ترجمة: يارا حلمي
نشر موقع “تابناك” الإخباري الإيراني، الأربعاء 9 أبريل/نيسان 2025، تقريرا تناول فيه بدء مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة 12 أبريل/نيسان 2025، بوساطة عمانية، بهدف تخفيف التوترات وتقليص البرنامج النووي الإيراني، كما يستعرض ردود الفعل الدولية والسيناريوهات المحتملة للمفاوضات، إضافة إلى تصريحات من مسؤولين إيرانيين حول طبيعة وأهداف المفاوضات.
بداية المفاوضات
ذكر الموقع أنه من المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة مفاوضاتٍ يوم السبت 12 أبريل/نيسان 2025 في عُمان، حيث ستتم هذه المحادثات بوساطة عمانية وبشكل غير مباشر.
وتابع أن المفاوضات المقبلة في عمان تشكل جزءا من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة، التي تفاقمت على مدار سنوات بسبب قضايا متنوعة، وضمن ذلك البرنامج النووي الإيراني، والعقوبات، والتوترات الإقليمية.
ولفت إلى أن عمان قد لعبت تاريخيا دور الوسيط المحايد في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، حيث كانت في السابق هي المستضيف للمفاوضات السرية بين البلدين خلال عامي 2013-2015، التي أسفرت عن التوصل إلى الاتفاق النووي المعروف باسم “الاتفاق النووي الإيراني”.
كما أشارت التقارير الأخيرة إلى أن عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شؤون الشرق الأوسط، من المتوقع أن يتوليا قيادة هذه المفاوضات.
وأضاف الموقع أن المفاوضات ستتم بوساطة بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني، وهناك نقطة مهمة تتمثل في تأكيد إيران أن هذه المحادثات ستكون غير مباشرة، في حين أن ترامب كان قد أبدى في وقت سابق، رغبته في إجراء مفاوضات مباشرة، حيث إن هذا التناقض في المواقف قد يكون له تأثير على ديناميكية المفاوضات.
الموقف الإيراني
ذكر الموقع أن هدف إيران من هذه المفاوضات هو تقليل التوترات العسكرية، وتخفيف الضغط الناتج عن العقوبات، وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
وأوضح عراقجي في وقت سابق، أن هذه المحادثات تمثل “فرصة” و”اختبارا” في الوقت ذاته، وأن القرار الآن بيد الولايات المتحدة، وتأكيد إيران الطابع غير المباشر للمفاوضات يعكس حذر طهران من أي تفاعل مباشر قد يُعتبر من قبل معارضيها الداخليين بمثابة “استسلام”.
وتابع الموقع أن ترامب، الذي اتخذ مواقف متشددة تجاه إيران منذ عودته إلى السلطة، يبدو أنه يسعى من خلال الإعلان عن هذه المفاوضات إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي، حيث إن تهديداته السابقة كانت تشير إلى “قصف” إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق، لكن الآن يبدو أنه يأخذ في اعتباره الخيار الدبلوماسي أيضا.
كما أشار إلى أن هدف الولايات المتحدة هو تقليص البرنامج النووي الإيراني ومنع طهران من الوصول إلى الأسلحة النووية، وهو ما أكده ترامب في لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومع ذلك، قد يشير إصرار ترامب على إجراء مفاوضات مباشرة إلى محاولة لفرض شروط أكثر قسوة.
دور عمان وردود الفعل الدولية
أوضح الموقع أن الصين وروسيا قد رحبتا بهذه المفاوضات، واعتبرتاها خطوة نحو تقليل التوترات، حيث طلبت الصين من الولايات المتحدة أن تكون “صادقة” في المفاوضات، بينما أدانت روسيا التهديدات العسكرية التي أطلقها ترامب، وتعتبر هذه الردود الدولية بمثابة دعم قد يمنح إيران مزيدا من الثقة في مواصلة المحادثات.
في المقابل، أشار إلى أن إسرائيل من المحتمل أن تنظر إلى هذه المفاوضات بشك، حيث إن نتنياهو كان قد طالب في وقت سابق بتطبيق “نموذج ليبيا” على البرنامج النووي الإيراني، وهو يعني إزالة جميع البنى التحتية النووية الإيرانية، وهو ما يتعارض مع الحقائق الفنية والسياسية الإيرانية.
السيناريوهات المحتملة
قال الموقع إنه في حال توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن قضايا رئيسية مثل تخفيف العقوبات مقابل الحد من الأنشطة النووية، فإن هذه المفاوضات قد تساهم في تخفيف التوترات.
وتابع أنه في حال حدوث خلافات حول ما إذا كانت المفاوضات ستكون مباشرة أو غير مباشرة، أو إصرار الولايات المتحدة على شروط غير مقبولة لإيران، مثل نموذج ليبيا، فقد تؤدي المحادثات إلى الفشل، وفي هذه الحالة، يمكن أن تُطرح التهديدات العسكرية من قبل ترامب مجددا، وقد تقوم إيران بتغيير نموذج تعاملها النووي.
كما أشار إلى أن مفاوضات يوم السبت في عمان ستكون اختبارا لقياس جدية ومرونة الطرفين، حيث إن إيران، من خلال تأكيدها أن المفاوضات ستكون غير مباشرة، تظهر رغبتها في الحفاظ على مبادئها وتجنب الضغوط الداخلية، في حين أن الولايات المتحدة، من خلال اقتراح المفاوضات المباشرة، تسعى إلى إظهار قوتها وكسب مزيد من المكاسب.
وفي ما يتعلق بتصريحات عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، التي قال فيها إن “أهمية شكل المفاوضات ليست في المقام الأول، بل الفاعلية هي الأهم”، يبدو أن إيران مستعدة لإظهار مرونة في حال رأت نية حسنة من الولايات المتحدة.
تحولت مفاوضات عمان بين إيران والولايات المتحدة إلى أحد المواضيع الساخنة في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث استعرض الموقع بعض هذه الردود والتفاعلات كما يلي:
قال عراقجي: “إيران تفضل الدبلوماسية وتعرف كيف تدافع عن نفسها، وهي مستعدة للحوار بجدية. المفاوضات غير المباشرة خيار استراتيجي، ولقاء عمان فرصة واختبار”.
أشار الموقع إلى تصريح حسن روحاني، الرئيس الإيراني الأسبق، حيث قال: “المفاوضات المباشرة وعلى المستوى العالي غالبا ما تكون أكثر فائدة، وعكس ما يظن الأمريكيون، إيران لديها أربع نقاط قوة في المفاوضات، كلما كان مستوى المفاوضات أعلى، وصلنا إلى النتيجة المرجوة بسرعة أكبر”.
قال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني: “إيران دولة تهتم بالدبلوماسية ولديها قدرة كبيرة على الدفاع عن نفسها، وإنها ستدافع بشجاعة عن حقوقها في المفاوضات مع الولايات المتحدة”، محذرا من “رد قوي وغير متوقع على أي تجاوز من قبل العدو”.
ذكر الموقع أيضا تصريح غلام حسين كرباسجي، الأمين العام لحزب “كوادر البناء”، الذي قال: “إذا كان النظام لا يرغب في التفاوض مع الولايات المتحدة، لما كان قد رد على رسالة ترامب. بعض الناس يظنون أن وجهة النظر الثورية تعني أن نكون في حالة حرب دائمة وندعو إلى الشعارات. الشعب يريد حياة هادئة”.
قالت دختر همساده ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي: “في حالة الهجوم الأمريكي على العراق، كان كل شيء ورديا في البداية، لا ينبغي لنا أن نكون متفائلين للغاية بشأن رد فعل ترامب (وليس الولايات المتحدة) وإسرائيل، وقد أدت هذه التفاؤلات نفسها إلى سقوط صدام”.
وكتبت الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي سارة رضائي: “لو كان ساستنا أكثر حكمة، لما تحدثوا عن المفاوضات بعد كل تلك الكلمات الشريرة! ويسعى إلى إرساء سياسة التحرر والتفكيك في إيران”.
وأشار علي نادري، الرئيس التنفيذي السابق لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”: “التفاوض لا يعتمد على الخوف ولا يعتبر فنا خاصا، ومن أجل مصلحة البلاد، من الممكن التفاوض مع الممثل الأمريكي، دون أن يكون البلد أو الشعب أو السوق شرطا، باختصار، كل هذه الضجة لإجراء عملية متكررة أمر غريب بعض الشيء”.
وقد صرح المرشد الأعلى علي خامنئي: “لن يتم حل أي مشكلة بالتفاوض مع الولايات المتحدة. السبب: التجارب”، يقصد التجارب السابقة التي مرت بها إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.