كتبت سارة محمد علي
يمكن تعريف الباسيج بكونها مؤسسة تتولى التعبئة العامة بإيران، والتعبئة مصطلح عسكري يعني عملية تجميع قوات الاحتياط للخدمة الفعلية في أوقات الحرب أو الطوارئ الوطنية، وتحددها نوع ودرجة الطوارئ، ويشمل ذلك أوقات الكوارث الطبيعية حيث تعتبر الدولة حينها في حالة شبه حرب.
وتتضمن التعبئة، إعادة بناء اقتصاد الدولة ومؤسساتها وقدراتها ومواردها المادية والبشرية وقوانينها بما يدعم توفير حاجات حرب طويلة الأمد وتحقيق أهدافها.
وجزء رئيسي في عملية التعبئة هو القوة البشرية التي تم إعدادها بحيث تكون جاهزة للاستدعاء والحضور وقت الحاجة في ساحة المعركة أو وعند الأزمات والكوارث، سواء للمشاركة في المعركة أو تقديم الدعم للموجودين في الميدان .وفق مجلة ذا وار زون المتخصصة في الشؤون العسكرية.
وتعد خطة إعداد الشعب للدفاع من أهم عناصر الصراع المسلح، حيث يبقى العنصر البشري هو العنصر الفاعل بالرغم من التطور التقني الكبير الذي شهدته الصراعات المسلحة فهو الذي يسهل للدولة إمداد مسارح العمليات بالتشكيلات والوحدات المقاتلة، وبكفاءة تلك العناصر، كما تضمن عملية الإعداد صمود الشعب والمجتمع، وتحمله للمصاعب، والخسائر والدمار المادي والمعنوي في أوقات الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الطوارئ الداخلية، حسبما يذكر موقع ميلاتري المتخصص في الشؤون العسكرية.
ولهذا أصبح إعداد القوى البشرية، مقاتلين وشعبا، وتهيئة المجتمع بكل فئاته وطوائفه للدفاع من أهم الخطط في إطار الخطة الشاملة لإعداد الدولة للدفاع عن نفسها، لذلك أصبح لكل دولة قوانين خاصة بالتعبئة العامة وعملياتها الشاملة، ولكل منهم قوانين وضوابط وآليات مختلفة تتحكم فيها طبيعة النظام الحاكم وموارد الدولة المادية ووضعها الاستراتيجي.
نظام التعبئة العامة في إيرانوفي إيران، منذ سقوط حكم الشاه وإعلان قيام الجمهورية الإيرانية، والنظام الحاكم نظام يمثل ما يسمى بالثورة الإسلامية، ويمثل المرشد الأعلى للثورة أكبر سلطة سياسية ودينية في البلاد، لذا ترتبط عملية التعبئة ليس فقط بالحروب والكوارث الطبيعية، لكن أيضا لحماية وتحقيق أهداف “الثورة الإسلامية”.

ومن هنا جاء ميلاد قوات الباسيج، حيث دعا الخميني، المرشد الأول للثورة، إلى إنشاء “جيش من عشرين مليون رجل” لحماية الثورة ونظامها السياسي والديني، لتتشكل الباسيج التي تتبع حاليا الحرس الثوري الإيراني، وتنتشر في كل المجالات والمؤسسات الحكومية، إضافة لحضورها في المعارك العسكرية لإيران خارج أراضيها، ومشاركتها في قمع الاحتجاجات الداخلية بدعوى الدفاع عن مبادئ الثورة.
تعبئة الطلاب في إيران
واحد من أهم مجالات التعبئة في إيران، تعبئة الطلاب أو ما يعرف بباسيج الطلبة، وهي تستهدف نشر مبادئ الثورة الإسلامية والدفاع عنها في المؤسسات التعليمية، إضافة إلى إعداد طلاب “مقاومين” مؤهلين للدفاع عن أراضيهم وقتما تستدعي الحاجة، حسبما يذكر الموقع الرسمي للباسيج.

سبق تأسيس منظمة باسيج الطلبة بشكل رسمي كقطاع متفرد، مشاركة آلاف الطلاب ضمن قوات الباسيج خلال الحرب الإيرانية العراقية منذ عام 1980 حتى عام 1988، وهو ما ذكره المرشد الحالي للثورة الإيرانية علي خامنئي في لقاء جمعه بطلاب الباسيج، حيث قال إن هناك 36 ألف طالب قتلوا في هذه الحرب في أثناء وجودهم ضمن قوات الباسيج التي شاركت في المعركة. وفق ما يذكره الموقع الرسمي للمرشد.
نهاية عام 1988 أصدر الخميني المرشد الأول للثورة الإيرانية، مرسوما بتشكيل الباسيج الطلابي، وفي عام 1991 كان المجلس الأعلى للثورة في إيران قد وضح خطته لعمل الباسيج الطلابي كأحد أفرع عمل قوات الباسيج، وتم تأسيس مركز الباسيج الطلابي بطهران ليصبح هو المسؤول عن تأسيس مكاتب الباسيج في جامعات إيران، حسب تقرير لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”.
وفي تصريحات سابقة لوزير التعليم الإيراني السابق محمد بطائي، قال إن إيران لديها 14 مليون طالب مستعدون للذهاب إلى الحرب والتضحية بأنفسهم إذا لزم الأمر، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”.
وفق مرسوم تأسيس باسيج الطلبة الذي أصدره الخميني والمنشور بالموقع الرسمي للمرشد الأعلى للثورة، فمن أهداف الباسيج الطلابي:
نشر الإسلام في الجامعات ومراكز التعليم العالي.
حماية الهوية الدينية للجمهورية الإيرانية.
شرح وتعزيز وتنفيذ أوامر وتوجيهات قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ترسيخ وتعميق قيم الثورة الإسلامية وشرح الثقافة الإسلامية وتطويرها في الجامعات.
تحديد وتدريب القوات الموالية والملتزمة والمتحالفة والمنسقة التي تتمتع بخصائص الثورة الإسلامية.
توسيع الثقافة والتفكير التعبوي وتعزيز المعرفة الدينية والرؤية الثقافية والاجتماعية والسياسية للطلبة.
الدفاع الشامل عن الثورة الإسلامية ومنجزاتها في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والعلمية والسياسية والاجتماعية والتجارية.
وتحدد اللائحة التنفيذية التي أصدرها المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، واجبات أعضاء طلاب الباسيج ومنها وفق ما نشره موقع باسيج الطلاب بجامعة الإمام الصادق ووكالة تسنيم الإيرانية:
استقطاب وتدريب وتنظيم الطلاب المتطوعين.
تعريف الطلاب بثقافة التضحية والاستشهاد والتعريف بمآسي الثورة الإسلامية والدفاع المقدس.
التعاون في تطوير البحوث الثقافية والعلمية والدفاعية بما يتناسب مع تقدم وبناء الوطن.
إقامة المناسبات التذكارية والمؤتمرات والمهرجانات والمسابقات اللازمة.
إقامة الدورات والمعسكرات والفصول الثقافية والعلمية والدفاعية.
نشر الكتيبات والمطبوعات الخاصة بالتعبئة الطلابية وفق القواعد التي يقرها المجلس الأعلى للثورة الثقافية والتعليمات ذات الصلة.
التعاون مع مسؤولي الجامعة والمنظمات الجامعية وفق قواعد وتعليمات قوات الباسيج.
عضوية باسيج الطلاب
انتشرت أفرع منظمة الباسيج الطلابي في كل الجامعات والمؤسسات التعليمية الإيرانية، وأصبح في كل جامعة مكتب للمنظمة، كما توسع نطاق عملها لتشمل المدارس أيضا.