كتبت: شروق السيد
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رسالة إلى الشعب الإيراني، إن مستقبل إيران بدون نظام الجمهورية الإسلامية سيتحقق قريبا وبشكل أسرع مما يتوقعه الناس، يوم الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.
كانت هذه هي الرسالة الثالثة التي وجهها بنيامين نتيناهو إلى الشارع الإيراني على مدار الاشهر القليلة الماضية، منذ تفجر “طوفان الأقصى” في فلسطين، وأصبحت إيران إحدى الدول التي تواجه إسرائيل بشكل مباشر بسبب الطوفان.
تفاصيل رسالة نتنياهو
إذ نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024، رسالة مصورة على منصة “إكس”، وجهها إلى الشعب الإيراني، حيث انتقد الحكومة الإيرانية واتهمها بسرقة أموال الشعب لإنفاقها على حلفائها ووكلائها في المنطقة.
وقال نتنياهو في محاولة لإظهار أنه يدعم الشعب الإيراني: “نحن نريد السلام مع كل من يريد السلام معنا حقا، وليس لديَّ أدنى شك في أنكم، شعب إيران، تعرفون ذلك، وأنا أعلم أنه مثلما نريد السلام معكم، تريدون السلام معنا”.
وكذلك اتهم نتنياهو السلطات الإيرانية بالسعي إلى الحرب مع دول أخرى وفرض الطغيان الأصولي على الشرق الأوسط. وتابع: «يوما ما سيتغير كل شيء، يوما ما ستكون إيران حرة».
وفي رسالته كرر تأكيده أن مستقبل إيران “بدون نظام الجمهورية الإسلامية” بات قريبا، قائلا: “المرأة، الحياة، الحرية. هذا هو مستقبل إيران، وهذا هو مستقبل السلام”. وأشار إلى أن النظام الإيراني أنفق أكثر من 30 مليار دولار لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، لكنه انهار بعد 11 يوما فقط من الحرب.
وأضاف: “سرّاقكم أنفقوا مليارات الدولارات لدعم حماس في غزة، لكن حماس أصبحت اليوم ركاما”.
كما أوضح أن إيران أنفقت أكثر من 20 مليار دولار لدعم حزب الله في لبنان، ومع ذلك فقد خسر الحزب عددا كبيرا من قياداته وقواته في الأسابيع الأخيرة بفعل الضربات الإسرائيلية.
وتطرق نتنياهو إلى تصريحات نعيم قاسم، الأمين العام لـ”حزب الله”، الذي أعلن في 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن إيران خصصت لكل عائلة لبنانيةٍ ما بين 12 و14 ألف دولار، ما يعادل نحو مليار تومان إيراني بسعر السوق الحالي.
وتحدث نتنياهو عن فشل سياسات النظام الإيراني في المنطقة، قائلا: “الأموال التي سرقها نظامكم منكم تحولت إلى رماد، وذهبت أدراج الرياح”، مشددا على أن الشعب الإيراني غاضب من تكاليف دعم النظام للجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله، والتي استخدمت لفرض الاستبداد والتوسع الإقليمي.
وأكد أن الشعبين الإيراني والإسرائيلي يتشاركان الرغبة في السلام، لكن “الشعب الإيراني يعيش تحت نظام يقمعه ويهددنا”. وأردف: “ما يخشاه هذا النظام حقا هو أنتم، الشعب الإيراني”.
وفي نهاية رسالته، أبدى نتنياهو يقينه بأن مستقبل إيران سيكون مستقبلا للسلام، مؤكدا أن الشرق الأوسط سيصبح “منارة للرفاهية والتقدم والسلام”.
رسائل نتنياهو للإيرانيين
لم يكن هذا الخطاب هو الأول الذي وجهه نتنياهو إلى الشعب الإيراني، إذ كانت أولى رسائله إلى الإيرانيين، في نهاية سبتمبر/أيلول 2024، والتي جاءت بعد مقتل حسن نصر الله الأمين العام لـ”حزب الله”.
وحاول نتنياهو أن يُظهر أنه يقف بجانب الإيرانيين، فخاطب الشعب الإيراني قائلا: “عادةً ما أتوجه بالكلمة للقادة في إيران، لكني هذه المرة أود توجيه كلمة مباشرة إلى الشعب الإيراني الذي تنفق حكومته مليارات الدولارات على حروب وكلائها في الشرق الأوسط، بينما يحتاج الإيرانيون لتحسين أوضاع بلادهم الصحية والتعليمية وتطوير البنية التحتية”.
وتابع: “إننا نريد تحقيق السلام بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي لجلب التطور في مختلف المجالات، إضافة إلى تعزيز فرص الاستثمارات الخارجية والقضاء على الفقر”.
وأضاف مهددا: “إن يد تل أبيب تستطيع الوصول إلى أي مكان بالشرق الأوسط في سبيل حماية أراضيها، نحن نقف بجانب الشعب الإيراني، ويجب أن تعلموا أن الشعب اليهودي لا يكنّ لكم كرها”.
أما الرسالة الثانية، فقد كانت يوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقد قال فيها نتنياهو للإيرانيين، إن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في رسالة مصورة نشرت آنذاك: “لهذا السبب يمضون كثيرا من الوقت، وينفقون كثيرا من المال في محاولة سحق آمالكم وكبح أحلامكم”. وتابع: “لا تفقدوا الأمل.. واعلموا أن إسرائيل وآخرين في العالم الحر يقفون إلى جانبكم”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها للإيرانيين، إن الحكومة الإيرانية تنفق المليارات على الحروب بدل التنمية، مؤكدا أن بلاده لا تريد الحرب مع إيران.
استهداف نتنياهو للشعب الإيراني
دأب بنيامين نتنياهو على توجيه الرسائل إلى الإيرانيين؛ في محاولة منه لتأجيج الشارع الإيراني وتحريضه على السلطة هناك لكي يتظاهر ضدها، وهو ما أشار إليه موقع “رويداد 24” الإيراني، الذي أشار في تقريره، إلى ما وصفه بمحاولة نتنياهو إثارة التوترات بين الشعب الإيراني بدلا من مواجهة الحكومة، وكتب في تقرير له حول رسائل نتنياهو للإيرانيين: “نقطة أخرى مهمة في تصريحات نتنياهو كانت إشارته إلى شعار (المرأة، الحياة، الحرية)، (وهو شعار ردده الإيرانيون خلال تظاهراتهم بعد وفاة مهسا أميني)، يعتقد البعض أن هذه الإشارة تمثل محاولة لتغيير ميدان اللعبة”.
أضاف: “بمعنى أن نتنياهو، الذي لم يرَ المواجهة مع إيران في ساحة الحرب والمواجهة العسكرية أمرا سهلا، أراد بطريقة ما، أن يثير التوترات داخل إيران وأن يضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة داخلية أيضا”.
كذلك وصفت صحيفة “همشهري” الإيرانية الإصلاحية، رسالة نتنياهو للشعب الإيراني بأنها حرب نفسية، وكتبت في تقرير لها حول رسائله: “تعتبر الرسالة الجديدة التي وجهها نتنياهو إلى الشعب الإيراني جزءا آخر من سلسلة الحرب النفسية الأخيرة ضد إيران، حيث تهدف بشكل أساسي إلى زرع فكرة الانفصال بين الشعب والنظام الحاكم”.
تفاعل إيراني مع نتنياهو
تسببت رسالة نتنياهو إلى الإيرانيين في جدل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي، وقد تناولها كثير من النشطاء بالتفاعل على منصة “إكس”، إذ كتب حساب باسم “JamesDean“: “اتفاقية كورش الكبير.. قريبا في طهران.. بين إيران وإسرائيل مع رضا بهلوي”.
كما كتب حساب آخر باسم “ملكة بهار”: “يجب أن تخافوا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجبهة المقاومة، والآن استنجدوا بالنساء ليُنقذنكم”.
وكتب حساب باسم “مهدى عباسيان“: “ذاك الذي يخاف هو أنت”.
أيضا كتب حساب باسم “خاک“: “أحد أحلامنا هو تدميرك وتدمير القاعدة العسكرية الإسرائيلية، أيها القاتل القذر للأطفال”.
کما کتب حساب باسم “مرتضی کامل نواب“: “قبل تناول أدويتك، احرص على غسلها جيدا؛ حتى لا تكون لها تأثيرات سلبية تؤدي إلى مثل هذه الترهات”.
كذلك كتب حساب باسم “مرد موشكى پوش“: “ليس لدي شك في أننا سننتصر”.
جدير بالذكر أن إيران وإسرائيل تشتبكان عسكريا منذ عام بعد تفجر “طوفان الأقصى”، وقد اشتعلت بينهما الحرب بعد قصف إيران للأراضي الفلسطينية المحتلة وقيام إسرائيل بقصف الأراضي الإيرانية في رد على الجانب الإيراني.