كتبت-إيمان مجدي
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا يوم الاثنين 12 أغسطس/آب 2024 أن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس النواب الإيراني إبراهيم رضايي قال: “كان هناك اجتماع للجنة صباح اليوم حضره وزير الخارجية المقترح عباس عراقجي ليوضح خططه”.
وتابع المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: “خلال الجلسة شرح عراقجي حياته وخبراته السابقة، وذكر خططه ورؤيته ورد على أسئلة أعضاء اللجنة. قال عراقجي أعتبر نفسي جندي للإمام والقائد، وسعيت للاستكمال في هذا الطريق، بالإضافة إلى خبرتي في الحرس الثوري الإيراني والتواجد في وزارة الخارجية والسياسة الخارجية على مدار 40 عامًا”.
وذكر المتحدث: “أكد وزير الخارجية المقترح أنه لم يدخل الجماعات ولن يدخل، وعمل مع جميع وزراء الخارجية السابقين، كما أشار إلى أنه كان مستشارًا لوزير الخارجية السابق أمير عبد اللهيان في عهد رئيسي، وأن عبد اللهيان كان يستفيد منه. وأوضح أن برنامجه نتيجة 40 سنة من الخبرة والتواجد في قلب السياسة الخارجية، وسمّى خططه بـ (سياسة خارجية شاملة فعالة ومؤثرة)”.
واستكمل رضايي: “خطط عراقجي وفقًا للدستور، والسياسات العامة للنظام في الساحة الدولية، وترتيبات الخميني وخامنئي القائمة على العزة والحكمة والمصلحة، بالإضافة إلى الوثائق الأولية مثل وثيقة الرؤية وخطة التنمية السابعة، وبيان الخطوة الثانية للثورة، ورؤية رئيس الجمهورية والحكومة الرابعة عشرة”.
على الجهاز الدبلوماسي التنفيذ
تابع عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: “أكد عراقجي أن ما يُصدَّق عليه في البرلمان واجب التنفيذ على الجهاز الدبلوماسي، ووزارة الخارجية تابعة لسياسات وأوامر المسئولين الأعلى في البلاد والمنفذين لسياسات التواصل. واعتبر وزير الخارجية المقترح أن مهمة السياسة الخارجية الرئيسة تأمين المصالح القومية وزيادة الثروة والحفاظ عليها، وترسيخ الأمن القومي والارتقاء بقوة البلاد والحفاظ على القوة وتعزيز الكرامة الوطنية ومكانة البلاد”.
قال رضايي أن عراقجي ذكر في جزء آخر من حديثه عن تأمين المصالح القومية قائلًا: “فيما يخص هذا الجزء فهو إحدى خطط الدبلوماسية الاقتصادية ما يعني أن السياسة الخارجية موضوعة لخدمة التنمية والتطور الاقتصادي. وزارة الخارجية يجب أن تكسر هذا الحاجز وتكون رائدة في الشؤون الاقتصادية، والدبلوماسية الاقتصادية داخلية وخارجية معتمدة على أن المعرفة التكنولوجية يجب أن تكون ضمن خطة عمل الوزارة”.
سياسة الاهتمام بدول الجوار
ذكر عراقجي أنه فيما يتعلق بالجيران فإن حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي نشطت في هذا المجال وسوف تستمر إيران في هذا الطريق، وسوف تستفيد إيران من حجم المؤسسات الدولية والإقليمية واتساع الميدان الدبلوماسي، واستغلال اتساع أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا، والأولوية الصين وروسيا باعتبارهما أولويات العمل. وأوضح أنه لا يمكن حل العداء مع أمريكا لاتخاذها سياسة عدائية بالإضافة إلى كيان الاحتلال، ولكن يجب إدارة هذا العداء والتحكم فيه، والاستفادة من حجم السياسة الخارجية في إزالة أثر العقوبات وبذل الجهد لإلغائها بشرف وخاصةً العقوبات الأحادية ضمن خطة العمل”.
لا فرق بين الميدان والدبلوماسية
الميدان والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة، ويجب الوصول إلى إنجاز من خلالهما، إنجازات الميدان في الدبلوماسية تتحول إلى ثروة وقوة وأمن، وليس للدبلوماسية دون الميدان أي قوة. وأكد عراقجي أن التفاوض يتم على أساس القوة، وفي النظام العالمي الجديد إذا لم نحدد مكانتنا سيحددها لنا الآخرون. وذكر أن نظرته إلى العالم نفس النظرة حينما كان في الحرس الثوري ولم تتغير”.
وعند سؤاله عن مجموعة نيويورك قال إنه لا ينتمي إليهم، وليس لديه حكم تجاههم. وذكر عن قانون العمل الاستراتيجي بالنسبة لإلغاء العقوبات أنه واجب التنفيذ ويجب متابعته، وإذا تمت المفاوضات بشرف تكون في إطار هذا القانون. كما قال إنه بدأ مفاوضات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة منذ ثلاثة أعوام وتقدم فيها.
كما قال ” أنا لست من مجموعة سكان نيويورك، وإن قانون العمل الاستراتيجي يجعلنا أقوى”. وأكد عراقجي على لزوم التشاور مع البرلمان؛ لأن الأوضاع تغيرت ومصير المفاوضات غير محدد، كما أوضح بناء وزارة الخارجية أنه سيتجه نحو الإصلاح لأن التجربة الحالية لم تكن ناجحة. لذلك أكد على إحياء كلية وزارة الخارجية لتربية الدبلوماسي، ووزارة الخارجية أيديولوجية.
في حين يرى عضو لجنة الأمن القومي فدا حسين مالكي أن وزارة الخارجية من الوزارات المهمة وعراقجي جزء منها وتواجد فيها لسنوات في مجالات مختلفة. وكل شخص له شخصيته الخاصة وصحيح أن عراقجي كان نائب ظريف لكنه كان كذلك نائبًا لوزراء سبقوه وأتوا بعده وعمل معهم، ولكل إنسان طرازه الخاص ويتمتع عراقجي بمكانة خاصة وله رؤى خاصة. وبلا شك رؤى عراقجي قريبة من السياسات العامة للنظام، ويمكنه أن يزيل الاضطرابات الموجودة من الماضي.
إلى ماذا تشير مجموعة نيويورك؟
أوضح موقع تجارت نيوز الإيراني 12 أغسطس/آب 2014 أن مصطلح “مجموعة نيويورك” يشير إلى مجموعة من الدبلوماسيين وخبراء وزارة الخارجية الإيرانية النشطاء في عهد حكومتيّ الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير الخارجية ونائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية السابق محمد جواد ظريف. وعُرفت هذه المجموعة بهذا الاسم لدورهم المؤثر في مفاوضات الملف النووي وتواصلهم الدبلوماسي مع الغرب وخاصةً أمريكا.
وذكر الموقع أن بعض المنتقدين لهذه المجموعة يتهمونهم بـ “التسليم” أمام الغرب وتفضيل التفاوض والصلح بدلًا من المقاومة. استخدم الناس هذا المصطلح بشكل أكبر في وسائل الإعلام المنتقدة لروحاني، وهو يشير بشكل عام إلى الأشخاص الذين يعتقدون في وجوب حل المشكلات عن طريق المفاوضات والدبلوماسية وخاصةً مع دول الغرب، وذلك بدلًا من المقاومة أمام العقوبات.
عُرف عباس عراقجي كأحد أعضاء فريق التفاوض في الملف النووي الإيراني، وخلال الأعوام الماضية يُعرِّفه بعض الأشخاص باعتباره عضو ًا في هذه المجموعة، ولكنه رفض هذا الاتهام وأعلن أنه ملتزم بقواعد الثورة الإيرانية، ويعمل في إطار المصالح القومية.
وبعد هذا العرض وبالرجوع إلى تاريخ عراقجي سنجد أنه تعلم في إنجلترا، ولكنه يتنصل من مجموعة نيويورك والتي يعد ظريف أحد أبرز أعضائها لأنه كان أحد الذين شاركوا في مفاوضات الاتفاق النووي بالإضافة إلى تعلمه في أمريكا، ومن ثم يرى مراقبون أنه قال هذا بعد دوي استقالة ظريف من منصبه كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية؛ ربما لأنه يريد الفوز بمقعده على كرسي الوزير، ولا يريد أن يؤثر عليه تتلمذه على يد ظريف على منحه الثقة من أعضاء البرلمان.