ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين“، الجمعة 14 فبراير/شباط 2025، تقريرا ذكرت فيه أهم ما صرح به محمد حسن قديري أبيانه، سفير إيران السابق لدى المكسيك وأستراليا، حول وضع الإيرانيين في الخارج، وتصريحات المرشد الإيراني الأخيرة بخصوص التفاوض، ومستقبل التفاوض بين إيران والولايات المتحدة.
صرّح السفير الإيراني السابق لدى المكسيك وأستراليا قائلا: “إذا دققتم في توجيهات المرشد الأعلى بشأن المفاوضات، فستجدون أنه لم يذكر التفاوض مع الولايات المتحدة، ولم يمنح أي تصريح بذلك، إلا إذا صدر إعلان صريح بمنح الحكومة الإذن للتفاوض، وهو ما لم يحدث”.
وأضاف أن “المسألة ليست مسألة قطيعة، بل نحن لا نرى المفاوضات في مصلحتنا، عندما ذكرتم كربلاء، سُئلتُ عن ذلك سابقا، فقد سألني صحفي أمريكي: (ماذا سيحدث إذا تعرضت بلادكم لهجوم، وإذا هاجمت أمريكا بوشهر؟)، فأجبته بأن الولايات المتحدة لن تُقدم على ذلك، لأنها تمتلك 100 منشأة نووية، وإذا استهدفت منشآتنا النووية، فسيكون من حقنا استهداف جميع منشآتها النووية، لكنهم لم ينشروا هذا التصريح”.
وأوضح أنه “في ما بعد، خرج تقرير يزعم أن إيران تخطط لمهاجمة المنشآت النووية الأمريكية! صحيحٌ أن لدينا كربلاء، لكن ليس من المفترض أن نستشهد جميعا في الحرب. كما أننا انتصرنا في الحرب مع العراق في النهاية. قانون البرلمان لم يكن شيئا غريبا، بل طالب بتنفيذ الالتزامات المتفق عليها، لا يمكن أن نكون نحن الطرف الوحيد الذي يلتزم!”.
وتابع أن “أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الرئيس الأسبق حسن روحاني، كان إعلانه عن تنفيذ جميع الالتزامات من طرف واحد (لإثبات حسن النية)، ظنا منه أن الطرف الآخر سيفعل الشيء نفسه، إن كان يعتقد ذلك بالفعل ولم يكن يسعى لأمر آخر! لقد ذهب إلى المنشآت النووية في أراك وصبَّ الإسمنت في مواقع حساسة! إذا كنا ننفذ كل التزاماتنا، فلماذا يلتزمون هم بشيء؟”.
وأردف: “إنهم في المفاوضات، هدفهم خداعنا، وقد نجحوا في ذلك مرارا، كانوا يروجون بأنهم سيعيدون أموالنا المحتجزة، لكن في النهاية لم يعد سوى 1.7 مليار دولار بأمر من محكمة لاهاي، بينما بقيت أموالنا الأخرى مجمدة في أمريكا، بل تم الاستيلاء عليها، أما ادعاء أن انضمامنا إلى FATF سيفتح لنا الأبواب، فهو إما جهل أو تضليل، فقبولنا FATF لن يخرجنا من القائمة السوداء إلا بموافقة جميع الأعضاء، ومن بينهم الولايات وإسرائيل، اللتان لن تمنحانا هذه الموافقة”.
وذكر أنه “حتى لو خرجنا من القائمة السوداء، فلن نحصل على أي مكاسب ما دامت العقوبات الأمريكية قائمة، فبمجرد أن تكون معاملاتنا المالية مكشوفة، سيتم منعنا من التحايل على العقوبات، وهو ما صرح به المسؤولون الأمريكيون أنفسهم”.
وأوضح أنهم “يريدون منعنا من بيع النفط، وأنا مع الشفافية، لكن لصالح بلدنا وليس لصالح الولايات المتحدة! هل كشفت الولايات المتحدة حجم تمويلها للمجموعات المناهضة لنا؟ إذا انضممنا إلى FATF فلن نحصل على أي انفراجة اقتصادية، وهذا أمر مستغرب من بعض من لديهم خبرة دبلوماسية ويؤيدون هذا الطرح داخل مجمع تشخيص مصلحة النظام”.
وتابع أن “الانضمام إلى FATF دون رفع العقوبات لن يحقق أي فائدة، بل سيجلب الضرر، فما دامت لديهم القدرة على تتبع معاملاتنا، فسيمنعوننا من الالتفاف على العقوبات، لقد صرحوا بأنهم بحاجة إلى هذه الآلية تحديدا لهذا الغرض. حتى لو خرجنا من القائمة السوداء، فالبنوك ستظل خائفة من التعامل معنا بسبب العقوبات الأمريكية. الولايات المتحدة فرضت غرامة تتجاوز 7 مليارات دولار على أحد البنوك الفرنسية لمجرد تعامله مع إيران، وهذا البنك فضّل دفع الغرامة على المخاطرة بعقوبات أمريكية أشد”.
وذكر قائلا: “إنني مقتنع بأنهم لن يرفعوا العقوبات عنا أبدا، فقد اكتسبنا ما يكفي من التجارب، حتى تصريحات المرشد علي خامنئي حول المفاوضات لم تتضمن ذكر التفاوض مع الولايات المتحدة، ولم يُمنح أي تفويض للحكومة بذلك، ما لم يتم التصريح بذلك بشكل مباشر، وهو ما لم يحدث”.
واختتم أن المفاوضات، سواء مع أوروبا أو حتى الدول الصديقة، لا يجب أن تُبنى على الثقة، بل على الضمانات. في إيران، امتلأت المحاكم بقضايا لأشخاص تعرضوا للخداع من أقربائهم وأصدقائهم، فكيف يمكن الوثوق بالأطراف الدولية؟ هناك من يروج لليأس، ويتحدث عن هجرة العقول، لكن الذين غادروا، ماذا يفعلون هناك؟ يعملون في تنظيف المراحيض وغسل الصحون في المطاعم! ولحسن الحظ، هناك مقاطع منتشرة على إنستغرام توثق أوضاعهم هناك”.