كتب: حسن قاسم
أثار خطاب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، في حسينية الخميني بطهران، موجة من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، بعد دقائق فقط من بدايته.
وتجدر الإشارة إلى أن الخطاب لم يبث بشكل حي على شاشات التلفزيون الإيراني، وهو ما أجج ردود الفعل بشكل أكبر.
وقد أولى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في تغريداتهم، أهمية لبعض النقاط التي رأوها رئيسية في خطاب خامنئي.
أولها، قول خامنئي إن الأحداث المتصاعدة في سوريا نتاج خطة مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إضافة إلى حكومة أخرى مجاورة لسوريا -لم يسمها- قد لعبت دورا بارزا في تأجيج الأحداث وما زالت.
واعتبر معظم المعلقين الإيرانيين بمواقع التواصل الاجتماعي، أن خامنئي كان يقصد بتلك الدولة تركيا، وحاولوا تحليل استخدام خامنئي مصطلح “دولة مجاورة” بدلا من ذكر تركيا بشكل مباشر، حيث اعتبرها البعض علامة على الإهمال أو النقد غير المباشر للسياسات التركية.
كتب أحد المستخدمين: “لم يذكر السيد (خامنئي) اسم تركيا وكان من المثير للاهتمام أن نقول (دولة مجاورة) فحسب. كما لو أنه لم يتم وضعها في الحسبان”.
كما انتقد عدد من الحسابات الإيرانية هيئة الإذاعة والتلفزيون بسبب عدم وجود بث مباشر لخطاب خامنئي، واعتقد البعض أن هذه الخطوة كانت بسبب الرقابة.
وحول ذلك كتبت الناشطة الإيرانية الأصولية مهري طالبي دارستاني، أنه كان من المفترض بث خطاب خامنئي وفقا لما وعد به المراسلون عبر شاشات التلفزيون، موضحةً أن الموضوع ليس سريا ولا طبقيا؛ لأن خامنئي يلتقي مختلف أطياف الشعب خلال هذه الجلسة، ومع ذلك غردت العلاقات العامة للإذاعة والتلفزيون بأن بث خطاب خامنئي يخضع لأوامر المكتب الأعلى الخاص به.
كما أعرب مستخدم أصولي آخر عن انتقاده هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني لعدم بث خطاب خامنئي، حيث كتب:
“أعزائي المشاهدين، كان من المفترض أن يكون لدينا بث مباشر، لكن قيل إن خطاب القيادة سيرسل إلى الجمهور بعد الرقابة؛ حتى لا يتم استفزازهم وألا يقولوا لماذا لا يلتزم المسؤولون بمطالب القيادة!”.
كما انتقد مستخدم آخَر عدم تحديث خطاب خامنئي عبر صفحته الرسمية على منصة إكس وتليغرام، بينما انتشر على قنوات ومنصات أخرى بآداب متباينة.
النقطة الأخرى التي عقبت عليها الحسابات الإيرانية عبر منصة إكس، هي تأكيد خامنئي في حديثه قوة واستمرارية جبهة المقاومة في المنطقة، وتأكيد انتصار الشباب السوري أمام أعداء سوريا.
وهو ما فسره بعض الأصوليين بأنه رد على المحللين الذين يشككون في استمرارية المقاومة بعد سقوط الأسد.
وحول ذلك كتب حساب باسم أميد ملايي: “هذا وعد حتمي من ولي أمر مسلمي العالم. سوف تتحرر كل المناطق المحتلة في سوريا من قبل شباب سوريا الثائر، لا داعي للشك في حدوث ذلك، وسوف تخرج أمريكا كذلك من المنطقة من قبل جبهة المقاومة”.
وفي هذا الصدد عقب أحد المستخدمين الإيرانيين لمنصة إكس، ردا على تحليلات البعض التي تستنتج انتهاء المقاومة، وكتب: “إنهم يحللون من أسفل الدثار (البطانية) ويقولون إن المقاومة انتهت، اليوم، قال الرجل الأول في المنطقة إن نطاق المقاومة سيغطي المنطقة بأكملها أكثر من أي وقت مضى”.
وكان من بين تصريحات خامنئي التي لفتت انتباه المستخدمين، التركيز على أهداف البلدان الغازية:
“إن الغزاة أهدافهم مختلفة، كل واحد منهم له هدف، بعضهم من شمال سوريا أو جنوب سوريا ويسعون إلى الاستيلاء على الأراضي، في حين أن أمريكا تسعى إلى تثبيت أقدامها في المنطقة، هذه هي أهدافهم، والوقت سيظهر أنهم جميعا لن يحققوا هذه الأهداف، وأن الشباب السوري الثائر سيحرر المناطق السورية التي تم الاستيلاء عليها من قبل دون الشك في ذلك، وأن أمريكا لن تتمكن من إحكام قبضتها وسيتم طردها من المنطقة بتوفيق الله وحوله وقوته من قبل جبهة المقاومة”.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأيام الماضية، شن بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران حملة هجومية انتقدوا خلالها القادة العسكريين الإيرانيين لعدم دخولهم في التطورات التي كانت تحدث في سوريا.
وردا على هذه الانتقادات، نشر أحد المستخدمين مقطعا مصورا من خطاب خامنئي، والذي قال فيه: “تتباهى الأمة الإيرانية بجيشها وقواتها”، وكتبت بسخرية: “هل هناك من يتهم السيد (خامنئي) والمسؤولين العسكريين والقادة وصناع القرار بالمماطلة والتقصير والإهمال بعد هذه التصريحات؟ إذا وجدتم شخصا كهذا فإما أنه جاهل أو منافق”.
كما تداول مستخدمون كثر جزءا آخر من خطاب خامنئي والذي أشار فيه إلى وجود محاولات لجعل الشعب الإيراني في حالة إحباط بحسب وصفه، قائلا: “إرهاب الشعب جريمة ويجب متابعتها” .