ترجمة: شروق السيد
كتبت الصحيفة الإيرانية “هم ميهن“يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني 2025: “الحوار مع القوى الكبرى مدرج على جدول الأعمال.” تم تكرار هذا التصريح خلال الأشهر الماضية من قبل كبار المسؤولين في إيران.
وذكرت الصحيفة أنه يتم العمل على التحضيرات لإجراء محادثات مع الدول الأوروبية، ومن المحتمل أن تُعقد الجولة الثانية من الحوار بعد انتهاء عطلة الشتاء في جنيف، كما سيبدأ الرئيس الأمريكي الجديد عمله بعد أقل من أسبوعين، لوم تغلق إيران طريق المفاوضات لمجرد عودة دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض.
وتابعت الصحيفة : بالتوازي، يُعاد النظر في اتفاقيتي باليرمو وCFT المتعلقتين بتمويل الإرهاب ومكافحة الجرائم المنظمة على طاولة مجمع تشخيص مصلحة النظام، وذلك لأن ضرورة الانفتاح في العلاقات الخارجية لإيران تم التأكيد عليها مرارًا في تصريحات الرئيس، وزير الخارجية، المتحدث باسم الحكومة، الوزراء الاقتصاديين، وأعضاء كبار آخرين في الحكومة.
طريق معقد أمام إيران
كما ذكرت الصحيفة أن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أكد مرارًا أن الظروف في إيران والعالم اليوم تختلف كثيرًا عن عام 2015، حين تم توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ففي المرة السابقة، عندما وصلت المفاوضات النووية إلى نتيجة بعد نحو عقد من الجمود، لم تكن القضايا بين إيران والغرب بهذا التعقيد .
وتابعت الصحيفة: في هذه الأثناء، يعيد البعض التاريخ إلى الوراء، عائدين إلى أجواء فترة الاتفاق النووي، منذ أن بدأت المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 1+5 بشكل جاد، والتي أدت إلى نتيجة.
وأضافت : عارضت مجموعتان داخل إيران وخارجها نجاح هذه المفاوضات: المتشددون الأمريكيون والإسرائيليون في الخارج، والتيار المتشدد في الداخل، الذين استخدموا جميع قدراتهم قبل وبعد الاتفاق النووي لتدميره، ونجحوا في نهاية المطاف، ومنذ ذلك الحين، بذلوا جهوداً من مسارات مختلفة لمنع إعادة إحيائه.
وواصلت الصحيفة : ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران والتي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني، يجب حلها، حتى لو استدعى ذلك تغيير النهج والسياسات السابقة، فإيران بحاجة إلى الخروج من هذا الوضع، وهذه حقيقة يتجاهلها المتشددون والمعرقلون لمسار الانفتاح الخارجي.
يجب التوصل إلى اتفاق
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم رحيم بور، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، قوله:
“استطاعت الحكومة الحالية أن تحصل على أصوات الشعب بناءً على هذا البرنامج، المبدأ الذي طرحه الرئيس بزشکیان، التسامح مع الأصدقاء والتعامل بحكمة مع الأعداء، يحمل الكثير من المعاني.
وأكد قائلاً: “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أننا في المفاوضات لسنا مجرد متلقين للامتيازات، بل نحن أيضاً مانحون ومتلقيون، وهذه العملية التبادلية يتم تحديدها وفق السياسات، والأطر، والخطوط الحمراء.
ولا شك في أننا بحاجة للخروج من هذا الوضع، ولا شك أن الشعب يريد ذلك، دعونا نجري استفتاءً بين الناس حول قضية العقوبات، لنرى ما الذي يريده الشعب.”
وأضاف : “لا يمكننا الاحتفال أو أن نكون سعداء بأننا تحت العقوبات، سواء كانت العقوبات ظالمة أو غير ظالمة، فهي قد وضعت شعبنا في معاناة ومشاكل، لذلك، يجب على الحكومة إيجاد وسيلة للخروج من هذا الوضع. من الواضح أن التحايل على العقوبات لم يكن كافيًا ولم يحل مشاكل الشعب، لقد أدى التحايل على العقوبات فقط إلى إبقاء الناس على قيد الحياة، ولكنه ليس الحل للمشاكل الكبرى التي تواجه البلاد، في النهاية، يجب أن نعيش في هذا العالم بالطريقة التي نستحقها.”
وأشار نائب وزير الخارجية السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ إلى أنه: “مع عودة ترامب، المعروف بكونه مبتكر تمزيق الاتفاق النووي وإحراقه، يبدو أنه يجب أن ننسى الاتفاق النووي، فهذا الاتفاق حدث في وقت معين ولكنه تقريبًا تم القضاء عليه في مهده، وعندما بدأت إيران بالكاد تجني فوائده، بدأت المشاكل، ثم جاء ترامب ووجّه الضربة القاضية.
وأضاف رحيم بور: “مع عودة ترامب، من الواضح أنه يجب تشكيل مفاوضات جديدة، يمكننا أن نطلق عليها أي اسم نريده، سواء مفاوضات مع 1+5 أو مع دولتين إضافيتين أو أقل، ولكن من الواضح أن وزن الولايات المتحدة في هذه المفاوضات أكبر من الأطراف الخمسة الأخرى، ووزنها لا يمكن مقارنته.
كان الاتفاق النهائي في المرة السابقة أيضًا، بفضل وزير الخارجية السابق، جواد ظريف ووزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، ولا يمكن إنكار ذلك، لذلك، في الوضع الجديد، يجب إعداد طاولة بمصالح الطرفين وبدء المفاوضات، بعضهم يقول إن المفاوضات المباشرة مستحيلة، لكن غالبية الخبراء يرون أن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة.”
وتابع : “في النهاية، تتخذ الحكومة القرار بشأن كيفية تنظيم هذه الإجراءات، ويجب أن ندرك أيضًا أن من يمتلك قوة أكبر سيكون كلامه أكثر قبولاً على طاولة المفاوضات، وعلينا أن نكون مستعدين لهذه المفاوضات وأن نحقق التنسيق المسبق داخل البلاد.
ولا ينبغي أن تبدأ المفاوضات، ثم نقوم في كل مرحلة بتقديم تقارير وبعد ذلك نقرر ماذا يجب أن نفعل، هذه الطريقة تفتقر إلى السرعة المطلوبة، والشخص الذي يتم اختياره لهذه المهمة يجب أن يتم توجيهه بخطوط حمراء واضحة وأن يمتلك الصلاحية لتوقيع الاتفاق.”
التعامل مع الصين
واختتمت الصحيفة التقرير بما أكده عبد الرضا فرجي راد، السفير الإيراني السابق في النرويج، قائلاً: “نحن بحاجة إلى الانضمام إلى مجموعة العمل المالي FATF حتى نتمكن من العمل مع الشرق أيضاً، حالياً، لا يستطيع أي إيراني في الصين التعامل مع بنوكها.