ترجمة: علي زين العابدين برهام
التقى المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت 8 فبراير/شباط 2025، مع وفد قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. يأتي هذا اللقاء في فترة مليئة بالأحداث المتسارعة في المنطقة، وتعد أول زيارة لوفد قيادة “حماس” لإيران بعد وقف إطلاق النار في غزة.
نشرت صحيفة “همشهري أونلاين“، السبت 8 فبراير/شباط 2025، تقريرا ذكرت فيه أهم محاور وتصريحات هذا اللقاء.
وذكرت أن المرشد الإيراني أكد، في إشارة إلى التهديدات الأمريكية الأخيرة ضد إيران والشعب الإيراني، أن هذه التهديدات لن تُحدث أي تأثير في وعي الشعب الإيراني ومسؤوليه، ولا في عزيمة الناشطين بالبلاد والشباب الإيراني.
وأضافت أنه في مستهل اللقاء، هنّأ محمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس قيادة “حماس”، المرشد الإيراني بمناسبة الانتصار الكبير للمقاومة في غزة، قائلا: “نعتبر تزامن هذا النصر مع الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية فألا حسنا، ونأمل أن يكون هذا التزامن خطوة نحو تحرير القدس والمسجد الأقصى”.
وتابعت أن خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، صرح خلال حديثه مع المرشد: “جئنا اليوم إلى لقائكم ونحن جميعا نشعر بالفخر والعزة، فهذا الانتصار العظيم ليس انتصارا للمقاومة وحدها، بل هو نصر مشترك لنا ولإيران”.
وأضافت أن المرشد الإيراني بدوره، استذكر شهداء المقاومة وقادتها، وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية، مشيدا بصمود غزة، وقال مخاطبا قادة “حماس”: “لقد منحكم الله العزة والنصر، وجعل غزة نموذجا حيا لقوله تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه)”.
وأردفت أنه أكد أن المقاومة الفلسطينية استطاعت، بفضل الله، أن تحبط مخططات العدو، فلم يتمكن الاحتلال الإسرائيلي، ولا حتى الولايات المتحدة، من تحقيق أيٍّ من أهدافهما.
وذكرت إشارته إلى المعاناة والتضحيات التي قدمها أهالي غزة خلال عام ونصف العام من المقاومة، مشددا على أن ثمرة هذه التضحيات كانت انتصار الحق على الباطل، مما جعل غزة نموذجا يُحتذى لكل من يؤمن بالمقاومة.
وتابعت أنه أشاد بجهود الوفد المفاوض لحركة حماس، واصفا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بأنه إنجاز عظيم، مؤكدا أن من واجب العالم الإسلامي وكافة داعمي المقاومة دعم الشعب الفلسطيني، والتخفيف من معاناته وآلامه.
وأضافت أنه شدد على أهمية التخطيط المتكامل، الذي يشمل العمل الثقافي، واستمرار الجهود الإعلامية إلى جانب المهام العسكرية وإعادة إعمار غزة، مشيدا بالأداء الإعلامي المتميز الذي قدمته المقاومة وحركة حماس، ومؤكدا ضرورة مواصلة هذا النهج بقوة وثبات.
وأوضحت أنه أكد في ختام حديثه، أن الإيمان هو السلاح الأقوى وغير المتكافئ لجبهة المقاومة في مواجهة العدو، قائلا: “بفضل هذا الإيمان، لا تشعر إيران الإسلامية وجبهة المقاومة بأي ضعف أمام الأعداء.”
وذكرت تأكيده أن التهديدات الأمريكية الأخيرة ضد إيران والشعب الإيراني لا تترك أي أثر على إرادة الأمة الإيرانية، ولا على عزيمة مسؤوليها، أو الناشطين، أو الشباب الإيراني، وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني مسألة محسومة في وجدان الشعب الإيراني، ولا مجال للتشكيك فيها.
وأضافت ما قاله بأن النصر النهائي سيكون حتميا لصالح الشعب الفلسطيني، مشددا على أن التحديات والتقلبات السياسية لا ينبغي أن تثير الشك أو التردد، بل يجب مواصلة المسيرة بقوة وإيمان، مع التوكل على الله والتطلع إلى نصره المحتوم.
وتابعت أنه في ختام حديثه، خاطب قادة حركة حماس قائلا: “بإذن الله، سيأتي اليوم الذي تقفون فيه بكل فخر واعتزاز، وقد نجحتم في إنهاء قضية القدس لصالح الأمة الإسلامية، وهذا اليوم قادم لا محالة”.
وانتقلت إلى تصريحات قادة حماس خلال اللقاء، وذكرت أنه قد قدّم كل من محمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس قيادة “حماس”، وخليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وزاهر جبارين، رئيس “حماس” في الضفة الغربية، تقريرا شاملا حول آخر المستجدات في غزة والضفة الغربية، والانتصارات التي حققتها المقاومة، والتطورات الراهنة.
واختتمت التقرير بأنقادة “حماس” أشادوا بقادة المقاومة الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية، والسيد حسن نصر الله، والقائد يحيى السنوار، وصالح العاروري، معربين عن تقديرهم العميق للدعم الثابت والمستمر الذي تقدمه إيران والشعب الإيراني للمقاومة الفلسطينية.