كتبت: شيماء جلهوم
شهد عام 2013، في شهره الثاني، أول زيارة لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ ثورة الخميني في 1979، الثورة التي انقطعت معها العلاقات المصرية الإيرانية على مدار عقود طويلة، بدأت بسبب احتضان السادات للشاه رضا بهلوي، ولم تنعدم الأسباب بعد ذلك.
في الخامس من فبراير/شباط 2013، وصل نجادي للمشاركة في قمة العالم الإسلامي المنعقدة بالقاهرة آنذاك، إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، كان الجامع الأزهر أولى محطات زيارة الرئيس الإيراني في القاهرة، الاستقبال الأول لنجاد بقلعة السُّنة في العالم، لم يحمل الصبغة الرسمية، فبعث شيخ الأزهر مدير مكتبه؛ لاستقبال رئيس الدولة ذات المذهب الشيعي، ومعه وكيل المشيخة، ثم استقبله هو في مكتبه. وبحسب france24 ، فإن شيخ الأزهر قد حذر نجاد من المد الشيعي في الدول السنية، وطالبه بإصدار فتاوى رسمية تحرم سب الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنها.
وبرغم علامة النصر التي التقطتها الصور لأحمدي نجاد ملوّحا بها بجوار شيخ الأزهر بحسب جريدة المصري اليوم المصرية، فإن الحوار بينهما لم يكن خاليا من النبرة القوية لإمام أهل السنة، فتطرق لقاء شيخ الأزهر مع الرئيس الإيراني، لأول مرة، إلى حماية الأقليات السنية في بلاده، خاصةً مسلمي إقليم الأهواز، داعيا إلى وقف التدخل في شؤون البلاد الإسلامية بدعاوى طائفية، خاصة في البحرين وسوريا.
بعد 11 عاما على الزيارة الأولى، تحررت سوريا من قبضة إيران، وتقترب البحرين من إبرام تسوية بين المملكة وإيران واستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد انقطاع بسبب التدخل الإيراني لتأليب الطائفة الشيعية ذات الأغلبية في المملكة، ولم يتوقف حتى الآن سب الصحابة على المنابر في إيران رغم صدور الفتاوى من خامئني في 2010 بالتحريم، لكنها بحسب وصف شيخ الأزهر في ذلك الحين كانت فتاوى سياسية لا تنفَّذ واقعيا.
زيارة آل البيت
بعد إنتهاء زيارة نجاد الأولى للأزهر، كان لا بد أن يزور عتبات آل البيت في مصر، فبدأ بزيارة مقام الإمام الحسين، واستقبله المواطنون بلافتات الترحيب ومعهم لافتات أخرى ترفض الزيارة التي استهجنها العديد من مسلمي السلفية في ذلك الوقت. وفي أعقاب الزيارة والدعاء، تعرض نجاد لموقف كاد ينهي زيارته لمصر، حيث تعرض لحادث رشق بالحذاء من رجل يُعتقد بأنه سوري؛ اعتراضا على التدخل الإيراني في الحرب السورية، ورغم البلبلة التي شابت الحدث حينها، فإن الأمن سيطر على الموقف، وتم القبض على الشاب، لتنتهي زيارة العتبات الحسينية وتبدأ رحلة نجاد الأخيرة نحو مقام السيدة زينب، الذي حرص نجاد على أداء صلاتي المغرب والعشاء فيه.
ديسمبر 2024.. ماذا تغير؟
تختلف أجواء الزيارة الثانية لرئيس إيران عن مثيلتها الأولى قبل أحد عشر عاما، تغير رئيس مصر، واختلفت الأجواء المترقبة للزيارة، وأصبحت الأجواء أكثر حميمية، رغم التغير الاستراتيجي للوضع الإيراني في المنطقة، بعد الأزمة السورية، استقبال رسمي ضخم في العاصمة الإدارية المصرية، افتتاح مهيب للقصر الرئاسي باستقبال زعماء ثماني دول، وهم المشاركون في قمة دول الثمانية للدول النامية.
وفي الوقت الذي تتم فيه الاستقبالات الرسمية للرئيس الإيراني في القاهرة، كان وزير الخارجية الإيراني يصلي العصر في مقام السيدة زينب بوسط القاهرة، ويرتب زيارة بزشيكان للعتبات الشيعية بعد أن تغيرت الولاية عليها من وزارة الأوقاف المصرية، إلى طائفة البهرة الشيعية بعد تطويرها على نفقة الطائفة، فصار للشيعة الكلمة العليا في مقامات آل البيت.
جدير بالذكر أن وكالة مهر الإيرانية قد ذكرت اليوم أن عباس عراقجي في زيارته الثانية لمصر في غضون شهرين، زار مسجد محمد علي، في قلعته الشهيرة، على طريق صلاح سالم بالقاهرة، ثم أعقب ذلك بزيارة لمسجد السيدة نفيسة ابنة الحسن بن زيد، وحفيدة الإمام الحسين، ثم مسجد السيدة زينب مصليا العصر في المسجد. يذكر أن عراقجي في زيارته الأولى للقاهرة قد تناول العشاء في أحد محال الكشري الشهيرة في وسط المدينة، ونشر حينها صورته في المطعم قائلا: “ذهبت مع المرافقين إلى مطعم مصري في وسط المدينة، وتناولنا وجبة مصرية (كشري)، وهي وجبة جميلة من دون مشتقات اللحوم”، تغزل عراقجي في وصف الكشري، مضيفا: “نفتقد لوجود مطعم مصري في طهران”.