتركيا وأذربيجان.. وإلى نص الحوار:
كيف تقيمون العلاقات بين أذربيجان والعراق؟
أذربيجان دولة ذات أهمية قصوى بالنسبة لنا وفي الوقت نفسه هي بلدنا الشقيق. إن تعزيز العلاقات بين العراق وأذربيجان يعود بالفائدة على جميع الأطراف. إن تعزيز هذه العلاقات يُعد ميزة كبيرة، خاصة بالنسبة لتركمان العراق. وباعتبارنا تركمان عراقيين، فإننا جزء لا يتجزأ من العالم التركي. تركيا وطننا الأم، وأذربيجان بلدنا الشقيق. في هذا السياق، فإن افتتاح سفارة أذربيجان في بغداد وافتتاح قنصليتين في كركوك وأربيل أمر مهم للغاية. بالإضافة إلى ذلك، إن مشروع فتح مركز ثقافي أذربيجاني في أربيل من قبل السفارة الأذربيجانية يحمل قيمة كبيرة. وستساهم مثل هذه الأنشطة الثقافية في تعزيز العلاقات بين أربيل وباكو.
حاليًا، نحن كتركمان، ندعم العلاقات بين بغداد-باكو وأربيل-باكو بشغف وحماس كبيرين. كما سيسهم التعاون في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد في تعزيز العلاقات بين شعوبنا.
كيف تقيمون انتصار أذربيجان في الحرب الثانية في قره باغ واستعادتها للأراضي الوطنية في منطقة قره باغ التي كانت تحت الاحتلال الأرمني؟ وكيف أثر هذا الوضع على التوازنات الإقليمية؟ نحن نوافق على أن إخواننا التركمان كانوا إلى جانب إخوانهم الأذربيجانيين بالدعاء. كيف تقيمون انتصار قره باغ؟
إن انتصار أذربيجان في الحرب الثانية في قره باغ ليس فقط فخرًا كبيرًا لأذربيجان فحسب، بل أيضًا لتركمان العراق والعالم التركي برمته. وهذا النصر يعني استعادة أذربيجان لأراضيها الوطنية ونهاية الظلم الذي طال أمده. ونحن، كتركمان عراقيين، كنا نقف بجانب إخواننا الأذربيجانيين بقلوبنا ودعائنا خلال تلك الفترة. إن انتصار أذربيجان هو انتصار للعالم التركي ومصدر سعادة كبيرة لنا.
لقد غيّر انتصار قره باغ التوازنات الإقليمية بشكل كبير وساهم في تعزيز مكانة أذربيجان في المجتمع الدولي. كما عزز هذا الانتصار وحدة وتضامن العالم التركي. وبعد انتصار أذربيجان، فإن الخطوات المتخذة لضمان السلام والاستقرار في المنطقة مهمة للغاية. وخلال هذه العملية، يجب أن نواصل دعمنا المتبادل وتعزيز تضامننا كعالم تركي.
كيف تقيمون العلاقات التركية الأذربيجانية؟
نحن نقيم هذه العلاقات على أساس الأخوة والصداقة. تحظى العلاقات بين تركيا وأذربيجان بأهمية كبيرة ليس فقط بين البلدين ولكن أيضًا للعالم التركي بأكمله. إن تركيا وأذربيجان، اللتان تتحركان وفق مبدأ “شعب واحد، دولتان”، ترتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض بروابط تاريخية عميقة وإرث ثقافي مشترك. نحن كتركمان عراقيون نفخر بالروابط القوية التي تربطنا بتركيا وأذربيجان.
مشكلة أذربيجان هي مشكلتنا، وسعادتها سعادتنا. وكما قال مصطفى كمال أتاتورك: “فرحة أذربيجان هي فرحتنا، وحزنها هو حزننا”. هذه العبارة تعبر بشكل مثالي عن الروابط العميقة بين العالم التركي. الشهداء في أذربيجان هم شهداؤنا، والشهداء في تركيا هم شهداؤنا. نحن، كالعالم التركي بأكمله، كيان واحد.
تتمتع العلاقات بين أذربيجان وتركيا بمكانة خاصة ومميزة جدًا تختلف كثيرًا عن جميع العلاقات الأخرى. وتعكس هذه العلاقات الأهمية الاستراتيجية والثقافية لكلا البلدين. حاليًا، وصلت هذه العلاقات إلى مرحلة جيدة جدًا ونظن أنها ستصبح أقوى في المستقبل. إن التعاون بين تركيا وأذربيجان ليس مهمًا للبلدين فقط، بل هو مصدر أمل كبير للعالم التركي بأكمله.
تم توقيع 26 اتفاقية تشمل التعاون في مختلف المجالات بين تركيا والعراق في نيسان/أبريل الماضي. ويعد مشروع “مسار التنمية” من المشاريع المهمة التي من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين. بناءً على هذه التطورات، كيف تقيمون التطورات الإيجابية الأخيرة في العلاقات بين تركيا والعراق؟
زار وفد برئاسة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بغداد ثم أربيل. وكشفت هذه الزيارات مرة أخرى عن مدى أهمية العلاقات بين تركيا والعراق. وقد اختتمت الاتفاقيات والمفاوضات بين بغداد وأنقرة بشكل إيجابي وعززت التعاون بين البلدين.
إن تقدم العلاقات الإيجابية بين تركيا والعراق لصالح الشعب العراقي في المقام الأول. تركيا دولة قوية تقدم إسهامات كبيرة في الشرق الأوسط وتقدم الدعم للعراق، وخاصة التركمان، والجماعات العرقية الأخرى دون أي تمييز.
كما تعلمون أن مشروع “مسار التنمية” هو مشروع مهم سيساهم في تعزيز العلاقات بين تركيا والعراق. ويعد هذا المشروع بوابة إلى أوروبا عبر البصرة وكركوك وأربيل والموصل وتركيا ويحظى بأهمية كبيرة للشعب العراقي. يسهم هذا المشروع، الذي يتم تنفيذه تحت قيادة الجمهورية التركية، في تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة وزيادة التجارة.
وإلى جانب هذه التطورات، فإن وجود منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية يعد من أهم المشاكل في المنطقة ويثير قلق كافة الأطراف. يهدد بشكل خاص السكان الذين يعيشون في المناطق الحدودية من إقليم كردستان. في أعقاب الزيارة الأخيرة، يعد اعتراف رئيس الوزراء العراقي بحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية غير شرعية في رسالة رسمية خطوة مهمة في هذا الصدد. هذا الإجراء سيمكن من تحسين العلاقات بين تركيا والعراق في المستقبل.
ومن أجل القضاء على منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، لا بُدَّ من عقد اتفاقية أمنية بين أنقرة وبغداد. إذا لم يتم حل هذه المشاكل الأمنية، فإن مشروع “طريق التنمية” لن يتقدم ولن يتم تحقيق التنمية الاقتصادية. مثلًا منطقة سنجار هي منطقة الإيزيديين. لا يستطيع حوالي 100 ألف شخص العودة إلى منازلهم بسبب تهديد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. وإذا لم يتم حل المشكلة الأمنية، فإن مشاريع التنمية في المنطقة ستتعطل. الأمن يجب أن يكون الأولوية.
باختصار، إن المسار الإيجابي للعلاقات بين تركيا والعراق سيفيد كلا البلدين ويزيد من الاستقرار الإقليمي. ستعزز المشاريع الكبرى مثل مشروع “مسار التنمية” العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وستزيد من رفاهية الشعبين. في هذه العملية، فإن حل المشاكل الأمنية وتحييد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية أمورًا ذات أهمية كبيرة. إن التعاون بين تركيا والعراق سيقدم مساهمات كبيرة في حل هذه المشاكل وتنمية المنطقة.