كتبت: يسرا شمندي
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة تصل إلى 20 مليون دولار لمن يقدم معلومات عن الضابط الإيراني بالحرس الثوري شهرام بورصافي، المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، يأتي ذلك بالتزامن مع ادعاءات الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب بوجود تهديدات على حياته من قبل إيران، بعدما أعلن فريق حملته الانتخابية أنّ أجهزة الاستخبارات الأمريكية حذّرته من تهديدات «حقيقية ومحدّدة» من قبل طهران.
وكانت وزارة العدل الأمريكية اتهمت شهرام بورصافي في عام 2022 بالتآمر لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، مدعيةً أنه عرض مبلغا قدره 300.000 دولار لشخص داخل الولايات المتحدة لقتل بولتون، وذلك انتقاما لمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020، لكن الشخص الذي كان من المفترض أن ينفذ عملية اغتيال بولتون أفشى المؤامرة للسلطات الأمريكية، وتبين لاحقا أن هذا الشخص كان مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
وحسب وزارة العدل، اتصل بورصافي بهذا المخبر عبر منصة رسائل مشفرة خلال الفترة بين أكتوبر/كانون الأول 2021 وأبريل/نيسان 2022، وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون، وتصويره، ومن ثم قتله، وذلك بعد مرور الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني، وواصل بورصافي الضغط على المخبر السري لتنفيذ عملية اغتيال بولتون، ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار إذا نجحت العملية، حسب ما ذكره برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على منصة إكس بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024.
ويُذكر أن بولتون لعب دورا رئيسيا خلال انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو يُعد من أبرز منتقدي إيران، ورغم انتقاداته الحالية للجمهوريين ودونالد ترامب، فإنه دعم بشكل كامل، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وذلك بناءً على ما ذكره موقع “بي بي سي فارسي” بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024.
على الجانب الآخر نفى نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية جواد ظريف، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي”، الاتهامات بأن الحكومة الإيرانية تسعى لاغتيال معارضيها في الخارج، وفي المقابلة، صرَّح ظريف: “نحن لا نغتال الناس، في الواقع، هم الذين اغتالوا القائد الأعلى لإيران”.
في المقابل صرح جون بولتون، لشبكة إن بي سي نيوز، بأن الحكومة الأمريكية يجب أن تكون “أكثر حزما” في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وأضاف أنه “عندما تسعى طهران إلى استهداف مسؤولين حكوميين أمريكيين حاليين أو سابقين، يجب أن ينظر إلى ذلك على أنه هجوم على الحكومة الأمريكية بأكملها، ولا أعتقد أن البقاء سلبياً في مواجهة هذا هو الحل الأفضل”.
وقد صنفت وزارة الخزانة الأمريكية بورصافي على أنه “إرهابي عالمي” في يونيو/حزيران 2023 وجمدت جميع أصوله ومصالحه في الولايات المتحدة، وفي حال إدانته، يواجه شهرام بورصافي عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار لاستخدام مرافق تجارية بين الولايات لارتكاب جريمة قتل، وهو ما تصل عقوبته إلى السجن 15 عاماً وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار لتقديم الدعم المادي لمؤامرة قتل عابرة للحدود، وفقاً لما ذكره موقع راديو فردا الإيراني في تقرير له بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول.