كتب- محمود شعبان رئيس التحرير
– من اليوم الأول للثورة الإيرانية كان لديها هدفان أساسيان؛ الأول هو القطيعة الكاملة مع الغرب، وكذلك “التربص” بالمشروع “الصهيوني” في المنطقة.
– سعت الثورة إلى بلورة نفوذ عسكري في المنطقة يكون ذراعا لها في مواجهة المشروع الصهيوني، لذلك كان دور إيران في إنشاء وتقوية “الفواعل” المسلحة غير الدولتية الشيعية في المنطقة، وكذلك الدعم الكبير للفواعل السنية غير الدولتية مثل المقاومة الفلسطينية.
– ولذلك فدعم إيران للقضية الفلسطينية ولمحور المقاومة، هو دعم استراتيجي وجوهري وجزء من مشروعها وفلسفتها وتنظيرها الفكري والسياسي وليس كما يقول البعض إنه “دعم تكتيكي”.
– الحرب الحالية كانت اختبارا حقيقيا لهذه الاستراتيجية، فالخطاب الإعلامي “ذو الملمح التضخيمي” لقدرات إيران وكذلك محور المقاومة، كان محل اختبار حقيقي لتطوير الكيان حربه بشكل غير مسبوق وغير متوقع في المنطقة.
– وبالتالي ففي هذه الحالة الخاصة باغتيال حسن نصر الله يكون نظام الثورة الإيرانية في اختبار حقيقي وخطر وجودي.
– وقد كانت إيران تقول دوما إن حزب الله لا يحتاج لدعمه عسكريا من جانب طهران “من خلال الاشتراك في الحرب بشكل كامل معه ضد الاحتلال”؛ لأن الحزب لا يواجه خطرا وجوديا وأنه قادر على إدارة الحرب مع الكيان بشكل جيد وبخسائر قليلة.
– لكن مع رحيل “أبو هادي” فالحزب ونظام الثورة الإيرانية باتا في أزمة ويقتربان من تهديد وجودي حقيقي.
بالعودة الى موقف المعارضة الإيرانية في مثل هذه المواقف:
– المعارضة الإيرانية خارج إيران مشتتة ومحسوبة على الغرب، وبالتالي ليست لها مصداقية داخل الشارع الإيراني.
– الصوت المعارض داخل إيران غير قادر على بلورة مشروع حقيقي يجبر النظام الإيراني على تغيير استراتيجيته السياسية أو حتى العسكرية.
– وبالتالي، فإن الوقت الحالي هو أضعف وقت يمر به نظام إيران، ولو كانت هناك معارضة حقيقية داخل إيران، لكانت استغلت الظرف الحالي وحققت مكاسب سياسية حقيقية تسحب من صلاحيات الدولة ونظامها في إيران وترسخ كبداية للانطلاق نحو تغيير ملامح النظام.
– يبقى تقديري أن الظرف الحالي هو بداية الخيط في نظام الثورة الإيرانية، إن لم يقم الذين يديرون النظام بإجراءات سريعة سياسية لاحتواء هذه الأزمة وإحداث تغييرات جذرية تسمح بتشارك واسع من جانب قطاعات كبيرة من الداخل الإيراني في الحكم والسماح بمساحة من الحركة للمعارضة.
– بالذهاب الى نظام محمد رضا بهلوي، فقد استمر محمد رضا بهلوي في الحكم من عام 1941 وحتى عام 1979 حيث الثورة الايرانية، وقبله حكم والده من عام 1925 وحتى 1941، وبالتالي في تقديري فنظام الثورة الإيرانية يتجه إلى أن تبدأ نهايته ويقترب من أن يكون عمره الفترة الزمنية نفسها التي قضاها الابن رضا بهلوي في حكم إيران أو تزيد قليلا عنه، أي أربعين أو خمسين عاما.