كتب: ربيع السعدني
انضمت حاملة الطائرات بدون طيار “الشهيد بهمن باقري” إلى الأسطول القتالي للبحرية التابعة للحرس الثوري في الخليج العربي، وحسبما أعلنت بحرية الحرس الثوري الإيراني تم رسميا إطلاق أول حاملة طائرات مُصنَّعة محليا، والتي تمثل أكبر مشروع بحري عسكري في تاريخ إيران.

حاملة الطائرات الجديدة التي أُطلق عليها اسم “الشهيد بهمن باقري” هي سفينة تجارية خضعت لتعديلات كبيرة لتحويلها إلى حاملة طائرات مُسيّرة خلال العامين ونصف الماضيين، وتتمتع بطائرات بدون طيار من طراز “قاهر” و”أبابيل”، وهي قادرة على تنفيذ عمليات استطلاع وقتال بعيدة المدى، ونشرت وكالة أنباء “فارس” الرسمية مقطع فيديو لطائرات هليكوبتر تحوم على سطح سفينة “الشهيد بهمن باقري”، حاملة الطائرات المسيرة “بدون طيار” التابعة للحرس الثوري القادرة على استيعاب 8 مروحيات على سطحها، إلى جانب معدات وأدوات قتالية مختلفة أخرى.
ما إمكانيات “الشهيد باقري”؟
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “تسنيم” للأنباء، التابعة للحرس الثوري عن قائد القوات البحرية للحرس الثوري، رضا تنكسيري، قوله إن انضمام حاملة الطائرات المسيرة “الشهيد باقري” إلى أسطول القوة البحرية للحرس الثوري يُعدّ خطوة مهمة في تعزيز القدرات الدفاعية والردعية لإيران في المياه البعيدة، وحماية أمن المصالح الوطنية للبلاد، وأضاف خلال مراسم انضمام حاملة الطائرات المسيرة “الشهيد باقري” إلى القوة البحرية للحرس الثوري، صباح الخميس 6 فبراير/شباط 2025: “اليوم شهدنا أكبر مشروع انضمام للمعدات.. قامت القوة البحرية للحرس الثوري بتحويل سفينة تجارية إلى سفينة عسكرية متطورة”.
وأكد تنغسيري أن حاملة الطائرات المسيرة تُعدّ منصة بحرية متحركة لتنفيذ مهام الطائرات المسيرة والمروحيات في المحيطات، حيث تتميز بالقدرة على حمل عدة أسراب من الطائرات بدون طيار، وإقلاع وهبوط الطائرات المسيرة المقاتلة، وتشغيل واستخدام مختلف أنواع الطائرات المسيرة الاستطلاعية والهجومية، وإطلاق واستعادة الزوارق القتالية السريعة والخفيفة، إضافة إلى قدرتها على حمل وتشغيل المروحيات القتالية والدعم.
كما أضاف قائد القوات البحرية أن المدى العملياتي لهذه الحاملة يصل إلى 22 ألف ميل بحري، مع إمكانية الإبحار في ظروف بحرية تصل إلى الدرجة 9 (في المحيطات)، ما يمكنها من تنفيذ العمليات في المياه البعيدة لمدة عام كامل دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، مشيرا إلى أن السفينة تم بناؤها خلال عامين، وهي مجهزة بمنصات لتزويد الطائرات المسيرة والزوارق والمروحيات بالوقود، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى، وأجهزة استخبارات ومراقبة جوية، وأنظمة حرب إلكترونية متطورة، ومدفعيات بعيدة المدى، وصواريخ كروز سطح-سطح بعيدة المدى، وقدرات للتصدي للطائرات الصغيرة المسيرة والصواريخ الدفاعية الجوية، كما تحتوي على مدرج طيران بطول 180 مترا.
وأضاف أن السفينة إضافة إلى قدراتها العسكرية، يمكن لهذه السفينة المساعدة في توفير سبل العيش وخطوط الشحن الاقتصادية في أوقات الحاجة، حيث تحتوي على مرافق طبية متكاملة، تشمل غرفة عمليات، ووحدة عناية مركزة (CCU)، وقسم أشعة، وعيادة أسنان، إلى جانب مرافق رياضية مثل صالة رياضية متعددة الأغراض، وملعب عشب صناعي، وصالة لياقة بدنية.
كما أن هذه الحاملة قادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى بالإضافة إلى حمل طائرات قتالية مُسيّرة ومروحيات، ومن جانبه وصف قائد القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، الحاملة بأنها قاعدة متنقلة يمكنها العمل بشكل مستقل عبر المياه الدولية.
المواصفات الفنية لحاملة الطائرات “الشهيد بهمن باقري”
▪︎ طول السفينة: 240 مترا
▪︎ اسم السفينة: الشهيد باقري (C110-4)
▪︎ المعدات الرئيسية:
- مدرج طيران خاص للطائرات بدون طيار القتالية والاستطلاعية.
- رافعة سطحية لنقل المعدات والطائرات بدون طيار.
- القدرة على نشر طائرات قاهر وأبابيل.
- بناء قوي للعمليات طويلة الأمد في المياه المفتوحة.
السمات الاستراتيجية لحاملة الطائرات “الشهيد بهمن باقري”:
- مدى تشغيلي متزايد: يتيح هذا الناقل للطائرات بدون طيار التحليق لمسافات طويلة وإجراء مهام عبر الحدود، ويمكنه القيام بذلك في المناطق النائية دون الحاجة إلى مطارات ثابتة.
- المراقبة والرصد المكثف: الطائرات بدون طيار المنتشرة على متن هذه السفينة قادرة على تحديد هوية السفن العسكرية والتجارية في المياه الدولية وتنفيذ مهام المراقبة الاستراتيجية.
- تعزيز قوة الردع الإيرانية: إن وجود هذه السفينة في المحيط الهندي والمياه المفتوحة يخلق تحديات جديدة للقوى البحرية، وضمن ذلك البحرية الأمريكية.
- مواجهة التهديدات البحرية: من خلال نشر طائرات بدون طيار قتالية واستطلاعية، تلعب هذه السفينة دورا مهما في تأمين طرق التجارة الإيرانية ومكافحة القرصنة.
كما تم تجهيز السفينة بنظام حرب إلكتروني ويمكنها البقاء في البحر لمدة تصل إلى عام، ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، يمكنها استيعاب 60 طائرة قتالية مُسيّرة، وتُعرف الطائرة المُسيّرة باسم “قائم” (المعروفة سابقا بـ”قاهر-313″) وتتميز بخصائص التخفي.
ويبلغ طول سفينة “الشهيد باقري” 240 مترا وارتفاعها 21 مترا، وهي مجهزة بمروحيات وصواريخ وطائرات بدون طيار، ومجهزة برافعة طائرات، ولديها القدرة على حمل 60 طائرة بدون طيار و30 منصة لإطلاق الصواريخ، وهو ما يمكن أن يعزز مكانة إيران كقوة عابرة للحدود.
هذه السفينة وفقا لتقرير وكالة أنباء “مهر” الحكومية ليست مخصصة لعمليات الطائرات بدون طيار، ولكنها قادرة على عمليات المروحيات، ونشر أنظمة الحرب الإلكترونية، والعمليات الدفاعية على مرحلتين: “هجومية ودفاعية”، وإضافة إلى عمليات الطائرات بدون طيار والمروحيات، تم تجهيز السفينة بصواريخ كروز “أرض-أرض” من عائلة نور، كما تحتوي أيضا على منصة منفصلة للصواريخ المضادة للسفن.
ويتراوح المدى التشغيلي لهذه الصواريخ من 750 كيلومترا إلى 2000 كيلومتر، بحسب نوع الصاروخ المثبت عليها، وهو ما يضاعف القدرة الهجومية لهذه السفينة، كما يمكن أن تعمل حاملات الطائرات بدون طيار كقواعد عائمة لعمليات الطائرات بدون طيار، والتي يمكن أن تشمل مهام الاستطلاع، وجمع المعلومات الاستخباراتية، أو حتى الهجمات المستهدفة.
الذكرى الـ47 للثورة
جاء إطلاق حاملة الطائرات “الشهيد بهمن باقري” بالتزامن مع احتفالات ذكرى انتصار الثورة الإيرانية 1979 والتي تستمر هذه الاحتفالات عشرة أيام بداية من 1 إلى 11 فبراير/شباط، ويطلقون عليها اسم “عشرة الفجر” وتحيي ذكرى الثورة التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة.
ويذكر أن الشهيد بهمن باقري هو أحد الشهداء البارزين في الحرس الثوري الإيراني وقاعدة نوح البحرية التابعة للحرس الثوري والذي نال الشهادة في الفاو عام 1988، وكانت قوات الحرس الثوري قد قامت في وقت سابق، ببناء وتشغيل سفينتين تحملان اسم الشهيدين “مهدوي ورودكي” في إطار العمليات القتالية واللوجستية.