تستغل إيران ضعف الرئيس بايدن الملحوظ لتقويض اتفاق التطبيع المتوقع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. ومن المرجح أن يتخذ ولي العهد السعودي قراره بشأن اتفاق التطبيع مع إسرائيل بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فقط وفق ما قاله مركز “القدس” للدراسات، وهو مركز بحثي إسرائيلي، وذلك يوم الخميس 4 يوليو/تموز 2024.
تسعى إيران بشكل نشط إلى تخريب اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية من خلال المتمردين الحوثيين. وكانت إيران قد عطلت في السابق جهود التطبيع من خلال هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
والآن تستعد إيران مرة أخرى لإحباط الاتفاق المحتمل. ويقول مسؤولون في حماس إن إيران لن تسمح لأي إدارة أمريكية بإقامة محور معتدل جديد في الشرق الأوسط، وهو ما قد يهدد محور المقاومة الذي تقوده إيران، كما يهدف الرئيس بايدن.
وبفضل نجاح هجوم حماس على إسرائيل وهجوم حزب الله على شمال إسرائيل، فإن مهمة إيران الحالية تتمثل في القضاء على أي إمكانية لاستمرار إسرائيل في عملية التطبيع مع الدول العربية.
يشعر كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بالقلق من عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، الذراع الإيرانية، والذي يحذر المملكة العربية السعودية منذ عدة أسابيع من التوقيع على اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، معتبرا أنها “تهديد للأمن القومي اليمني”.
وتخشى السعودية من القوة العسكرية للمتمردين الحوثيين، الذين فرضوا حصارا بحريا في البحر الأحمر، بزعم أنهم ضد إسرائيل، وضربوا أكثر من 150 سفينة بالصواريخ والطائرات بدون طيار، زاعمين أنها كانت متجهة إلى إسرائيل.
في 14 سبتمبر/أيلول 2019، أصيبت منشآت النفط السعودية الضخمة التابعة لشركة “أرامكو” في منطقة بقيق بالشلل بسبب هجوم بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار، مما تسبب في أضرار اقتصادية كبيرة. وتباهى المتمردون الحوثيون بمسؤوليتهم عن ذلك. واتهمت وكالات الاستخبارات الغربية الهجوم بأنه جاء من جنوب إيران أو العراق، و”يزعم الحوثيون الفضل في شيء لم يفعلوه”.
أدى الهجوم إلى خفض طاقة إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية بنسبة 50%، أي نحو 5% من الإمدادات العالمية ويقول مسؤولون سياسيون في القدس إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان توقف مؤخرا عن الحديث إلى وسائل الإعلام حول التطبيع مع إسرائيل. ورغم الضغوط الأمريكية، فإنه امتنع عن القيام بذلك.
وتتواجد السعودية حاليا في وقف لإطلاق النار مع المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين أرسلوا رسائل تحذر من العواقب المحتملة لتوقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار.
أبدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قلقه إزاء ضعف إدارة بايدن الملحوظ في الشرق الأوسط ويتابع أيضًا الصعوبات السياسية التي يواجهها الرئيس بايدن في الحملة الانتخابية الأمريكية ويدرس انسحابه المحتمل من السباق.
وبالإضافة إلى ذلك، ترفض الحكومة الإسرائيلية الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كما تطالب السعودية ضمن اتفاق التطبيع. علاوة على ذلك، فإن العمل ضد اتفاق التطبيع في هذا الوقت قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة بين حزب الله وإسرائيل، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
ونظرا لهذه التطورات، يعتقد المسؤولون السعوديون أن الانتصار الإسرائيلي الحاسم على حماس في غزة فقط هو الذي يمكن أن يشجع ولي العهد بن سلمان على توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
ولكن هذا لا يحدث حاليا، ويظل الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل ضد حزب الله غير مؤكد.
لا يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهتم بتوقيع اتفاقية تطبيع – تتضمن أيضا اتفاقيات أمنية – مع إسرائيل في الوقت الذي يبدو فيه ضعيفا أمام المحور الموالي لإيران.
وسيكون من الصعب تمرير مثل هذا الاتفاق في الشارع السعودي.
ويخشى نتنياهو أيضًا أن يتم تصويره في العالم العربي على أنه شخص يحاول مساعدة إسرائيل على التعافي من أحداث 7 أكتوبر 2023.
والتقدير الحالي في إسرائيل هو أن ولي العهد السعودي يفضل انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التطبيع مع إسرائيل.